الوضع الإنساني في الحسكة يتحول إلى كارثة إنسانية شيئا فشيئا ، وعصابات “النصرة” و “الغرباء” و “البشير” تقطع عنها الوقود والطعام وتنهب صوامع “رأس العين” !؟
بدأت عصابات “جبهة النصرة” و “غرباء الشام” ، بالتعاون مع عصابات عضو قيادة “إعلان دمشق” ، العميل الأميركي ـ التركي نواف البشير ، المعروفة باسم “جنجاويد نواف البشير”، إطباق حصارها على محافظة الحسكة من الجهة الغربية والجنوبية والشرقية وقطع الامدادات النفطية والغذائية عنها.
وقالت مصادر ميدانية إن العصابات المذكورة تمكنت من إحكام قبضتها على الطرق المؤدية إلى المدينة ، سواء منها التي توصلها مع الرقة أو حلب عبر رأس العين التي كانوا سيطروا عليها الشهر الماضي بعد ارتكاب مجزرة وحشية فيها .
والي مدينة اورفا التركية في 11 تشرين الثاني 2012 خلال جلسة ادارة
عملية غزو بلدة رأس العين من قبل عصابات نواف البشير وجبهة النصرة
وكانت عصابات “نواف البشير” ومعها مسلحو عصابات “الجيش الحر” أحكموا الحصار على الحسكة من الجهة الجنوبية (الطريق التي يوصلها مع دير الزور) في وقت سابق.
وطبقا لمصادر ميدانية متعددة، فإن الوضع الإنساني في المدينة التي تعد مع المناطق التابعة لها حوالي 2 مليون نسمة يتجه نحو كارثة إنسانية، حيث يمنع المسلحون وصول الامدادات الغذائية والبترولية إلى المدينة.
كما أن العصابات نفسها ، وبالتعاون مع المخابرات التركية، تقوم بالأمر نفسه من الجهة الشمالية .
وكانت تركيا سمحت للعصابات نفسها بالتحشد في بلدة نصيبين التركية المتاخمة لبلدة القامشلي مهددة باجتياحها من الشمال كما فعلت مع “رأس العين“.
وقال مصدر آخر” المحروقات شحيحة جدا، والمسلحون يهاجمون أي صهريج وقود يحاول التسلل إلى المدينة ويستولون عليه، وأسعار المواد الغذائية بدأت تحلق في عنان السماء ، حيث قفز سعر ربطة الخبز من 15 ليرة إلى مئة ليرة دفعة واحدة ، وما تستهلكه المحافظة الآن من وقود هو بقايا مخزونات شركة سادكوب (المؤسسة العامة لتوزيع المشتقات النفطية). أما المشافي فبدأت تقلص خدماتها إلى النصف ، بالنظر لعدم توفر وقود كاف للمولدات الكهربائية التي تعوض انقطاع الكهرباء، وهو ما ينطبق أيضا على المخابز”.
وطبقا لمراقبين معنيين بالشأن التركي والكردي، فإن الأتراك يريدون ممارسة المزيد من الضغوط والابتزاز على المحافظة، التي تسكنها أغلبية كردية وسريانية لا تمالىء السياسات التركية و العصابات الإسلامية والعربية التي تدعمها المخابرات التركية مثل “جبهة النصرة” و”غرباء الشام” و”الأخوان المسلمين” و”جنجاويد” الشيخ العشائري نواف البشير.
يشار إلى أن عصابات نواف البشير ، التي يطلق عليها أبناء المنطقة “جنجاويد نواف البشير” منذ العام 2004 ، تشبيها لها بجنجاويد الرئيس السوداني عمر البشير التي عاثت فسادا وقتلا في دارفور ، ومن المفارقات أن البشير كان ولا يزال من “زبائن” رياض الترك في المنطقة ، و أبرز حلفائه في “إعلان دمشق”.
كما أن الـ6 ملايين دولار التي حولتها وكالة المخابرات المركزية لـ”إعلان دمشق” في العام 2005 ـ 2006 ، التي كشفت عنها مصادر صحفية في العام 2007 وأكدتها برقيات “ويكيليكس” و “واشنطن بوست” العام الماضي، قام ممثل “إعلان دمشق” في الخارج أنس العبدة بتحويل قسم كبير منها إلى نواف البشير ورياض الترك داخل سوريا، وفق ما يؤكده أحد رموز “الإعلان” !!
على صعيد متصل، قامت عصابات “جبهة النصرة” و ” غرباء الشام” و “جنجاويد نواف البشير” بنهب صوامع ومركز تخزين الحبوب في بلدة رأس العين مؤخرا ونقلها إلى تركيا على غرار ما فعلته عصابات “لواء التوحيد” في حلب وريفها .
وكان العصابات المذكورة حاولت مرارا القيام بذلك منذ اجتياحها “رأس العين” تحت إشراف المخابرات التركية وبعض عملائها من الأكراد (كتيبة صلاح الدين) .
وقامت العصابات المذكورة منذ عدة أيام بمهاجمة قرية “المناجير” (على طريق حلب ـ الحسكة) حيث يوجد عدد من الصوامع الأخرى ، لكن الأهالي تصدوا لهم .
يشار أخيرا ، وهذا لم يكن معروفا من قبل ، إلى أن عصابات “جنجاويد نواف البشير”، ممثل رياض الترك في “المجلس الوطني”، شاركت في الهجوم على “رأس العين” الشهر الماضي إلى جانب “جبهة النصرة” و “غرباء الشام”، كما شاركت في ارتكاب المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 70 موظفا من المدنيين والعسكريين وعناصر الشرطة ، والتي كشفت عنها قناة “ستار تي في” التركية .
وأظهرت صورة نادرة (منشورة أعلاه) المدعو نواف البشير وهو يجتمع مع والي أورفة التركي ومفتي الحسكة وأحد زعماء العشائر في الوقت الذي كانت فيه العصابات المذكورة تجتاح “رأس العين” وتعيث فيها قتلا وتخريبا .
وقالت مصادر ميدانية إن مكتب والي أورفة كان غرفة العمليات التي أديرت منها عملية الاجتياح ، مع الإشارة إلى أن “جبهة النصرة” و “غرباء الشام” و “صلاح الدين” دخلوا “رأس العين” من ولاية أورفة بإشراف المخابرات التركية ، بينما قام “جنجاويد نواف البشير” بمهاجمتها من الجنوب !
سيريان تلغراف