أنا أحسد د. جهاد المقدسي ، لأن الفرصة أتته ليقدم خدمه الى وطنه ، فدافع عن سوريا ناطقاً رسمياً لوزارة الخارجية ، ودافع صامتاً عن سوريا .في تصريح سابق للناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي، أن سوريا لديها سلاحاً كيماوياً وقد تضطر لاستخدامه في الظروف الصعبة، لكنه تراجع عن تصريحه، بعد ردود الفعل الدولية.ومن يعرف طريقة تعامل القيادة ا
لسورية مع الاعلام ، وخاصة الدبلوماسية منها ، يعلم أن الدبلوماسي السوري لا يمكن أن يزل لسانه بموضوع بهذا الحجم ، بل أعتقد أن القيادة السورية أطلقت صاروخاً دبلوماسياً بهذا التصريح ، لينال هدفه من ادخال الرعب الى الاسرائيلي والامريكي ، والمنظمات البدوية المدافعه عن اسرائيل ، قطر والسعودية .وتم اختيار المقدسي من قبل القيادة السياسيه ، وليس وزير الخارجية مثلاً ، أو مسؤول سياسي أو عسكري بحجم أكبر من ناطق باسم وزارة الخارجية ، لأن التصريح بحد ذاته كان تصريح تكتيكي ، والتراجع عنه قد يكون سريعاً ، فتحتاج الى دبلوماسي ذو منصب رشيق ، يستطيع عند الضرورة المناوره ، والتراجع عن تصريحه ، وان لزم الامر الغياب عن الساحة السياسية والدبلوماسية لفتره ،ويمارس الكر والفر بحرب سياسية ونفسيه ، تجيدها القيادة السوريه بامتياز.ان صحت قراءتي عن تصريح المقدسي ، عن السلاح الكيميائي في سوريا ، يكون من المنطقي أن المقدسي يمارس دور الفر ، ليس خوفاً ، ولا غضباً من القيادة السياسيه على ما سمي ( زلة لسان ) كما روج ،بل لأن التصريح كما قلت كان صاروخ تكتيكي ، لمرحلة انتهت من عمر الحرب المفروضة علينا ، وتغييب المقدسي ، تكتيك ذكي للدبلوماسية السورية أيضاً ، فبعد الضربة القاضية التي وجهتها سوريا الى العدو في معركة المطار ،وبعد أن قسمت ظهر المجموعات الإرهابية وأوقعتها على أرض الحلبة ، ما كان من الحكم الا أن يعد للعشرة ، ليعلن فوز سوريا وانتهاء المعركة بالضربة القاضيه ، فهل سينهض العدو خلال هذه الايام الاخيره ، قبل أن ينتهي الحكم من العد الى العشره ، ويوجه ضربات جويه على سوريا ، أم سيستسلم ، مابين الرقم واحد من عداد الحكم الى العشرة .
تعالت الصيحات عن السلاح الكيميائي ، وبدأت النغمة عن وجود سلاح كيميائي في سوريا استناداً الى اعتراف سوريا بوجوده عبر الناطق باسم وزارة الخارجية السوريه الدكتور جهاد المقدسي ، فتم استكمال دفاع المقدسي عن سوريا ، لينفذ الجزء الثاني من خطة القياده ، ويغيب عن الساحه ، ليكون تصريحه ، تصريح رجل ليس على قوائم الساسه الرسميين ، وبالتالي تصريح غير مسؤوله عنه القيادة السوريه أمام العالم ، وتُرك المراهقين سياسياً بتناول اشاعات رمتها أجهزة المخابرات السوريه عن انشقاق المقدسي ، وتلقفتها المعارضة العبقريه بان المقدسي تم اعتقاله بسبب الانشقاق ، وتحمل المقدسي غباء من رمى به الاتهامات شرقاً وغرباً على الفضائيات ، ويكون بذلك الدكتور جهاد ، جندي في بذلة الدبلوماسيه ، ينفذ أوامر القيادة لنصرة سوريا .ان كنت دكتور جهاد في سوريا أو بريطانيا مع عائلتك ، أقول لك تمتع باجازتك لقد أديت دورك ناطقاً وصامتاً.لكنها تبقى وجهة نظر
ابراهيم الحمدان
(المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)