لم تعد الأحوال الأمنية تعني شيئا لأبناء مدينة فصلت عن العالم الخارجي، مدينة يتعاون على جلدها البرد والظلام، ويلتهمها الجوع، وينتظر أبناؤها ” الفرج”، الذين أيقنوا أن صوتهم المبحوح لن يستعجله، بقدر استعجال الموت.
عاصمة سوريا الاقتصادية تكتسي بالظلام والبرد، فلا كهرباء ولا وقود يعيد النبض للمدينة، أزمة الخبز تفاقمت، “كارثة انسانية ” في الأفق، أفق تنيره شمعة أخيرة وصغيرة شارفت على الذوبان.
في مدينة حلب لم تعد توجد مناطق راقية وأخرى لمتوسطي ومعدومي الدخل، فجميعهم معدومو الخبز، أبواب الأفران مغلقة، ” لا يوجد طحين للخبز، ولا يوجد مازوت لتشغيل الأفران”.
وقال مصدر ميداني لتلفزيون الخبر في حلب أن أكثر من 150 فرناً تم تسجيله على لائحة تضم أسماء الأفران المغلقة بسبب فقدان الطحين، أمام وعود كثيرة بإيجاد حل للأزمة، دونما أي خطوة ملموسة على الأرض.
وبين المصدر أن مئات المواطنين يصطفون في طوابير طويلة أمام الأفران المغلقة بانتظار أن يصل الطحين، ليحصلوا على الخبز، إلا أن ذلك لم يحصل حتى الآن.
وخرجت عشرات المظاهرات في أحياء حلب الشرقية من أمام الأفران، ندد خلالها المتظاهرون بمسلحي المعارضة، وحملوهم أسباب الأزمة الإنسانية التي تعاني منها المدينة، قام مسلحو المعارضة بتفريقها بإطلاق النار.
وسجلت عدة حالات اقتحام لأفران من قبل المواطنين في حيي الصاخور وطريق الباب، حيث سيطر المواطنون على إنتاج الأفران التي يديرها مسلحو المعارضة، وقاموا بتوزيعه فيما بينهم، إلا أن هذه الأفران أيضاً توقفت عن العمل.
وأشار مصدر ميداني لتلفزيون الخبر في حلب أن معظم الصوامع في محيط حلب نفد القمح منها، بعد أن قام مسلحو المعارضة بتفريغ مخزونها وبيعه، في حين قام مسلحون آخرون بحراسة صوامع سيطروا عليها، حيث يقومون في الوقت الحالي بمفاوضة السلطات لتسليمها لهم، الأمر الذي أدى إلى توقف معظم المطاحن التي سلمت من عمليات التفكيك والبيع.
على صعيد متصل، تعاني معظم أنحاء مدينة حلب من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، منذ نحو أسبوع على الرغم من الجهود التي بذلت لإعادة توصيل التيار الكهربائي بعد تعطل المحطة الحرارية، ففي حين اعلنت السلطات قبل ايام أن التيار سيعود بشكل متواتر لمناطق حلب لمدة 4 ساعات يومياً، إلا أن هذه التصريحات لم تطبق على أرض الواقع، فمعظم المناطق لم تر التيار الكهربائي إلا لمدة تقل عن ساعتين فقط، وذلك طيلة الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل قال مصدر محلي لتلفزيون الخبر أن مواطنين اثنين استشهدا في مدينة هنانو وأصيب 4 آخرين بجروح إثر سقوط 3 قذائف هاون بالقرب من مدرسة محمد قصار.
ولا يزال سجن حلب المركزي يعاني من أزمة حادة إثر نقص المواد الغذائية والطبية، في حين لم تشهد خارطة السيطرة على المدينة أية تغيرات تذكر، بين السلطة ومسلحي المعارضة.
و ذكرت مصادر ميدانية لتلفزيون الخبر أن مسلحين تابعين لـ ” جبهة النصرة” نفذوا عمليات إعدام ميدانية بحق مواطنين من أبناء مدينة السفيرة، شرق حلب، وذلك على الطريق الواصل بين مدينة حلب والواحة شرقا، وعرف من المواطنين “محمد تركي – مرعي حسن – تامر جفال – ضاهر حج عبد الله – محمد غازي “.
وتلقى تلفزيون الخبر اتصالات من أنباء مدينة الطبقة ( مدينة الثورة) شرق حلب، تحدثوا خلالها عن قيام مسلحين بطردهم من منازلهم، ونشر قناصة في الجزء الذي يسيطر عليه المسلحون من المدينة، باتجاه شارع ” المسحر”، الذي تسيطر عليه القوات الأمنية.
سيريان تلغراف