إلى جانب البنادق وأقراص الفيديو المدمجة المقرصنة والعملات الأجنبية ظهر نوع جديد من البضائع في السوق السوداء المنتعشة في سورية ألا وهو الإمدادات الطبية المسروقة.
وكانت منظومة الرعاية الصحية الحكومية الضخمة التي تفتقر للتمويل تعاني بالفعل عندما بدأت الاحتجاجات في مارس آذار 2011.
وتقول الحكومة إن أكثر من نصف المستشفيات السورية أصابه الدمار حالياً ونحو 25% منها لا يعمل.
ويقول أطباء أن الأحداث الاستثنائية التي تجري في سورية أدت إلى سرقة الإمدادات الطبية من المستشفيات لاستخدامها في ساحات المعارك بينما سرق مجرمون معدات لبيعها.
وذكرت ممرضة تبلغ من العمر 30 عاماً من حي السيدة زينب في دمشق: “في أحيان كثيرة اضطر أنا وأطباء آخرون إلى أن نساهم بأموالنا لشراء معدات للمستشفى لأنها سرقت”.
وأضافت: “لا يمكن أن نشتري الأدوية بأنفسنا للأبد”.
ولا تبيع الكثير من الصيدليات سوى عقاقير محدودة مثل مسكنات الألم الشائعة والإسعافات الأولية الأساسية، وتسببت الأحداث الاستثنائية في صعوبة السفر في أنحاء البلاد ما يعوق حصول الصيدليات على ما ينقصها من الأدوية.
يقول سكان إنهم يلجأون إلى السوق السوداء لتوفير احتياجات أكثر تحديداً.
وقال أطباء التقت بهم “رويترز” في حلب ودير الزور وضواحي دمشق إن بعض المرضى اشتروا ما يحتاجونه مثل أسطوانات الأكسجين والتخدير.
وأضافوا: “أن المرضى اليائسين يمكن أن يشتروا أي شيء من القفازات الجراحية إلى أجهزة الأشعة السينية والغسيل الكلوي بأسعار مرتفعة من السوق السوداء”.
وذكر طبيب في مستشفى حكومي في ضاحية المزة بوسط دمشق أن هناك نقصاً لكن يمكن التغلب عليه.
وقال: “هناك نقص في المضادات الحيوية وأدوية الحالات المزمنة”. مضيفاً: “أن الأدوية التي تنتهي صلاحيتها يصعب أحياناً إعادة تخزينها”. وتابع “بالطبع أشعر بالقلق إزاء الموقف لأنه يصعب التنبؤ به. لا تعرف ما هو النقص الذي ستواجهه من شهر لآخر.”
وذكر أن المستشفى يغطي بالكاد احتياجاته الشهرية.
واستطرد أن تدهور الموقف أو تحسنه يتوقف على قدرة شركات الأدوية السورية التي تنتج 90% من احتياجات السوق المحلية من الأدوية والعقاقير على الاستمرار في نشاطها.
لكن الأمر لا يبدو مبشراً.
يقول الطبيب إن 70% من إنتاج الأدوية توقف في حلب، وفي آب أغسطس قالت منظمة الصحة العالمية أن معظم شركات الأدوية السورية أغلقت أبوابها.
وذكر طبيب من حلب أن نقص الإمدادات شديد في بعض المستشفيات لدرجة أن الأطباء يضطرون أحياناً لإجراء عمليات جراحية دون توافر المعدات الضرورية.
وأضاف: “بعض المعدات باهظة الثمن بحيث لا يمكن أن نشتريها مرة أخرى. لا يمكن أن نعثر على بديل بسعر معقول لجهاز الأشعة السينية”.
سيريان تلغراف | وكالات