يُقال أنك لا تستطيع أبداً تغيير الانطباع الأول… ومع اكتمال برج “جيمسن هاوس” في فانكوفر يبدو أنه يُحدث انطباعاً أولاً مبهراً لدى كل من يراه.
فكما أنبأتنا شركة فوستر آند بارتنرز، يظهر هذا المشروع كأول مشروع سكنيٍّ على الإطلاق في أمريكا الشمالية بتوقيع السير واللورد -ومؤخراً “الدكتور الفخري”- نورمان فوستر، مؤسس شركة فوستر + بارتنرز الشهيرة بقدرتها على تعزيز البيئات العمرانية حول العالم؛ ابتداءً من لندن إلى نيويورك ومروراً بهونغ كونغ وصولاً لفانكوفر، فأينما حلوا يلتقطون الانتباه ويطلقون العنان للخيال.
يُحكى أن الثالوث التقليدي في عالم العقارات هو الموقع والموقع والموقع، إلا أن الموقع في مشروع “جيمسن هاوس” كان مجرد واحداً من الأسباب الثلاثة التي دفعت ديفيد باومان لشراء جناحٍ كاملٍ في برج جيمسن هاوس مختلط الاستخدام -سكني، تجاري، مكتبي- المشارف على الانتهاء وسط مدينة فانكوفر الكندية.
طبعاً سؤالكم الآن “إذاً ما هما السببان الآخران؟”
في الحقيقة تشكّل سمعة الشركة البانية للمشروع واحداً من هذين السببين؛ وهي شركة بوسا العقارية، والسبب الثالث هو طبعاً إبداع وتفرد شركة العمارة البريطانية… فوستر آند بارتنرز.
في الواقع لم يضع باومان هدف الشراء نصب عينيه، لكنه ببساطة لم يستطع مقاومة الفرصة التي قدمها إليه “جيمسن هاوس”.
فحسب رأيه “أبنيةٌ بهذا الشكل لا تأتي من العدم، إنه ذلك الثالوث…”، وفي أيار 2010 ابتاع باومان مسكناً له في البرج بمساحة 1103 قدماً مربعاً تماماً في الطابق السادس عشر، مزوداً بغرفتي نوم وحمامين مع إطلالة على البحر.
هنا نشير إلى أن البرج يمتد بارتفاع 117 متراً بستة وثلاثين طابقاً فوق الأرض وسبعة طوابق أسفلها، ويتضمن بالإجمال 138 جناح سكني، تتراوح بين استديوهات بغرفة نوم واحدة وحتى الشقق الممتدة على طابقين ومزودة بغرفتي نوم.
أما عن المرافق السكنية فتحتل هذه ثمانية طوابق، بسعة تقديرية لثلاثة مستأجرين في الطابق الواحدة؛ بينما يوجد فيه مساحتين للبيع بالتجزئة واحدة منهما بميزانين نصفي.
ومثلها مثل مشاريع فوستر السابقة، يجمع البرج تقنيات الإنشاء الحديثة باللمسات التاريخية، حيث يجاور البرج مبنى تاريخي يتم حالياً ترميمه وإصلاحه ليُستخدم كمساحة للبيع بالتجزئة.
ويتألق برج جيمسن هاوس بمظهره الحديث كلياً، حيث يتألف من أربعة خلجان مقوسة تزداد في الارتفاع مع الاتجاه غربي البرج، وبذلك لا تبدو تقاسيم الكتلة مبهرةً بصرياً وحسب، وإنما تساهم في التخفيف من أثر الرياح والتقليل من الاكتساب الحراري ومضاعفة الإطلالات في الوقت نفسه.
أما في الداخل؛ فينتج عن هذه الخلجان جدراناً ومنصاتٍ مبرومة الحواف، ولكن ليس في كل الأجنحة والغرف، وحول هذا يعلّق السيد مات ستون من شركة ريني للتسويق قائلاً “إنها انحناءاتُ لطيفة ومثيرة نوعاً ما، ولكن هناك من تخوّف منها قليلاً.”
وبما أن اللورد معروفٌ باهتمامه بالتفاصيل، تم تطبيق مطابخ عالية التقنية صممها فوستر شخصياً وخصيصاً لشقق البرج، وصنّعتها شركة Dada Cucina في إيطاليا.
فعلى سبيل المثال، تختفي مروحة التهوية مختبئةً في الخزائن العلوية عندما لا تكون قيد الاستخدام، أما للحصول على طاولة طعامٍ أو سطح أكبر ما عليكم سوى ضغط زرٍ واحد، وعندها ستمتد نهايتي جزيرة المطبخ.
وفي مطابخ أخرى يمكن تحريك جزر المطبخ إلى بقعة مختلفةٍ كلياً، وعندها يمكن تثبيتها في مكانها الجديد.
وطبعاً تتميز خزائن المطبخ بإنارتها الداخلية الخاصة، التي تعمل وحدها بمجرد فتح باب الخزنة.
وبالانتقال من المطابخ نتوجه لغرف المعيشة، حيث هناك تتراجع كل النعلات للداخل، أما في منطقة المعيشة الرئيسة فتنساب أرضيات الترافرتين المدفّأة بكل سلاسة من المساحات الداخلية نحو المنصة في الخارج دون أية عتبات تعيق الامتداد البصري أو حتى الحركي.
يبقى الجدير بالذكر هنا أن 11 منزلاً ما يزالوا شاغرين حتى الآن، والأسعار تتراوح بين 888 ألف دولار وحتى 3.55 مليون دولار، فعليكم بالإسراع!