في الشهر العشرين للأزمة السورية ظهرت حقيقة عقاب صقر ساطعة كنور الشمس، مخاض عسير رافق ولادة الأدلة التي تثبت وقوف نائب الأمة خلف دعم المجموعات المسلحة في سورية بالمال، والعتاد، فعلى الرغم من كل ما قيل في السابق عن تورط ساعد رئيس تيار المستقبل الأيمن سعد الحريري في تسليح المعارضة السورية، لم يتمكن أحد من إدانة العقاب البريء حتى ظهرت تسجيلاته .
الطائر المزدوج أمسى حديث وسائل الإعلام المقروءة، والمرئية، والمسموعة، وقريبا ستصل شهرة الرجل إلى اروقة مجلس الأمن الدولي، وسيسير على خطى من كان تنظيم القاعدة يستشيره في إصدار الفتاوى الشيخ عمر بكري، ومن المؤكد ان مندوب سورية بشار الجعفري سيحمل ملف تسجيلات عقاب أهل زحلة، والبقاع الأوسط، ولبنان مستقبلاً بكل زهوِ، وإفتخار إلى مجلس الأمن ليطلع العالم على ما نقلته أيدي صقر البيضاء في العمل الإغاثي، والإنساني إلى أطفال سورية.
عقاب صقر الصحفي السابق، والذي يجمع حاليا بين وظيفتي الإتجار بالإسلحة، وعضوية مجلس النواب اللبناني قرر على ما يبدو السير على طريق فيكتور بوت المولود في طاجيكستان، والذي يعد أشهر تاجر سلاح في العالم، الرجل وجد الفرصة سانحة لقيادة الثوار الذين أصبحوا يسيرون، وعلى صدورهم دروعا تقيهم الرصاص بفضل رجل لبنان أولا، ودعم رئيسه سعد الحريري.
“لو ثبت أنني متورط بتهريب السلاح إلى سورية، فسوف أضع المسدس في فمي، وأطلق رصاصة على نفسي” هذا ما قاله عقاب صقر في آخر إطلالاته الإعلامية أي بما معناه، النائب اللبناني عقاب صقر “صاحب الشعبية الجارفة في أوساط ابناء طائفته” سوف ينفذ محاكمة ميدانية بحق شخصه في حال إدانته نتيجة إقدامه على جعل الدماء السورية تسيل بسبب توقه إلى لعب دور مصاص الدماء، فقد الإتصال بالرجل ليومين متتاليين عقب ظهور فضيحة تسجيلاته الصوتية، فظن الكثير من اللبنانيين، والعرب، أن الرجل كان على قدر كلامه، وأنه وعد ووفى، لكنهم فوجئوا به ينهض من بين الأموات سريريا، وسياسياً ليظهر في تصريحات صحفية أكد فيها صحة ما ورد في إصداراته الجديدة، ما جعل النقاد، والمراقبين، وشهود العيان المتلمذين علي أيديه يقولون “ما أفصح عقاب عندما ينادي بالثورة، وبالطهارة”.
النائب اللبناني ضرب ايضا من بيت ابيه المستقبلي، ففي حين أقدم عدد من نواب التيار الأزرق على تبرير فعلة “إقدام مجموعة من المقاتلين السلفيين على الذهاب إلى سورية، وسقوطهم في كمين نصبه الجيش السوري لهم أدى إلى مقتلهم جميعاً”، تارةً بحجة أن بعض هؤلاء لم يتمكنوا من البقاء مكتوفي الأيدي بعد رؤية ما يحصل للشعب السوري، وطورا بحجة أنهم توجهوا للجهاد في سورية نتيجة شعورهم بالغضب إزاء الخلافات التي تعصف في منازلهم بين ابائهم، وأمهاتهم، وعدم قدرتهم على تحمل ذلك، تخلوا بشكل مفاجيء عن زميلهم في تكتل لبنان اولاً الذي بذل الغالي، والنفيس من أجل نصرة جبهة النصرة، ولواء التوحيد، وأبو إبراهيم، فتُرك في الليلة الليلاء عرضة للجميع بعيد إرتكابه فعلة قد تودي به في نهاية المطاف إلى لاهاي في هولندا، فشخصية سلوبدان ميلوسيفيتش جديدة قد تظهر قريبا ولكن هذه المرة سيوكل دور البطولة إلى عقاب صقر.
أحد العائدين من زيارة قريب له في سجن رومية كان قد ألقي القبض عليه في وقت سابق بجرم الإتجار بالأسلحة قال” فوجئت بأن سجناء رومية المحكوم عليهم بالسجن بين العام، والثلاثة أعوام نتيجة إقدامهم على إرتكاب جرم الإتجار بالأسلحة يعيشون فرحة عارمة هذه الأيام، والسعادة تملئ قلوبهم، نتيجة ظهور تسجيلات النائب عقاب صقر، فهم أصبحوا ينتظرون أمراً من إثنين إما إنضمامه إليهم قريبا، أو صدور عفو عام عن تجار الأسلحة، والحروب، والدماء كرمى لعيون أبو سعد”.
جواد الصايغ | عربي برس
(المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)