قال البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، ان الكنيسة الروسية الارثوذكسية مستعدة للمساهمة في ارسال مساعدات انسانية الى المتضررين والذين اصبحوا دون مأوى. صرح بذلك خلال اجتماع الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية، المنعقد بموسكو يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال: “اعتقد ان علينا ان نساند مبادرة ارسال مساعدات انسانية الى مسيحيي سورية المتضررين والذين اصبحوا دون مأوى. الحديث يدور حول ارسال الادوية ومواد طبية مختلفة. ان الكنيسة الروسية مستعدة للمساهمة في هذا المشروع”.
ويعتقد كيريل ان من اسباب النزاع في سورية هو الانقسام بين مختلف طبقات المجتمع، “على اساس ديني وطائفي واجتماعي”.
واضاف: “ليس سرا، ان هناك محاولات لتقسيم مجتمعنا ايضا. واحد الدوافع المستخدمة في هذه المحاولات، هو رغبة بعض القوى تقويض الثقة بالكنيسة الارثوذكسية”.
وحسب اعتقاده انه للرد على هذه التهديدات، “من الضروري الدفاع عن القيم المسيحية التقليدية في روسيا” ويأمل ان تقوم الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية “بدور بعثة السلام، ليس فقط في الشرق الاوسط، بل وفي بلادنا ايضا وغيرها من البلدان”.
كيريل: من المهم تطوير البرامج التعليمية الروسية في الشرق الاوسط
واشار البطريرك كيريل، الى انه من المهم على روسيا، دعم تطوير البرامج التعليمية الروسية في بلدان الشرق الاوسط. وقال “لا احد يعلم حتى الان، كيف ستنتهي الامور في سورية خاصة وفي الشرق الاوسط عموما، لذا اعتقد ان تطوير البرامج التعليمية في هذه المنطقة يجب ان يدعم من قبل دولتنا. ليس بامكاننا ان نقضي على التقليد الذي بدأ في القرن التاسع عشر والذي بنتيجته اصبح العالم العربي صديقا لروسيا”.
وكانت الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية قد اسست في سورية بنهاية القرن التاسع عشر مجموعة من المؤسسات التعليمية هدفها نشر الثقافة الروسية ومخصصة لـ 10 آلاف شخص. وقبل بداية الحرب العالمية الاولى بلغ عدد هذه المدارس التابعة للجمعية 113 مدرسة للاطفال العرب، وكلها كانت تمول من قبل الدولة الروسية. وحسب قوله فقد شكل خريجو هذه المدارس اساس الطبقة العربية المثقفة. كما اشار الى ان خريجي المؤسسات التعليمية السوفيتية “يحتفظون بمحبتهم لبلادنا”.
واشار البطريرك كيريل، الى انه في الوقت الحاضر بفضل صندوق “روسكي مير” تم افتتاح دورات للغة الروسية في بيت جالا في مقر فرع الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية.
وحسب رأيه ان الاتجاه المهم في نشاط الجمعية ليس فقط “تعزيز الوجود الروسي في محيط الاراضي المقدسة”، بل وفي حماية المسيحيين الارثوكس في هذه المنطقة. حيث ان اوضاعهم تسوء بسبب العمليات الحربية. واشار الى ان من اولويات عمل الجمعية هو العمل مع الجالية الروسية في الشرق الاوسط.
ويذكر ان الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية، كانت قد اسست عام 1882 بأمر من الامبراطور الكسندر الثالث. وان اهدافها الاساسية، كانت تنظيم سفرات الحجاج الروس الى الاماكن المقدسة في (فلسطين وجبل اتوس وباري)، والمساهمة في نشاط الكنيسة الارثوذكسية الروسية في الخارج، وكذلك نشر الثقافة والعلوم بين شعوب الشرق الاوسط، واجراء بحوث علمية في مجال الموروث التاريخي للاراضي المقدسة.
وبعد ثورة 1917، انهت الجمعية وجودها، ولكن بدأت نشاطها ضمن اكاديمية العلوم، الجمعية الروسية الفلسطينية، التي استمرت في اجراء البحوث في مجال الموروث التاريخي للاراضي المقدسة.
في مايو/ايار عام 1992 اعيد تسجيل الجمعية مرة ثانية كجمعية اجتماعية باسمها التاريخي. ويعمل حاليا في روسيا 18 فرعا للجمعية. ويترأس الجمعية سيرغي ستيباشين.
سيريان تلغراف | وكالات