افادت وثيقة رسمية اميركية ان الولايات المتحدة ادراجت جبهة النصرة، المجموعة الاسلامية التي تقاتل في سوريا والمتهمة بالانتماء الى تنظيم القاعدة، على قائمتها السوداء للارهاب.
وفي مذكرة ادارية بتاريخ 20 تشرين الثاني موقعة من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونشرت على موقع السجل الفدرالي للحكومة الاميركية (الصحيفة الرسمية) على الانترنت، توضح الادارة الاميركية اسباب قرارها الجديد .
و يشار الى جبهة النصرة في الوثيقة الاميركية على انها “منظمة ارهابية اجنبية”.
ونتيجة لهذا التصنيف وطبقا للاجراءات الاميركية المعتمدة في مثل هذه الحالة، يتم تجميد كل اموال جبهة النصرة في الولايات المتحدة ويحظر على اي مواطن اميركي التعامل معها.
كما افادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند ان ادارتها “ستكشف المزيد (الثلاثاء) اليوم وخلال الايام المقبلة” حول جبهة النصرة المنبثقة بحسب واشنطن من تنظيم القاعدة في العراق والتي انتقلت الى سوريا.
اذا ورغم التباين والتباعد أتى الموقف الاميركي من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة ليؤكد على صحة موقف دمشق الرسمي، والذي يحذر من خطر تمدد الجماعات الاصولية التابعة للقاعدة وفي مقدمها جبهة النصرة بسبب الاحداث التي تشهدها سوريا، خصوصا وان التنظيمات الاسلامية باتت القوى المسيطرة ميدانيا في اماكن نفوذ المعارضة السورية المسلحة المدعومة اميركيا وغربيا، ففي ريف حلب اظهرت تظاهرات جرت مؤخرا انتقادات واضحه لميليشيا الجيش السوري الحر بعد تراجع نفوذه لصالح اسلاميي جبهة النصرة الافضل تسليحا والاكثر انضباطا بحسب السكان.
وجبهة النصرة تنظيم جهادي لا يعرف الكثير عنه لان عناصره يرفضون التحدث الى الصحافيين او الى السكان في سوريا.
ولم تكن الجبهة معروفة قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية، واتهمت في فترة ما بانها من صنع الاستخبارات السورية. وتبنت الجبهة معظم العمليات الانتحارية التي شهدها هذا البلد ولا سيما في حلب ودمشق ودير الزور.
كما انها تشكل العصب الحيوي للمخابرات التركية في عملياتها على الحدود السورية التركية ضد الأكراد، حيث شهدت منطقة رأس العين الحدودية معارك شرسة بين مقاتلي الجبهة واللجان الشعبية الكردية التي شكلت للدفاع عن المناطق الكردية من اعتداءات المعارضة السورية المسلحة وفي مقدمها جبهة النصرة، كما ان مصير المعارضة السورية بات على المحك بعد القرار الاميركي بادراج جبهة النصرة على قائمة الارهاب، وهي التنظيم الاكثر تسلحا وفعالية في العمل العسكري الميداني، فهل تأتي هذه الخطوة في سياق الذهاب نحو الحل السياسي بعد ان اثبتت المعارضة السورية فشل عملياتهه العسكرية الميدانية على مدى اشهر الازمة السورية؟
هذا ويعتقد على نطاق واسع في العاصمة الاميركية واشنطن ان المخابرات الاميركية تعاونت في المراخل السابقة مع الجبهة الارهابية عبر وسطاء وساعدتها في تنفيذ عملياتها الهامة التي وجهت من خلالها ضربات قوية للجيش السوري النظامي.
محمد السعيد | عربي برس
(المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)