رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، في افتتاحيتها تحت عنوان “جماعة المعارضة السورية الجديدة بحاجة للدعم الأميركي”، انه بعد مرور خمسة عشر شهراً على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما لرحيل النظام السوري، لا يوجد مؤشر في المستقبل القريب على تفوق قوى الثوار أو هزيمتهم على يد قوات النظام. حيث ستستمر المذابح الوحشية التي تشهدها سوريا إلى أجل غير مسمى وستتصاعد الخسائر البشرية بوتيرة متزايدة.
ولفتت الصحيفة الى ان نيران الحرب الأهلية ستنتشر ببطء عبر الحدود السورية إلى إسرائيل وتركيا وإيران وغيرها من الدول المجاورة بينما يتزايد نفوذ الجماعات الجهادية المتطرفة التابعة لتنظيم “القاعدة” في المنطقة.
واشارت الى “تطور إيجابي واحد طرأ على صعيد الساحة السياسية وهو تشكيل جبهة جديدة للمعارضة السورية أكثر شمولاً وتمثيلاً للشعب السوري من الجماعات السابقة، فقد تشكل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في قطر ويرأسه الآن الداعية الإسلامي المعتدل، أحمد معاذ الخطيب، الذي تبنى أجندة مؤيدة للديمقراطية ومناهضة للانقسام الطائفي”.
واعتبرت الصحيفة أن “وزارة الخارجية الأميركية تستحق الثناء على جهودها الشاقة المبذولة في سبيل تشكيل هيئة تستطيع معالجة ما تعد إحدى أكبر العقبات التي تحول دون تقديم المزيد من الدعم الدولي للثوار السوريين”. لكنها اشارت الى انه “على الرغم من ذلك، لا تزال إدارة أباما تتحرك ببطء وحذر شديد في دعم القيادة الجديدة للمعارضة. فخلافاً لفرنسا وتركيا ودول الخليج العربي، لم تعلن الإدارة الأميركية بعد عن اعترافها بالائتلاف كالممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري. ويعلل المسؤولون الأميركيون ذلك بأنهم يريدون التأكد أولاً من قدرة القادة الجدد على إثبات وجودهم داخل سوريا والفوز بتأييد وولاء معظم الجماعات المسلحة التي لم تكن جزءاً من اتفاق الدوحة”. ولفتت الصحيفة إلى أن “الائتلاف الجديد لن يملك فرصة في النجاح دون دعم مالي ومادي قوي من الخارج؛ وذلك نظراً لأن قدرته على السيطرة على الجماعات المسلحة المنتشرة في كافة أنحاء البلاد تتوقف على قدرته على تزويدهم بالأموال والسلاح”.
وقالت الصحيفة الأميركية ان دول الخليج تقوم بتقديم أسلحة بالفعل “للثوار”، ولكن هذه الأسلحة لا تصل دائماً إلى الجماعات التي يفضلها الغرب. وفي الوقت نفسه، تمكنت الجماعات الجهادية في سوريا من توفير خطوط إمداد خاصة بها.
واختتمت الصحيفة الافتتاحية بالإشارة إلى أن الرئيس أوباما ما زال يرفض تزويد المعارضة بالأسلحة خشية وقوعها في أيادي الجماعات التي قد تشكل تهديداً على المواطنين الأميركيين، ولكن الخطر الحقيقي يكمن في أن موقف أوباما قد يقوض الجماعات المؤيدة لمستقبل ديمقراطي وغير طائفي في سوريا.
سيريان تلغراف