اعترف النائب عقاب صقر عضو كتلة “المستقبل” البرلمانية اللبنانية بصحة التسجيلات التي بثت بصوته واذاعتها قناة (او. تي. في) اللبنانية ونشرتها صحيفة “الاخبار” على شكل حلقات، والتي تتعلق بدعمه للمعارضة السورية المسلحة وحديثه الى سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق، حول معركة معرة النعمان والرغبة في حسمها لصالح المعارضة، معلنا أنه “فخور بما قام ويقوم به من أجل مصلحة لبنان أولا”، ومبديا “استعداده للخضوع لما يقرره القضاء ورفع الحصانة النيابية عنه”.
وأكد صقر في حديث الى صحيفة “الشرق الاوسط” نشر يوم 3 ديسمبر\كانون الأول “نعم هذا صوتي، وهذه كلماتي.. أنا لم أعتد أن أنكر أو أتنكر لصوتي أو لكلامي، ولست خجلا من شيء مما فعلته وأفعله. وأنا كما كنت دوما تحت القانون، وأقبل بالخضوع الكامل لأحكام القانون. وإذا كان البعض يريد نزع الحصانة النيابية فأنا لا أختبئ وراء حصانتي، ولكني أسأل: “هل يجرؤ المتهمون الآخرون بالتورط في سورية أن ينزعوا حصانة أحدهم وأنزع حصانتي ونخضع لمحاكمة؟”.
واستغرب صقر الانتقادات التي وجهت لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قال إنني حر بما أقوم به، معتبرا أن كلام ميقاتي في ظاهره “أني حر بما أقوم به”، وفي باطنه حماية لفريقه السياسي الذي يعرف جيدا أنه إذا فتح الملف لن يكون لمصلحتهم ولا لمصلحة حكومته، متسائلا عن السبب في العتب على ميقاتي، وقد قدم لهم خدمة جليلة.
وأضاف: “أنا أقول، وسأذكر بكلامي هذا في وقت لاحق، بأني أتحداهم أن يقبلوا بنزع الحصانة عني وعن أي واحد من الطرف الآخر. ما أفعله في سورية يجسد قناعتي المطلقة وهو من مصلحة لبنان أولا. وأتحمل شخصيا وشخصيا فقط جميع المسؤوليات عما أقوم به”. وتابع القول: “وإن كنت مدعوا للمساءلة فأنا جاهز، وليأخذ القضاء مجراه حتى النهاية، ومن دون أي عائق”.”.
وردا على سؤال عن حقيقة ما يقال عن تدخله في الأزمة السورية، وحجم هذا التدخل استنادا إلى هذه التسجيلات، قال صقر: “سأشرح كل الأمور وبشكل واضح. وليسجلوا كل ما سأقوله لأنه سيكون على الهواء مباشرة”. وأضاف: “سأفعل هذا انطلاقا من حرصي على لبنان أولا، ومن قناعتي بنبل وقدسية هذه الثورة السورية، وهذا الشعب السوري العظيم الذي لم يظلم شعب مثله وتكالبت عليه هكذا عدد من الدول دفعة واحدة، اللهم إلا إذا استثنينا الشعب الفلسطيني، على مدى التاريخ”.
وعن الدور الذي لعبه رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري في هذا المجال، قال صقر: “الحريري قالها صراحة في بيان واضح، وأنا أؤكد عليه اليوم. هو كلفني بالمساعدة الإنسانية والسياسية والإعلامية للشعب السوري، لا أكثر ولا أقل.. وهذه الحملة التي تطلق علي الآن هدفها طمس هذا الدور وتشويهه وتحريفه”.
ويظهر صقر في التسجيلات الصوتية التي نشرتها صحيفة “الاخبار” على مدى 3 ايام خلال الاسبوع الماضي، وهو يتلقى اتصالا من الناطق الرسمي لما يعرف بـ المجلس الأعلى لـ”الجيش الحر” لؤي المقداد، يطلب صقر منه البقاء على الخط ريثما يكمل اتصالاً يجريه. يؤكد صقر في اتصاله بالمجهول أن المعركة ستحسم. وكانا يتحدثان عن معركة معرة النعمان في ريف أدلب، بحسب مصدر التسجيلات. يؤكد صقر أنه يتابع المجريات لحظة بلحظة. يسأل المقداد بعد ان انهى صقر مكالمته: “إنه الشيخ سعد؟” فيردّ صقر بأن الرئيس الحريري “جانن” يريد حسم المعركة. وهنا تفيد الصحيفة نقلا عن مصدرها المسرّب للتسجيلات أن صقر كان يتولى التنسيق الاعلامي في بيروت مع المعارضين السوريين ولا سيّما منتهجي فكر الاخوان، ليس فقط التنسيق الاعلامي بل الميداني مع عدد كبير منهم.
كما جاء في التسجيل الثاني الذي نشر، حيث اكد صقر عبر اتصال هاتفي “مطلوب رشاشات ورصاص ومطلوب رصاص بي كي سي وقذائف آربي جي سلاح نوعي لحلب وريف حلب ومنطقة ادلب”.
سيريان تلغراف | وكالات