بينما عقد في دمشق الاجتماع الأول للجنة المتابعة للحوار الوطني الذي عقد في طهران مؤخراً، يبدو أن حديث الحوار والحل السياسي لا يجد له صدى واسعاً على الأرض السورية، فالكلمة الأولى والأخيرة لصوت الرصاص.
فغالبية الشعب السوري اليوم بات يرى أن الحل السياسي أمر بعيد المنال والتطرف بات يحكم القرارات والآراء، ويرون أن الحسم العسكري هو الحل، سواء كان من طرف الموالاة أو المعارضة.
أما على الأرض فيبدو أن مقاتلي “جبهة النصرة” وبعد أن أخذوا زمام المبادرة على حساب ميليشيا “الجيش الحر”، قد بدأوا بمعركتهم الشاملة، بعد أن استولوا على مقرات الجيش الحر وانضمام الاصوليين إلى صفوف الجبهة، وحشدوا كل من دخل سورية من “مجاهدين” لمعركتهم ضد الدولة السورية، ولكن يبدو أن كل ما حشدوه وكل ما خططوا له لم يؤت أكله حتى الآن، بل أنهم تلقوا ضربات موجعة من قبل وحدات الجيش السوري، فقتل الكثير من مقاتليهم وخصوصاً اولئك على الخطوط الامامية.
بداية من محيط منطقة السيدة زينب في ريف دمشق فقد شهدت عملية واسعة بناء على معلومات دقيقة تم من خلالها مهاجمة وضرب مواقع لتنظيم جبهة النصرة في الذيابية، وقد أفادت مصادر إعلامية رسمية أن 70 عنصرا تابعين للجماعة المتطرفة قتلوا على أيدي قوات الجيش، ولكن مصادر من اللجان الشعبية في المنطقة أكدت أن العدد يفوق ذلك، لأن المسلحين قاموا بسحب الكثير من جثث القتلى بالإضافة إلى الكثير من المصابين، وأكدت ذات المصادر أن المجموعة المستهدفة كانت في مركز قيادة، وأن من بين العناصر المقتولة قيادات عسكرية، وبينهم جنسيات عربية وأجنبية.
وامتدت عمليات الجيش أيضاً إلى محيط شبعا، حيث ضربت مقار للمسلحين ، وأيضاً في عقربا القريبة من طريق مطار دمشق الدولي، فيما قال عنه مراقبون أنه استكمال لتطهير المناطق المحيطة بالمطار والطريق الواصل إليه من دمشق، وقد تواردت أنباء عن استكمال الجيش السوري لعملية تأمين محيط المطار والطريق الواصل إليه، ما يعني فشل خطة المعارضة بضربه أو محاصرته أو الاستيلاء عليه، أو على الأقل جعله منطقة متوترة وغير آمنة وشل حركة السفر، وخصوصاً بعدما أعلنت المعارضة من يومين عن وضعه على قائمة أهدافها العسكرية وتحذير المدنين من التوجه إليه.
وفي داريا استمرت المعارك بين جبهة النصرة والجيش السوري، بعد حديث مصادر المعارضة هناك عن قدوم تعزيزات برية للجيش السوري، كما استهدفت مدفعية الجيش السوري مستودعاً للمسلحين خلف بناء المنطقة في داريا يحتوي على كميات كبيرة من الذخيرة، ما أسفر عن مقتل معظم المسلحين المتواجدين حوله بحسب افادات الشهود في المنطقة.
وتحدث ناشطون معارضون عن عمليات للجيش السوري في منطقة نهر عيشة على أطراف دمشق، أدت لمقتل 8 مسلحين على الأقل وجرح عدد اخر.
وفي الطريق الدولي الواصل درعا بدمشق قامت مجموعات مسلحة تابعة لما يسمى (لواء مجاهدي الشام وكتيبة حذيفة بن اليمان وسرية البراء بن مالك) التابعين لمليشيا الجيش الحر بهجوم على حاجز للجيش السوري، ما استدعى قطع الطريق لبعض الوقت، وتحدثت مصادر عن إصابة عدد من المهاجمين.
أما في الغوطة الشرقية فاستمرت الاشتباكات، وبعد ما يقارب الأربعة أيام من إعلان المسلحين في دوما والقرى المحيطة عن بدء ما أسموه “تحرير مبنى إدارة المركبات” التابع للجيش السوري، لم يستطيعوا من تحقيق أي تقدم، بل تكبدوا عددا من القتلى عرف منهم عبد الله اللحام وأحمد كتكوت.
كما قام مسلحون تابعون للواء درع العاصمة بمهاجمة حواجز للجيش السوري في منطقة حرستا في محاولة لإعادة التسلل إلى قلب المدينة التي تمكن الجيش من السيطرة عليها ودحر المسلحين منها.
أيضاً قام مسلحون بإطلاق قذيفة هاون استهدفت محولة الكهرباء الرئيسية في منطقة القابون بريف دمشق، ما أدى لاحتراق المحطة، وقطع الكهرباء عن عدد كبير من أحياء العاصمة لساعات طويلة، ما زاد في مشكلة انقطاع الكهرباء التي تكبر يوماً بعد يوم وتضغط على حياة السوريين.
أما في قلب دمشق فقد سجل انفجار عبوة ناسفة موضوعة في سيارة تابعة للمهندس ماجد شاهين في حي الفحامة، أدت لإصابة مالكها بجروح خطيرة، وأضرار مادية.
سيريان تلغراف | عربي برس