Site icon سيريان تلغراف

هل يجوز الكذب لأسباب سياسية يا شيخ معاذ الخطيب ؟؟ .. بقلم خضر عواركة

لا شيء اسرع من الضوء الا سرعة  ضياع الكرامة على عتبة الخيانة ، والا سرعة سقوط الطامعين في فخ المتآمرين، خاصية فيزيائية لها بُعد فلسفي ، فمن يسرق الذرة ويقبل بأن يتحول الى ” والد شرعي”  ” لذبيحة ومجرمون وقتلة ” سيسرق الدرة ويكذب ثم يكذب حتى بصبح الكذب دينه وربه وكتابه.

احمد معاذ الخطيب كان شخصية محترمة لها ارائها التي قد نتوافق او نختلف معها الى ان دخل في دين روبرت فورد السياسي وتحول من داعية الى الله الى داعية لمباركة الاحتلال الاميركي – الاطلسي لسورية ولو بالمرتزقة.

سقوطه الاخلاقي سجله التاريخ السوري  يوم قبل بالمشاركة في ائتلاف اسسته وباركته وفكرت فيه هيلاري كلينتنون لاسباب تتعلق بالمصالح الاميركية لا بمصلحة الشعب السوري او بمصلحة المعارضة السورية . شيخ وامام مثل الشيخ معاذ الخطيب كان يمكن له ان يعارض وان يشكل بديلا مقبولا عن معارضي الحكم في الداخل وعن المعارضة في الخارج خاصة  في مجتمع سوري متدين نسبيا  يحترم الوسطيين ويقدرهم،   شيخ معارض ومحترم ووطني يرفض العنف من كل الاطراف ويرفض العمالة للغربي ولو كانت ممولة خليجيا ، لكان شكل رافعة تساعد في انقاذ سورية وشعبها مما هم فيه الان من حرب وازمة ، ” ازهاق الارواح مجانا”  عنوانها الابرز .

تابعت الشيخ طوال سنوات منذ رأيته مرة على شاشة فضائية واعجبني خطابه وثقافته واعتداله ، ولم اتصور ان الشخص نفسه سوف  يتحول من الشيخ  المحترم الى  الكذاب الأشر ؟؟  فأول اكاذيب الشيخ قوله انه خرج من سورية سرا وهو يعرف وغيره يعرفون بانه خرج بموافقة السلطات وعبر اجهزتها . العار وكل العار أن  يكذب رجل يزعم التدين فكيف بالشيخ إن كذب ؟ . اولى الفضائح التي سجلت على الشيخ احمد معاذ الخطيب كذبه الصريح قوله في رسالته التي نشرها على موقعه الشخصي ووزعتها عنه مواقع المعارضة :

” إن المعترضين على اختيار الاخ الاستاذ رياض سيف في منصب نائب رئيس الائتلاف نسوا ان الرجل دفع ثمنا باهظا من حياته حين دخل السجون ودفع حياة ولده ثمنا لمعارضة النظام الذي قام باغتيال ابنه الذي سقط شهيدا ” !!!

لله در الاميركيين يا شيخ معاذ الخطيب ….كيف سحروك حتى تحولت من تقوى الله الى الكذب عليه بواحا …

القاصي والداني يعلم كيف توفي ابن رياض سيف ، والجميع يعرف انه مات غرقا في البحر في اللاذقية وكان والده حينها من اقرب ازلام النظام الى التاجر عبد الحليم خدام الشريك التجاري المغفل لرياض سيف.

مات الشاب واقام النظام لوالده سرادق العزاء الذي امته وفود من البعثيين تكاد تكون هي الاكبر في تاريخ الوفيات في دمشق.
فكيف تحول الميت غرقا في حضن النظام الى شهيد الثورة يا شيخ الملتحقين بالثورة بعد بروز المن والسلوى السعودي القطري الاميركي.

 ومن اكاذيب الشيخ معاذ الخطيب قوله: ” اني ضد العنف المسلح وضد التدخل الخارجي”

الشيخ الذي كنت احترمه حتى تحالف والاميركيين (لكي لا اقول تحول الى عميل عامل في خدمتهم )  استلم المسؤولية في مجلس اسسه التدخل الخارجي لتغطية غزو سورية بالمرتزقة الممولين من الخارج ، ثم اضاف: ” سندعم الجيش الحر بكل الوسائل المتاحة ” !!

ضد العنف المسلح ومع الجيش الحر وضد التدخل الخارجي ويحصل على منصبه في المعارضة بتدخل خارجي .!!…

شيخ وكذاب ؟ ام شيخ الكذابين ؟؟ منصب لكان ملائما لك يا شيخ معاذ لولا وجود الادميرال المخابراتي العسكري الاستراتيجي هيثم المالح الذي يسوق في هذه الاونة لتبرير جريمة اميركية ارتكبت بحق المجرم عمر سليمان.

اذا كان من عقل للحراك الشعبي قبل تحوله الى حاضنة لمجموعات همجية تحمل السلاح على غير هدىً فان الشيخ معاذ الخطيب كان   واحدا من ابعد من قد يكونون على صلة بذاك الحراك وهو ليس  ممن يمكن تسميتهم انهم جزء من ذاك العقل.

وان كان للإخوان المسلمين من تنظيم يشكل عضلاتهم  وقواتهم داخل سورية ما قبل الثورة (الوهابية – الطائفية المشتركة ) فأن معاذ الخطيب كان بعيدا عن المبادرة شديد القرب من السلطة مسايرا لها مداريا حساسيتها داعيا في سره وعلانيته للرئيس بشار الاسد بطول العمر كما كان يفعل في مسجد الامويين الكبير حين كان يرفع ايدي قنوطه في صلاته ومن على منبر الخطابة ليدعو للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد.

دعاء حفظه الفتى والشاب والمهندس احمد معاذ الخطيب لانه بكل بساطة نشأ عليه في منزل والده الذي وقف دينيا وفقهيا وعمليا ضد الاخوان المسلمين وضد طليعتهم المقاتلة خلال حربهم على السلطة في سورية ابان ازمة الثمانينات. كان والده واحدا من اكبر فقهاء العاصمة السورية ومن اقربهم واخلصهم لحكم الرئيس الراحل حافظ الاسد.

بدأت الثورة واحرج الحراك الشبابي الاخواني  الداعية – المهندس الذي وجد في راتب المهندس ” مسخرة ” امام الكنوز التي يمكن لشيخ ناشط ان يحصل عليها من مريديه.

  ولم  يكن احمد معاذ الخطيب رجل ثقة يأتمنه عماد الدين رشيد ، الرجل الذي  اسس الجهاز الامني للاخوان المسلمين في الداخل السوري ونظم فعاليات التنسيقيات  والتظاهرات وصولا الى تنظيم المجموعات المسلحة .

من خلال ذاك الجهاز المخابراتي و الممول خليجيا منذ خمس سنوات على اقل تقدير،  سيطرت جماعات تابعة للاخوان المسلمين على العمل الشعبي الموالي للحراك ضد الدولة السورية ، وكان لمعاذ الخطيب دور متأخر وبسيط في الهتافات الهامسة ضد النظام ولكن دوره الاكبر كان في التعاون مع السلطات لاطلاق سراح هذا او ذاك ممن يعتبرهم الشيخ معاذ الخطيب ابرياء من الحراك ومن التظاهرات.

بقي الشيخ احمد معاذ الخطيب صاحب حظوة  في دمشق ولم يبدو ان الاعتقالات التي طاولته احيانا لساعات ومرة ليومين وثالثة ليوم واحد، لم يبدو ان لتلك الاعتقالات من دور سوى تلميعه وتسويقه لدى المعارضين.

فجأة ، جرى انتخابه في مؤتمر المعارضة السورية الغير جامع في الدوحة عاصمة ” السلطنة القطرية  واصبح ” يمثل ” حجرا ” ينبغي له ان يصيب اكثر من عصفور في وقت واحد.

اولا: هو دمشقي وهاديء ويعرفه تجار دمشق وكبار اهلها ما اغرى به الاميركيين الذين يعتقدونه خير وسيلة لاختراق الدمشقيين ولطمأنتهم، فتنظيم الاخوان محكم ولكنه ليس صاحب شعبية في العاصمة بل شعبيته محصورة ببعض الارياف ومقارنة بشعبية بن لادن واتباعه فان الاخوان يحصلون على تأييد عشرة بالمئة من عدد المواطنين المعجبين والمستعدين لموالاة تنظيم القاعدة واي فريق يمثله خطه الارهابي (الجهادي )   ثانيا: هو بديل مقبول من فئات سورية ترى في  زعيم التنظيم السري للاخوان المسلمين في سورية قبل العام 2011  عماد الدين رشيد الزعيم الفعلي لحراك الاخوان المسلح في سورية . ومن خلال الحراك كان لرشيد  دور القائد لهيئات الاخوان العاملة في سورية لا خارجها ومن موقعه ذاك قاد حوارا بالواسطة احيانا مع النظام ومن ادوات حواره مع السلطة شخص يدعى احمد معاذ الخطيب واخر من حمص من ال دالاتي .

كان معاذ الخطيب صديقا لمعظم الوية (قادة ) الاجهزة الامنية وكان له اتصال مباشر معهم ومع شخصيات اكثر جذرية في نفوذها داخل  النظام. جلسات عديدة  جمعته ومسؤولين امنيين سوريين، أحيانا ، وفي احيان اخرى كانت العلاقة بينه وبين النظام تتم من خلال شاب في مقتبل العمر يصفه البعض بأن من المساعدين المقربين لمرجعية سورية تمثل جوهر القرار والارادة في عاصمة الامويين.   سقط الشيخ الوسطي في احضان المشروع الاميركي وتبنى مسؤولية منحتها له السفارة الاميركية في دمشق ممثلة بالسفير العارف بتفاصيل شخصية عن معظم الوجهاء والفاعلين في الاوساط الدمشقية الدينية والتجارية والسياسية والاجتماعية ، فروبرت فورد هو من عين الشيخ الغير فقيه في منصبه زعيما وهميا لائتلاف لا صلاحية له في ظل سيطرة المجموعات المسلحة المتعددة الولاء والتمويل والتسليح .

فضيحة هي ان يتحول شيخ وسطي دمشقي الى غارق حتى وسطه في العمالة للاميركيين. رجل يحترمه الدمشقيون ويحترمون ابيه تاه في صحراء المصالح الدولية فعثرت عليه مطامعه مرميا على باب لا يمكن فتحه الا من هيلاري كلينتون ووفقا لنصيحة الملاك المؤمن بالمواهب الشيطانية للمعارضين السورييين … روبرت فورد .

خضر عواركة | عربي برس

Exit mobile version