Site icon سيريان تلغراف

إزفيستيا : “القاعدة ” تهب لنجدة اتباعها في سورية

نشرت صحيفة “إزفيستيا” مقالا، جاء فيه أن زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري خاطب السوريين في تسجيل مصور، داعيا إياهم إلى عدم الاعتماد لا على الغرب ولا أمريكا ولا تركيا، ولا على حكومات العرب، ولا على الجامعة العربية، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. وأضاف الظواهري أن المقاومة ضد النظام السوري  تتصاعد يوما بعد آخر رغم الدماء والآلام.

وترى الصحيفة أن كلمة الظواهري هذه هامة، لاسيما بعد التفجيرين، اللذين نفذا يوم الجمعة الماضي في مدينة حلب، وهي المدينة الثانية في سورية، وغالبية سكانها تؤيد الأسد.

ويلفت الخبراء إلى أن أسلوب التفجيرين يشبه أسلوب الأعمال الإرهابية التي تنفذها “القاعدة”. وفي اليوم التالي اغتيل في دمشق الطبيب العسكري العميد عيسى خولي. وبالرغم من ذلك ليس بوسع أحد أن يقدر بدقة مدى مشاركة “القاعدة” في أحداث سورية. ومن ناحية أخرى تفيد معلومات الحكومة العراقية أن مقاتلين على علاقة بهذه المنظمة ينتقلون من شمال العراق إلى سورية، ومن شمال العراق أيضا يجري تزويد خصوم الأسد بالأسلحة.

وتضيف الصحيفة أن “المجلس الوطني السوري” المعارض ينفي أية علاقة بهذه المنظة الإرهابية، ولا يستبعد أعضاء في المجلس أن تكون تصريحات “القاعدة” من تدبير المخابرات السورية بهدف تخويف المعارضة من احتمال وصول الراديكاليين الإسلاميين إلى السلطة.

وتنقل الصحيفة عن الباحث في معهد الاستشراق بوريس دولغوف أن “المجلس الوطني السوري” يفسر كل ما يحدث في سورية على انه استفزازات من تدبير السلطات السورية. وبالرغم من ذلك يمكن استبيان الصلة بين “القاعدة” والمجموعات الإسلامية المتطرفة في صفوف “الجيش السوري الحر” المعارض، التي تسعى إلى فرض أحكام الشريعة في البلاد. ويضيف دولغوف أن تصريحات الظواهري الأخيرة ليست أول دعم للمعارضة السورية من قبل الإرهابيين، فقد نفذت مجموعة بلحاج عمليات إرهابية في سورية. وبلحاج هو الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في ليبيا، ويشغل الآن منصب الحاكم العسكري لمدينة طرابلس الغرب.

أما الخبير بالشؤون الأفغانية فياتشيسلاف نيكراسوف يقول إن “القاعدة” لم تفقد قدراتها القتالية بعد مقتل زعيمها ابن لادن، بل أن نفوذها سيتزايد بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان. ومن الطبيعي أن يستغل المسلحون الفرص لتعزيز نفوذهم في البلدان، التي تجتاحها الاضطرابات. أما الهدف الذي تطرحه رسميا “القاعدة” القريبة بعقائدها الدينية من السلفيين وأنصار العودة إلى “الإسلام الحق” كما كانت عليه الأمة في زمن الرسول، فهو بناء أمة، أي جماعة إسلامية ، فوق الدول، وتعيش وفق أحكام الشريعة. وبالنسبة لسورية المعروفة بتسامحها الديني، فإن تزايد قوة “القاعدة” يعني بداية صراعات طائفية وخيمة العواقب.

المصدر: صحيفة “إيزفيستيا”

الكاتب : قسطنطين فولكوف

Exit mobile version