صرح أندريه دينيسوف النائب الأول لوزير الخارجية الروسي يوم الثلاثاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني أن نصب صواريخ “باتريوت” على الحدود بين تركيا وسورية على الأغلب سيخلق المشاكل، ولن يحلها. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد في برلين بختام المؤتمر الدولي الذي استمر لمدة يومين حول قضايا الأمن الأوروبي والدفاع لما يسمى بمؤتمر برلين للأمن.
وأشار دينيسوف: “لا تروقنا هذه الفكرة، لأننا نرى فيها تهديدات خفية، وفي حالة إذا تم تبديد هذه التهديدات الخفية، وفي حالة إذا ما استطاع شركائنا توضيح المغزى الحقيقي لقرار نشر الصورايخ، فإن ذلك سيصب في صالح الجهود الرامية لإحلال السلام”.
وأوضح الدبلوماسي الروسي أن منظومة “باتريوت” تعتبر، من وجهة النظر الفنية ومن وجهة نظر الخدمة والصيانة، منظومة معقدة”. وأضاف: “يجتاز الأفراد والعناصر الذين يعملون عليها تدريبات خاصة، كما يتميزون بالكفاءة المهنية العالية، إن هذا السلاح في غاية الخطورة، ويجب توجيهه فقط للتصدي للتحديات الخطيرة. لذلك تظهر أسئلة من قبيل:”ما هي التهديدات المقصودة من نشرها؟ من يهدد من ومن أي إتجاه؟”.
وأردف:”إن الإجابات التي حصلنا عليها تصب كلها في خانة التصريحات التطمينية لا أكثر، غير أن المسائل السياسية العسكرية تتطلب توضيحات شافية دقيقة حول: من أي طرف تأتي التهديدات، وما السبب ورائها، وما مدتها وغرضها”. وأكد دينيسوف: “قد يكون نشر “باتريوت” على طول الحدود مع سورية متصل بخطط ما غير معروفة بالنسبة لموسكو لإقامة ما أصطلح على تسميتها مناطق حظر الطيران”.
وأردف:”قد يكون الأمر خلاف ذلك، ولكن طالما لا زلنا نتواجد خارج دائرة وضعنا في صورة الموقف، نظل في حاجة إلى معلومات أكثر. إذا كان الحديث يدور حول إتخاذ تدابير ذات طابع مؤقت تجاه سورية، فإن مثل هذه الإجراءات يمكن تنفيذها فقط بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي”.
وأختتم نائب وزير الخارجية الروسي كلامه بالقول:”في كلمة واحدة، إن قرار نشر الصورايخ، من وجهة نظرنا، يخلق مشاكل، أكثر مما يطرحه من حلول لها، وهو ما يفسر موقف موسكو الحذر تجاه هذه الفكرة”.
من جانبه أعرب كريستيان شميديت السكرتير البرلماني في وزراة الدفاع الألمانية عن إتفاقه مع دينيسوف على أن كافة المسائل الخاصة بسورية تدخل في نطاق إختصاصات ومسؤولية مجلس الأمن الدولي. وأكد أن:”الحديث هنا يدور بشكل حصري حول الإجراء الذي يتبع مبدأ عدم إجتزاء الأمن على أراضي الناتو”. وأضاف:”إنطلاقا من وجهة النظر هذه بالذات، ننظر في الطلب المقدم من تركيا بنشر منظومات صورايخ”باتريوت” على الحدود مع سورية، وهو يستثني إقامة منطقة حظر للطيران فوق الأراضي السورية”.
جدير بالذكر أن مؤتمر برلين للأمن والدفاع أنشئ بمبادرة من صحيفة “بيردين شبيغيل” الألمانية. ويعقد في العاصمة الالمانية منذ العام 2001. وقد جمع المنتدى في العام الجاري حوالي ألف شخص من السياسيين والدبلوماسيين والخبراء في مجال العلاقات الدولية والدفاع من 60 دولة من مختلف انحاء العالم. وروسيا تشارك في المؤتمر بصفة “دولة – شريك”.
سيريان تلغراف | وكالات