كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيلتقي الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي يوم الجمعة القادم “لبحث إمكانية زيادة دعم المتمردين في سوريا بما في ذلك تقديم الاستشارات العسكرية” . وتشير عبارة ” زيادة” إلى اعتراف ضمني بأن هناك دعما للمسلحين في الوقت الحالي، ولكنه غير كاف!
على الصعيد نفسه، كشفت صحيفة “ذي صن” الصادرة في لندن أيضا أن الحكومة البريطانية “تضع خططا في الوقت الحالي لتزويد المتمردين (المسلحين) في سوريا بالدروع وأجهزة الكومبيوتر المحمولة والهواتف العاملة بوساطة الأقمار الصناعية”. وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم” اتضح يوم أمس أن الحكومة (البريطانية) تريد مساعدة الكفاح المرير لإسقاط الرئيس السوري الطاغية بشار الأسد بمعونة غير قاتلة”، مشيرة إلى أن ” المعدات (التي ستقدم للمتمردين) سيجري استخدامها لتنسيق الهجمات ” ضد الجيش السوري. وبحسب الصحيفة، فإن الحكومة البريطانية ” ستساعد المتمردين أيضا في مجال تكنولوجيا الاتصالات”.
يشار إلى أن صحيفة” لوفيغارو” الفرنسية كانت كشفت في تشرين الثاني/ نوفمبر أن المخابرات الفرنسية تقوم بتقديم معلومات استخبارية للمسلحين المناهضين لسورية عبر الأقمار الصناعية لاستهداف الجيش السوري، كما وتساعدهم على تهريب السلاح من شمال لبنان إلى مدينة حمص. كما أن موقعا مقربا من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كان كشف قبل أيام أن قوات خاصة بريطانية وقطرية تدير عمليات المسلحين في أربع أحياء داخل حمص. ورغم أن مساعد وزير الخارجية الروسي أعرب عن قلق بلاده من هذه المعلومات ، فإن الحكومة البريطانية لم تنف ذلك!
وكان ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية كشف الشهر الماضي لمجلة” أميريكان كونسرفاتيف” الأميركية أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية والحلف الأطلسي يقومان بنقل السلاح والمقاتلين الإسلاميين الليبيين من ليبيا إلى قواعد على الحدود السورية ـ التركية على متن طائرات أزيلت علاماتها من أجل المشاركة في القتال إلى جانب مسلحي “المجلس الوطني” في ما يسمى ” الجيش الحر”. وقد اتضح صدق هذه المعلومات مؤخرا حين بدأ المسلحون الليبيون يسقطون قتلى في عدد من الأماكن على الأراضي السورية خلال مواجهات مع الجيش السوري ، لاسيما في منطقة ” باباعمرو”، حيث أعلنت مواقع إسلامية ليبية عن سقوط ثلاثة من هؤلاء على الأقل قبل بضعة أيام خلال قيام الجيش السوري بدهم وتمشيط المنطقة المذكورة. وقد أكدت صحيفة ” الفايننشال تايمز” البريطانية هذه المعلومات ، مشيرة إلى أن القتلى هم من مدينة “مصراتة” الليبية.
ومن شأن هذه المعلومات الجديدة أن تزيد تأكيد المؤكد ، وهو أن “الجيش الحر” والمسلحين الذي بقاتلون تحت اسمه ليسوا سوى مجموعة من العملاء والمرتزقة لصالح قوى وأجهزة استخبارات أجنبية ، وأنهم لم يحملوا هذا الاسم ويروّجوا له في وسائل الإعلام إلا بهدف إخفاء الطبيعة الحقيقية للدور الذين يقومون به كذراع استخباري أجنبي.