نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الصادرة أمس عن مسؤولي استخبارات أميركيين قولهم إن هناك إشارات على نشاط في المواقع السورية التي تخزن فيها الأسلحة الكيميائية .
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن هؤلاء ، فإنهم “ليسوا متأكدين” مما إذا كانت قوات الجيش السوري تستعد لاستخدام الأسلحة الكيميائية أو أن الأمر لمجرد “ردع الغرب من مساعدة المتمردين” .
وقال مسؤول استخباري أميركي كبير للصحيفة “إن الأمر يبدو من بعض النواحي مشابها لما قاموا بها سابقا ، لكنهم يقومون الآن ببعض الأعمال التي توحي بأنهم عازمون على استخدام الأسلحة . إن الأمر ليس مجرد تحريك لمكوناتها، فهناك أشكال مختلفة من الأنشطة”.
ولاحظ المسؤول “أن السوريين ، مع ذلك ، لم يقوموا بالخطوات الأكثر وضوحا فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية ، مثل تجهيزها لإطلاقها بواسطة المدافع أو إسقاطها من الطائرات الحربية”.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن في سوريا عشرات مواقع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية متناثرة في جميع أنحاء البلاد تشمل مخزونات من غاز الأعصاب VX وغاز السارين وغاز التابون .
وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا صرح في أيلول الماضي بأن السوريين نقلوا بعض أسلحتهم الكيميائية لتكون مؤمّنة بشكل أفضل ، مشيرا إلى أن المواقع الرئيسة لهذه الأسلحة لا تزال سليمة وآمنة وتحت سيطرة الحكومة .
مصادر مطلعة في إدارة الحرب الكيميائية قالت بأن التحركات التي تحدثت عنها الصحيفة الأميركية “تندرج في إطار تعزيز حماية هذه الأسلحة في موقع واحد أصبح مهددا فعليا وعلى نحو غير مسبوق بوقوعه في أيدي المسلحين، وهو موقع منطقة السفيرة جنوب حلب”.
وكان المسلحون سيطروا على قسم من البلدة المذكورة في وقت سابق من الشهر الماضي ونصبوا مدافع هاون باتجاه منشآت مؤسسة معامل الدفاع ، والتي لا تبعد عنها سوى أقل من 3 كم ، وحشدوا آلاف المسلحين في المنطقة فيما يبدو أنه تمهيد للهجوم على هذه المعامل والمستودعات وقواعد الصواريخ المحيطة بها .
لكن المصدر أكد بالمقابل أن استخدام الأسلحة الكيمائية ضد المسلحين “وضع على الطاولة فعلا ، ولم يعد أمرا محرما كما كان من قبل ، بل أصبح واحدا من الخيارات المطروحة ، لاسيما في المناطق التي تتحشد فيها أعداد كبيرة منهم وينتفي فيها وجود المدنيين ، مثل البساتين والغابات والبلدات التي هجرها أهلها بسبب القتال”.
وأردف المصدر بالقول “لا نعرف لماذا يعطى استخدام الأسلحة الكيميائية هذا الاهتمام المبالغ فيه ، فاستخدامها لا يختلف عن استخدام أي سلاح آخر ، بل ربما يكون استخدامها الطريقة الأكثر فعالية لتفادي استخدام القصف الجوي والمدفعي التقليدي الذي ينتج عنه تدمير في البنية التحية وقتل عدد أقل من المسلحين المتحصنين في الأماكن السكنية ، بينما قذيفة واحدة من غاز الأعصاب ، مثلا ، تطلق على منطقة يتحشد فيها مسلحون كما كان عليه الأمر الأسبوع الماضي في محيط مطار دمشق الدولي ، يمكن أن تفتك بمئات المسلحين دون أن تؤدي إلى تخريب حجر واحد”.
علما أن مصدر في وزارة الخارجية السورية أعلن تعليقا على تحذيرات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من احتمال استخدام سورية اسلحة كيمياوية ان “دمشق لن تستخدم أسلحة كيمياوية ان وجدت ضد شعبها تحت أي ظرف كان”.
سيريان تلغراف