بينما كان رئيس حكومة العدالة التنمية التركي رجب طيب ار دوغان يتذرع بالمهام الدفاعية لمنظومة صواريخ الباتريوت في حماية أراضي تركيا من أي هجوم قد تشنه القوات السورية النظامية ضد مسلحي المعارضة، أشارت صحيفة “الجمهورية” نقلا عن مصادر الى ما يمكن اعتباره الهدف الحقيقي للمنظومة الصاروخية للناتو على الحدود التركية السورية، واشارت تلك المصادر أنّه من الممكن توظيف منظومة “باتريوت” بطريقة ذكيّة ومفهوم جديد في انشاء منطقة آمنة، عبر دور دفاعي بدلاً من المفهوم التقليدي الذي يقوم على منطق هجومي.
وأشارت هذه المصادر إلى أنّ استخدام “الباتريوت” في المجال الدفاعي سيؤدي الى فرض ما اعتبرته ضغوطا نفسية كبيرة على النظام السوري، اذ سيكون عليه ان يراجع حساباته قبل تنفيذ عمليات في المناطق والبلدات السورية الواقعة على الحدود مع تركيا.
ومن شأن هذا الوضع ان يتيح مزيداً من الحرية والحركة لـ “الجيش الحر” والمعارضة المسلّحة للنظام ويدفعها الى التركيز على عمق الداخل السوري، وهو ما سيؤدي الى خلق منطقة آمنة بحكم الواقع، في اعتبار انّ النظام سيكون مهتماً بحشد قواته في العمق بدلاً من الاطراف التي تحتمل امكانية جرّ الناتو الى معركة لن يكون للنظام السوري بطبيعة الحال القدرة على خوضها في ظروف كهذه.
وعليه فإن الاستخدام الدفاعي للـ “باتريوت” مقرون بأجندة سياسية ودعم عسكري، قد ينتج منه منطقة آمنة داخل سوريا على الحدود مع تركيا بحكم الواقع.
سيريان تلغراف