Site icon سيريان تلغراف

سقوط جمهورية مرسي الاسلامية .. وسقوط الجمهورية الاسلامية السورية .. بقلم نارام سرجون

لن أبالغ ان قلت بأن الربيع العربي وزوجاته (الثورات) الأربع في مصر وليبيا وتونس وسورية والذي أنجب لنا بضعة جمهوريات اسلامية ربما بدأ يشهد ترنح بعض مواليده من الجمهوريات الاسلامية .. هناك بالطبع جمهورية اسلامية سقطت من بطن أمها (الثورة) وتهاوت قبل أن تصل وهي على الطريق الى المشفى في تركيا .. وهي “جمهورية رياض الشقفة الاسلامية في سورية” والتي سيصير أقصى ماتتمناه القوى الاسلامية الآن هو اطالة عمر الأم قبل رحيلها المحتوم .. وهذا ماسنتحدث عنه لاحقا .. وأما جمهورية محمد مرسي الاسلامية في مصر فقد بدأت تهتز .. في حين أن جمهورية راشد الغنوشي التونسية ستتعرض للارتجاجات والاهتزازات المرتدة عن سقوط جمهورية رياض الشقفة الاسلامية قبل ولادتها وستتأوه جمهورية الغنوشي أيضا كلما تألمت جمهورية محمد مرسي في عذاباتها في ميدان التحرير حيث بدأت ترجم بالحجارة كما ترجم الزانية في دولة “قانون الشريعة”..

لاتبدو أوضاع الشيخ محمد مرسي في “جمهوريته الاسلامية” على مايرام رغم كيل المدائح وعملية التطهير الثوري والاستحمام في حمامت حماس التي منحه اياها خالد مشعل ورمضان شلّح اللذين غسلا قدميه بدم الشهداء ودلّكا ظهره بالمدائح وماء الورد وأغدقا عليه الألقاب الفخمة وخلعا عليه الصفات المقدسة ونصّباه فارسا رغم أنه لافرس له ولاسيف وليس له من الكاريزما ورجل الدولة أي شيء .. بل أن مصر لاتستحق هذه الاهانة في شخص رئيس بلا هيبة تحاول الحركات الاسلامية تصويره على أنه هبة ا لله.. رغم أن أكثر تسمية تناسبه هي (ابن الحظ)..

كما لاتبدو أمور الشيخ محمد مرسي مريحة أبدا لأن الحقيقة الساطعة هي أن الاسلاميين لم يصلوا قط الى السلطة في مصر بل وصلت اليهم السلطة عندما تدحرجت واستقرت في حجرهم ووجدوها ملفوفة بمنديل أنيق وعليه توقيع هيلاري كلينتون يقول: بالرفاه والبنين ولاتنسونا من الدعاء ..

وبات وضع الاخوان المسلمين يشبه الجائع الذي وجد نفسه فجأة أمام مائدة السلطة العامرة .. فصار يزدرد كل الأطباق بسرعة لأنها فرصة لاتتكرر وجاءت بعد جوع دام قرابة تسعين سنة .. ولم يخف هذا الجائع شراهة ونهما للسلطة بأشكالها التشريعية والتنفيذية حتى أصابته الغصة وهو يلتهم الطعام بسرعة .. فصار يحشو جيوبه بما لذ وطاب ليحمل كل مايقدر الى بيته في “المقطم” حيث مرجعية الاخوان.. وأخذ “ابن الحظ” محمد مرسي يتصرف بخشونة لابعاد بقية المدعوين عن مائدة الثورة بحجة حمايتها من الطفيليين .. حتى وقعت الواقعة بينه وبين الجميع .. وبدا صاحب الدعوة (الشعب) الذي لم يتمكن من استبعاده في حفل الاستقبال “الثوري” غير قادر على تحمل هذا الطفيلي الجشع..

سلوك الاخوان المسلمين في مصر وعجلتهم تكاد تفضحهم وتفضح نواياهم .. والعجلة ناجمة عن خوف وهلع من فقدان الزخم الثوري الذي يجلل شعاراتهم بعد أن ظهر واضحا أنهم تخلوا عن الشعارات وألبسوها ثياب البراغماتية وأنهم صاروا لايحملون القرآن في حقائبهم بل “مشاريع وصفقات” .. فالاسلاميون أظهروا بالفعل نفاذ صبر واستعجالا في انفاذ مايرونه أمر الله (في استخلافهم في الأرض) وعقيدته لبناء الجمهورية الاسلامية المصرية على غرار ووزن وموسيقا الجمهورية الاسلامية الايرانية أو نموذج جمهورية أردوغان العثمانية .. ولكن التعجل في عملية أسلمة الدولة والمجتمع (أو بالأصح أخونة المجتمع والدولة والدستور) لم تكن حصيفة .. والأكثر من ذلك فانها دليل على أن وصول الاسلاميين الى حكم مصر “صناعي” وليست منتجا طبيعيا لتحرك 25 يناير والا لما كان هذا الخوف من انزلاق السلطة والعمل على تسييجها بالدساتير والقوانين واقصاء كل من لاتريده .. وفوق كل هذا بدا وصول الاسلاميين “صناعة رديئة” .. لأن سلطة الاسلاميين المصريين هي نتاج صفقة بدأت روائحها تزكم الأنوف في زواريب الشرق الأوسط وتغلب روائحها على روائح أكوام القمامة في القاهرة .. ولو كان وصولهم الى السلطة طبيعيا لما حدث هذا الاستعجال لابتلاع كل السلطات بسرعة قياسية في عملية حرق للمراحل والاسراع بالطبخ قبل أن يتنبه البعض ويسترجع المبادرة .. كما أن الأمراض والبثور والفقاعات الالتهابية التي ظهرت على جلد السلطة الاسلامية في مصر هي أعراض الثورات المصنعة المصابة بنقص المناعة .. وليست أعراض وأزمات الثورات الطبيعية ..

والاستعجال المصري في محاولة اجتياح المجتمع المصري يأتي لشعور طاغ من أن قوى المجتمع الحقيقية بدأت تتحرك وأن ألاعيب وتمثيليات الاسلاميين صارت ممجوجة وأن انتخابات الرز والسكر قد لاتتكرر لأن هناك تيارات علمانية مصرية لم ترق لها عملية تقاسم التسلط على مصر بين أمراء وملوك المال في الخليج العربي والامريكيين .. فأمراء المال تولوا عملية السيطرة على القواعد الشعبية المصرية بشراء الانتخابات والتأثير فيها ماليا واعلاميا .. فيما بقي تسلط القرار الأمريكي على المستويات العليا دون تغيير عبر صفقة “السلطة” .. وماحصل عليه الشعب المصري بعد ماقيل انه ثورة 25 يناير هو أن الحكومة المصرية تخضع للغرب فيما مجلس الشعب يخضع لأمراء المال الذين سيقررون منذ اليوم شكل مجلس الشعب المصري بالتنسيق مع الغرب بدل جمال مبارك وأحمد عز .. وربما سيصير مرشحو مجلس الشعب المصري يقومون بزيارات روتينية الى الدوحة لضمان استمرارهم تحت قبة البرلمان .. ومما لاجدال فيه أن ذلك هو أسوأ مما كان عليه الأمر قبل 25 يناير حيث كانت السلطة مثمثلة في حسني مبارك خاضعة للغرب ولكن مجلس الشعب خاضع للسلطة ..

وبدأ شعور عام متنام بأنه مهما قيل عن الاسلاميين وجنوحهم للعملية الديمقراطية وقبولهم باللعبة الانتخابية فان هذا خداع للنفس وجهل ببنية العقل الديني السياسي الذي يؤمن بنوع واحد من الديمقراطية هي ديمقراطية الاله .. وديمقراطية السماء .. وهؤلاء لايصلون الى السلطة ليتركوها لأن سقوطهم من السلطة يعني سقوط نهج الاله .. والدفاع عن نهج الاله هو واجب شرعي وهو قلب عقيدتهم النابض .. ومن يدافع عن ديمقراطية الاله لاتعنيه ديمقراطية البشر..ومايفعله مرسي وجماعته اليوم بالتعديلات الدستورية ان تم اقراره فالمستقبل يعني أن تطرح تعديلات دستورية متلاحقة يصوت عليها مجلس شعب الرز والسكر (القطري السعودي) .. وتتحول مصر ديمقراطيا وبالتدريج الى .. جمهورية مصر الاسلامية ..

والتجارب الدينية تقول بأن وصول الصيغة الدينية الى الحكم لايعرف التراجع ولاالتعديل .. وان وصلت دولة الى مرتبة جمهورية اسلامية أو مسيحية فمن الصعب اعادتها الى مجرد جمهورية بلا دين أو نزع هذه الصبغة الدينية عنها ..وفي نموذج الجمهورية الاسلامية الايرانية دليل على ذلك ولكن الفارق بين جمهورية مصر الاسلامية المزمع انشاؤها مستقبلا على يد الاخوان كما يبدو وبين جمهورية ايران الاسلامية هي أن جمهورية الأخوان نالت السلطة في صفقة لاجدال فيها على حساب القوى الرئيسية التي تحركت في المجتمع المصري .. أما في ايران فقد قامت ثورة طبيعية عارمة وكان لها قائد واضح الملامح وله برنامجه ومشروعه منذ الأيام الأولى دون أي لبس أو مجاملة لأحد في الشرق أو في الغرب .. وتعتبر احدى ثلاث ثورات بشرية شاملة (الفرنسية والبلشفية والايرانية) .. وفوق هذا فان اضافة اسم “اسلامية” كان بعد اقامة “الجمهورية الايرانية” على أنقاض حكم الأسرة القاجارية، ولم يكن بقرار ثوري بل كان عبر انتخابات شعبية وصوّت 90% من الناس على اضافة تلك التسمية “الاسلامية”.. ومايريد الاخوان المسلمون المصريون فعله هو اضافة كلمة “الاسلامية” بعد تسمية “جمهورية مصر” وذلك عبر سلسلة من الاجراءات والتلاعبات الديمقراطية التدريجية .. تحت شعار حماية الثورة .. ولكنها في الحقيقة حماية مشروعهم القادم ..والذي لايريد النزول عن قمة الهرم الى يوم القيامة..

وربما من أسباب تعجل الاخوان المسلمين للسطو على كل مصر هو اقتراب تسوية شاملة في المنطقة .. يسمع بأصدائها وهمساتها الجميع .. ويبدو الاسلاميون المصريون متوترين من احتمال أن تعترف الولايات المتحدة بنهاية الجزء السوري من المشروع الاسلامي دون أن يحالفه النجاح وهذا قد يدفع بقوى علمانية في المنطقة من تركيا الى مصر وتونس لتحدي استمرار القدر الاسلامي كسلطة .. ويبدو أن جمهورية سورية الاسلامية لصاحبها رياض الشقفة لن ترى النور .. وأنها اقتربت من لحظة قبول الحقيقة بأن المجتمع الدولي سيسلم بأن سورية لن تكون جمهورية اسلامية بل جمهورية “مارقة” على ارادة الغرب .. وأن الغرب يتهيأ لذلك الخيار باعلان تعيين مندوبين وسفراء كنوع من الاقرار بأن عملية انتزاع السلطة في سورية على أرض الواقع مستحيلة ولابد من التعويض عنها بانتزاع شرعيتها ومعاملتها معاملة دولة مارقة ومعاقبتها ديبلوماسيا .. ولو كان الغرب على يقين من انتصار الاسلاميين السوريين لفضّل انتظار لحظة الحسم .. ولكن تعيين سفراء الجمهورية الاسلامية السورية (مندوبي الائتلاف السوري) قبل قيامها اعتراف أن قيامها على أرض الواقع ليس مرئيا ولابد من نقل المعركة الى المجال الديبلوماسي والدخول الى مرحلة المعارك الديبلوماسية المعروفة بنفس طويل للغاية لايقل عن سنوات بانتظار تغير ما في الخارطة .. أما عند حدوث الهزيمة النهائية للمعارضة فان صرف هذه المجموعات الديبلوماسية من الخدمة سهل للغاية ..بل ان اي تغيير في اي حكومة غربية قد يعني تبديل الاعتراف بها من قبل الحكومات الجديدة ..

وصار غنيا عن القول بأن تماسك الجبهة السورية سيضعف كثيرا وبشكل حتمي من جمهورية أردوغان العثمانية التي خسرت كل شيء في الغرب في رهانها على المشروع الاسلامي في الشرق .. وخسرت كل الشرق بخسارتها للجسر السوري والممر الوحيد والاجباري الى كل الشرق .. واذا ماتراجع اسلاميو تركيا واستعاد العلمانيون زمام المبادرة تجنبا لمشاكل طاحنة داخلية .. فان هذا سيشجع القوى العلمانية والوطنية في الشرق وفي مصر وغيرها على استرداد زمام المبادرة وتحدي سلطة الاله وديمقراطية السماء واسقاط النموذج الاسلامي للحكم الذي لايرفض شعبيا لاسلاميته بل لأنه ليس صناعة شرقية بل اسلام الاستيراد وتجميع قطع غيار لايعرف مصدرها..وربما أظهر تمرد الشارع المصري على جمهورية محمد مرسي الاسلامية أن الأمل في ايقاف المد الاسلامي يتعاظم وأن هناك شعورا أن قوى اخرى معتبرة في المنطقة معنية باسقاطه .. وأن تحدي المشروع الاخواني صار أمرا يجب التسليم به

أما من يريد أن يعرف كيف سقطت الجمهورية الاسلامية السورية ومستقبل كل الشرق فليذهب معي الى حلب .. أو ليذهب معي الى ريف دمشق .. أو الى ريف حمص .. وهناك سيعرف كيف سقطت الجمهورية الاسلامية السورية .. والتي تجر خلفها جمهوريات الاخوان المسلمين في الشرق كله ..هناك سيرى الزائر لهذه المناطق النفور الشعبي العارم من الاسلاميين وهناك سيرى (المرتدين) عن الثورة والنادمين على انجرافهم خلف التحريض .. وهناك سيرى ثورة على الثورة السورية .. وهناك سيرى ضباط الجيش السوري الذين يديرون عمليات المواجهة ويدرك أن مثل هؤلاء الرجال ستتعب منهم الحرب ولن يتعبوا من مقارعة المشروع الديني الغريب..

بل ان أكثر مايجعل أحدنا يدرك خطورة الاعلام هو زيارة ميدانية الى حيث تتموضع وحدات الجيش السوري .. وقد جمعت في أرشيفي عددا لانهائيا من التقارير والأخبار والتحليلات من كل المواقع والقنوات المعارضة منذ بضعة أشهر والتي بعد أن قرأتها أشفقت على الناس لأن بعض من يصدق هذه الاخبار ويرى الصور ومقاطع الاستعراض والعضلات العسكرية لايشك أبدا أن رياض الشقفة صار قاب قوسين أو أدنى من اعلان الجمهورية الاسلامية السورية .. على نفس وزن وموسيقا الجمهورية الاسلامية الايرانية .. ولكن في طبعة أمريكية ونكهة اسرائيلية لأنه وعد بكسر عظم المشروع الايراني “الشيعي”..كما تطلب اسرائيل دون زيادة أو نقصان..

من يعرف الحقائق على الأرض يدرك سبب هذا الاستقتال الاخواني والتركي تحديدا لاسقاط سورية لانقاذ المشروع الاخواني .. فلم يكتف الأتراك بتقديم قربان اسمه خالد مشعل وحماس التي تم ذبحها والتضحية بها من قبل الأتراك في سبيل معركة تركيا مع سورية .. ولم يكتف الأتراك بالمقامرة بالقضية الكردية والطائفية .. بل صارت تركيا تدفع بالقرابين البشرية بشكل لايصدقه عقل لخوض قتال خاسر مع جيش محترف مدرب ومسلح تسليحا وبتكنولوجيا متفوقة

ترددت كثيرا قبل أن أكتب عما استمعت اليه من بعض العسكريين الذين تحدثت اليهم عبر مختلف الوسائل .. والذين وصفوا لي مشاهد مثيرة للاستغراب .. وهي ظاهرة الانتحار الجماعي لمجموعات المقاتلين الذين تدفع بهم المعارضة السورية عبر سياسة الأمواج البشرية الحمقاء .. ونقل أحد المراسلين الاسبان الذي وصلتني ملاحظات يسيرة من تقرير سينشره قريبا اثر عودته من حلب ووصفه لبعض المشاهد والتي تظهر احدى المعارك الطاحنة (ريف حلب) والتي -كما يقول- “.. ظهرت أمواج بشرية من مئات المقاتلين في منطقة منبسطة نسبيا يرفعون البنادق ويمكن سماع تكبيرات كما قال لي المترجم وهم يركضون باتجاه قوات الجيش السوري النظامي التي يطلق عليها المعارضون اسم قوات الأسد .. وكان المهاجمون يطلقون النار بشكل غزير لايوصف تتقدمهم سيارات دفع رباعي.. وماحدث أن الجيش النظامي قام مباشرة باطلاق وابل هائل من النيران على القوات المهاجمة وتحولت الأمواج البشرية خلال نصف ساعة الى أكداس من الموت .. وبدأت الامواج البشرية تهرول في الاتجاه المعاكس” .. ولفت المراسل الى “أن قسوة المشهد كانت لاتطاق والمقاتلون يتراكضون بحثا عن النجاة ويدوسون رفاقهم الجرحى الذين كانوا يطلبون نجدتهم “.. ويضيف في قصاصة أخرى من تقرير طويل: ” .. ولكن مافاجأني هو ماقاله لي أحد العسكريين السوريين الذين سألتهم عن تكتيك مواجهة الموجات البشرية اذ قال لي بأن ضباط احدى الوحدات السورية المتمركزة في احدى المناطق الاستراتيجية اضطروا لايقاف اطلاق النار الكثيف الذي يلاحق فلول القوات المهاجمة لأنهم كانوا يرون مجزرة مريعة تقع أمام عيونهم في مجموعات مقاتلين غير مدربين فرت بشكل هستيري فوضوي مذعور وغير منظم في كل الاتجاهات وتركت كل سلاحها .. وختم مشاهداته التي سينشرها في تقرير مفصل خلال فترة قريبة كما قال بأن العسكريين السوريين يدركون أن هؤلاء المقاتلين المهاجمين مدفوعون بلامبالاة من قبل الاتراك الذين لايهمهم أن تموت القوات المهاجمة عن بكرة أبيها طالما أنهم يواصلون الهجمات المتواصلة التي قد تثمر عن مشهد استعراضي لبثه والادعاء بأن المعارضة ستطيح بالنظام ..

اذا المشروع الاسلامي الذي تعثر في سورية يبدو في أعلى مراحله شراسة وصار يدفع بكل مالديه من مقاتلين وامكانيات لاحداث أي خرق في خطوط التماس الرئيسية .. وصار يلجأ الى الخواصر الضعيفة وغير المحمية لأن مواجهة الكتلة النارية للجيش السوري في النقاط الرئيسية جعلته يدفع ثمنا باهظا .. ويبدو أن خطة نصب شبكات الباتريوت لصد هجوم صاروخي سوري على تركيا لن تغير شيئا في المعادلة وأنها جاءت متأخرة كثيرا .. ربما لأن تكنولوجيا الصواريخ السورية والايرانية أكثر ماتهتم به الآن هي تزويدها ببرامج التشويش والتضليل والأهم تكتيك الاغراق الصاروخي .. أي اطلاق كميات كبيرة من الصواريخ بحيث تحتاج تركيا أن تضع على حدودها كل ماأنتجته شركة راثيون المنتجة للباتريوت حتى الآن عشرين مرة لتتمكن من رصد كل الصواريخ والتعاطي معها .. أما ان كانت الغاية تحييد الطائرات السورية وفرض حظر جوي فان أردوغان قد يفعلها قبل أن يغادر مبنى رئاسة الوزراء الى بيته الريفي منهيا حياته السياسية .. انه دخول في الحرب علنا ..

ان الربيع العربي سيشهد اما وفاة زوجاته الأربع (الثورات العربية) أو طلاقهن جميعا خلال فترات متقاربة .. أما جمهورياته الاسلامية التي تبدو فتية فان أمورها لاتسر أباها كثيرا وقد تدخل العناية المشددة فجأة .. وماتتناقله الصالونات السياسية من أن نجاة سورية من الحكم الاسلامي ليست بشارة خير لجمهورية أردوغان العثمانية .. وبالطبع ليست بشارة خير لجمهورية محمد مرسي الاسلامية .. الجمهوريتان الاسلاميتان متوترتان .. وحفلة رجم الزنا في ميدان التحرير قد تتواصل .. وقد تصل الحجارة الى استانبول .. والحقيقة أن هذا الكابوس المفاجئ والذي لايزال صعب التخيل في عشية وضحاها يثير قلق شخص واحد أكثر من أي شخص آخر الى حد عدم النوم وهو زعيم حماس ..خالد مشعل .. الذي صارت جماعته تهدد الجمهورية الاسلامية الايرانية بأن اجهاضها لولادة الجمهورية الاسلامية السورية لصاحبها رياض الشقفة سيغضب الجمهوريات الاسلامية في مصر وتونس وليبيا وتركيا .. خالد مشعل وجماعته لايتخيلون كيف سيكون موقف جمهورية حماس الاسلامية أن سقطت جمهوريتا أردوغان ومحمد مرسي الاسلاميتان ..

نارام سرجون

(المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version