Site icon سيريان تلغراف

“اسطوانة” السلاح الكيماوي تمهيد للعدوان على سورية .. صمود الاسد يهدد الانظمة المتآمرة على دمشق

وصفت دوائر دبلوماسية وعسكرية ما يحدث من تناغم في التصريحات بين العديد من القوى الاقليمية والعالمية بشأن الازمة السورية، والحديث المتصاعد تحت شعار “التحذير” و “القلق” من استخدام النظام السوري الاسلحة الكيماوية التي يمتلكها ضد دول مجاورة، أو ضد تجمعات العصابات المسلحة التي تسفك دم السوريين، بأنه حديث يثير الريبة ويضاعف الشكوك حول النوايا الحقيقية من هذا التناغم الذي بدأ يتصاعد اعلاميا ورسميا منذ ظهور نتائج الانتخابات الامريكية.

وتنقسم الدوائر العسكرية والسياسية في قراءة هذه التصريحات المتناغمة ، الا أنها تتفق على أنها تصريحات ذات دوافع واهداف بعيدة عن ما تحاول تلك الجهات اثارته وتغليف الدوافع الحقيقية، وأكدت دوائر سياسية واسعة الاطلاع لـ (المنـــار) أن هذه التصريحات وهذا التناغم في المواقف من جانب أركان المؤامرة العالمية لاسقاط الدولة السورية وتنصيب نظام جديد في دمشق يأتي في اطار الحرب النفسية وان الهدف منه مزيد من الضغط على القيادة السورية واستخدام العبارات القوية ، كالتي اطلقها الرئيس باراك اوباما بصورة مباشرة ضد الرئيس السوري بشار الاسد، وحذره فيها من استخدام الاسلحة الكيماوية ، وصولا الى دفع النظام السوري الى القبول بحلول سياسية للازمة تتوج بتنصيب جماعة الاخوان المسلمين على رأس السلطة مع تحديد للجهات التي سيسمح لها بالدخول في السباق الانتخابي بعد مرحلة انتقالية تقودها حكومة مما يسمى بـ “قوى المعارضة السورية في الخارج”، اي تحقيق اسقاط النظام السوري بالوسائل السياسية ورسم المستقبل السياسي لسوريا بايدي غريبة اقليمية ودولية.

الا أن الدوائر العسكرية تؤمن بأن المنطقة مقبلة على صدام عسكري، وأن ادارة الرئيس اوباما اتخذت قرارها باللجوء الى الوسائل العسكرية لاسقاط القيادة السورية، التي ما زالت صامدة في مواجهة المؤامرة،   وأن هذا الصمود المستمر قد يؤدي الى اسقاط انظمة اخرى من الانظمة المتحالفة مع الرغبة الامريكية في اغراق دول الشرق الاوسط في ازماتها وامراضها الاجتماعية الداخلية لاضعافها عسكريا وتهيئتها للقبول بأي طروحات سياسية والتنازل عن مصالحها الاقتصادية الوطنية.

وتضيف هذه الدوائر أن ما يجري حاليا من اطلاق لتصريحات حول اسلحة كيماوية والحملة الاعلامية التي ترافق هجمة التصريحات السياسية لبعض الشخصيات الرسمية في المنطقة والعالم، تهدف الى خلق الاجواء المناسبة لاستخدام قوة عسكرية محدودة ضد النظام السوري ، تتم بأدوات اقليمية وتنسيق مع العصابات المسلحة العاملة على الاراضي السورية وبمشاركة وحدات استخبارية خاصة موجودة منذ اشهر على جبهات سوريا المختلفة.

وترى الدوائر أن حملة التحذير من الاسلحة  الكيماوية ستتصاعد بهدف تهيئة الرأي العام للتدخل العسكري المحدود، الذي قد يكون محدودا الى درجة الاستهداف المباشر لرأس القيادة السورية.

سيريان تلغراف

Exit mobile version