Site icon سيريان تلغراف

“لبنان أولاً” أم “سوريا أولاً”؟ .. بقلم مارون ناصيف

في طريق العودة من زحله الى بيروت، ولدى الوصول الى بلدة سعدنايل في البقاع الأوسط، يستوقفك حاجز بشري مؤلف من شبان يحملون صناديق تبرعات ويرفعون لافتات كتب عليها “مسلمون داعمون للشعب السوري” و”تبرّع نصرة للشعب السوري” و”فلتحيا المعارضة السورية”. كان ذلك تزامناً مع دردشة لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري عبر موقع التوتير تخللتها مواقف داعمة للمعارضة السورية. و ليس من باب الصدفة أن يقف هؤلاء الشبان لجمع التبرعات تحت الصورة الشهيرة العملاقة في سعدنايل التي تجمع الحريري مع رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة نظراً الى ما تحمله هذه الصورة من رمزية بالنسبة اليهم. كما أن الرأي العام اللبناني يعرف جيداً من هو التيار الذي يمثل الغالبية الساحقة في بلدة سعدنايل السُنّية، ومن الذي حرّك السلاح داخل هذه البلدة في المواجهات مع جارتها تعلبايا.

هذه الواقعة تعيدنا بالذاكرة الى إعتراف نجل نائب تيار المستقبل نهاد المشنوق، صالح المشنوق، خلال إطلالته الأخيرة في برنامج كلام الناس بوجه عضو المكتب السياسي في تيار المرده السيدة فيرا يمين، بأنه سافر الى اكثر من دولة لجمع التبرعات للشعب السوري وشارك في مؤتمرات دولية مخصصة لهذه الغاية.

إذاً مقابل كل هذه الممارسات والتدخلات المباشرة العلنية في الشأن السوري، لا ينفك نواب تيار المستقبل وقياداته عن القول إنهم يدعمون إنسانياً الشعب السوري. فهل هذه الأفعال هي فقط مجرد إعمال إنسانية خصوصاً بعدما تبين تورط الحريري ورجاله في عملية تسليح سلفيي سوريا؟ وماذا عن شعار لبنان أولاً؟ ألم يتحول بنظر تيار المستقبل الى سوريا أولاً؟

حملة التبرعات هذه التي يقوم بها شباب التيار في سعدنايل نصرة للشعب السوري لا تقف عند هذا الحد، لأن الهدف من هذه الأخيرة رمزي أكثر مما هو فعّال نظراً الى المبلغ القليل التي تجمعه على الطرقات لأن القليل القليل من المارة يتعاطف معها ويوقف سيارته للتبرع، لذلك تشير المعلومات المتوافرة الى حملة مشابهة ولكن سرية للغاية ينفذها قطاع رجال الأعمال في تيار المستقبل ويشارك فيها أيضاً نواب حاليون ووزراء سابقون من المتمولين وأصحاب الشركات التي تعمل في لبنان والدول العربية، وقد عقدت لهذه الحملة سلسلة إجتماعات خلال الأشهر القليلة الماضية، كما أن التنسيق بين هذه الحملات وتلك التي يشارك فيها نجل المشنوق ورفاقه خارجياً قائم.

مارون ناصيف | التيار

(المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version