تبلغ ذروتها في العاصمتين السويدية والنرويجية يوم 10 ديسمبر/كانون الاول، مراسم تسليم جوائز نوبل الى الفائزين بها وحضور المأدبة الاحتفالية. وتقام هذه المراسم بمناسبة ذكرى وفاة الفريد نوبل الذي توفي في 10 ديسمبر/كانون الاول عام 1896.
وسوف يسلم العاهل السويدي الملك كارل السادس عشر غوستاف الجوائز مع شهادة الشرف والميدالية الذهبية في ستوكهولم الى 9 من 10 من الحائزين على الجائزة.
ففي مجال الفيزيولوجيا والطب، منحت الجائزة الى الياباني سينيا ياماناكا والبريطاني جون غوردون لاكتشافهما عملية اعادة برمجة الخلايا البالغة الى خلايا جذعية. اما في مجال الفيزياء فقد منحت الى الفرنسي سيرج اروش والامريكي ديفيد فاينليند، لنتائج عملهما في مجال بصريات الكم واكتشافهما للعلاقة المتبادلة بين الضوء والمادة. وكما اعلنت لجنة نوبل التابعة الى الاكاديمية الملكية فان “التجارب التي اجراها العالمان، فتحت الباب مباشرة لمراقبة والتحكم بقسم من انظمة الكم بدون تحطيمها”.
أما في مجال الكيمياء، فقد منحت الجائزة الى الامريكيين روبرت ليفكوفيتس وبرايان كوبيلكا لـ “دراستهما مستقبلات الزلاليات – ج” التي تتضمن قدرة الخلايا على تحسس الوسط المحيط والتكيف له.
وفي مجال الادب منحت الجائزة لاول مرة الى كاتب صيني، هو الروائي مو يان. واعلنت اللجنة ان الجائزة منحت له لانه “يدمج واقعية الاوهام بالتاريخ والحكايات الشعبية والمعاصرة .
اما في مجال الاقتصاد فقد منحت الجائزة الى الامريكيين ايلفين روت ولويد شيبلي لعملهما الموسوم “نظرية التوزيعات المستقرة وممارسة نمذجة الأسواق”. وكذلك دراسة “افضل وسيلة لدمج عوامل مختلفة مع بعضها البعض، مثل الاطفال والمدرسة، او المتبرعين باعضائهم وزراعتها في اجسام المرضى الذين هم بحاجة لها”.
اما جائزة نوبل للسلام فستنظم مراسم تسليمها – حسب وصية نوبل- الى الاتحاد الاوروبي في مدينة اوسلو عاصمة النرويج لقاء تطوير مبادرات السلام والديمقراطية في القارة الاوروبية. وقد لقي اختيارها هذا الارتياح لدى غالبية زعماء دول الاتحاد بينما انتقده العديد من السياسيين والنشطاء الاجتماعيين اضافة الى المواطنين في دول الاتحاد نفسها. وقال نايجيل فرج السياسي البريطاني المعروف عضو البرلمان الاوروبي ردا على قرار منح الجائزة الى الاتحاد الاوروبي بانه قرار غريب وقال “ان هذا يبين ان النرويجيين يتمتعون بروح الفكاهة. لقد خلق الاتحاد الاوروبي الفقر والبطالة للملايين من ساكنيه. واصبح خلال السنتين الماضيتين، سببا للعداء الكبير بين شمال القارة وجنوبها”.
علما ان مراسم تسليم الجائزة تقام للمرة الـ 111 . واذا ما كانت قيمتها المالية عام 2011 تعادل 10 ملايين كرون سويدي ( 1.5 مليون دولار امريكي) فانها هذه السنة تعادل 8 ملايين كرون سويدي (1.2 مليون دولار). وكانت لجنة منح الجائزة قد اعلنت في الصيف الماضي بان قيمة الجائزة سوف تخفض لاول مرة منذ 60 عاما “بسبب الاوقات غير الطيبة”.
وابتداء من عام 1901 منحت الجائزة الى 863 شخصا (من بينهم 21 منظمة). واكبر الحائزين على الجائزة سنا هذا العام هو الاقتصادي الامريكي لويد شيبلي (89 سنة) الذي ترافقه الى السويد شقيقته ميلدريد مثيوز (97 سنة). في حين ان اصغر الاشخاص سنا بين الحائزين عليها في هذا العام هو الياباني سينيا ياماناكا (50 سنة).
معارضو منح الجائزة للاتحاد الاوروبي يتظاهرون في العاصمة النرويجية
نظم المعارضون لمنح الاتحاد الاوروبي جائزة نوبل للسلام، تظاهرة احتجاجية مساء يوم الاحد 9 ديسمبر/كانون الاول في وسط العاصمة النرويجية اوسلو وهم يحملون مئات المشاعل. حيث انضم اليهم ممثلو اكثر من 50 منظمة وجمعية تعارض قرار اللجنة النرويجية لمنح الجائزة.
ويقول منظمو التظاهرة ان الاتحاد الاوروبي لا يستحق هذا الشرف الكبير، “ومن بين اسباب ذلك، قيامه بتنفيذ عمليات عسكرية، وسياسته التجارية العدوانية واتخاذه اجراءات قاسية بحق المهاجرين من البلدان الافريقية”. ويقول متحدث من المكتب الدولي للسلام ( الذي حصل على الجائزة عام 1910 )، بان اعضاء اللجنة ابتعدوا كثيرا عن توصية الفريد نوبل، التي تتضمن منح الجائزة الى “الجهة التي نجحت فعلا او التي عملت اكثر من الاخرين في مجال تضامن الشعوب وتخفيض عدد أفراد الجيوش العاملة، وايضا تنظيم لمؤتمرات السلام ولفت الانتباه اليها”.
سيريان تلغراف | روسيا اليوم