Site icon سيريان تلغراف

السعودية .. سكت دهرا ونطق كفرا .. بقلم هشام الشروفي

سيريان تلغراف | خاص

تواصلت مع أحد الاصدقاء وكان سعوديا عبر موقع “فيس بوك” في أول أيام العدوان القائم على قطاع غزة , فانتقدت الموقف المتفرج لحكام الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية فكان رافضا هو أيضا لهذا الموقف وكان يقول أن سكوتهم مخزي لنا وللعرب بشكل عام ولا أعرف كيف سينتهي بهم الحال في النهاية وتعجب كيف أن بعض السعوديين مقتنعين بأن ملكهم يستحق لقب خادم الحرمين الشريفين , فهل يعقل أن يكون خادم الحرمين داعما لكيان غاصب وقاتل سفاح باجماع كل العرب؟!

قلت له يا صديقي أنا أعتقد أن صمته أفضل من كلامه فنحن نعرف جيدا أن هذا النظام ومثله باقي أنظمة الخليج هم خدم للأستعمار الغربي ولا ننسى انهم هم من باعوا فلسطين بالأساس فمن الطبيعي الدفاع عن سلامة مغتصبها , فما كان من الصنم السعودي الذي سكت لحوالي أربعة أيام وهو يعرف ان هذه الحرب ليست طويلة وبالتالي أربعة أيام من حرب قصيرة تعتبر جزءا كبيرا من هذه الحرب فبعد أن سكت دهرا نطق كفرا مختصرا كل الكلام بوصية واحدة وكانه ينصح أولاده حيث قال “أدعو الى تحكيم العقل” .

وهذا العقل الذي تدعو الى تحكيمه يا ايها “المبجل”, “المقدس” يسأل عقلك “الواعي” ويقول له كيف يحكّم العقل بين العربي وعدوه اللدود تاريخيا الذي لا يكاد يخفى على القاصي والداني وهو الكيان الغاصب ولا يحكّم هذا العقل في سوريا حينما يكون الصراع بين أبناء البلد الواحد ؟!

أليس من الأجدر أن يحكّمَ بين الاخوة أو أبناء البلد الواحد كي تحقن دمائهم وتقلص المسافات بينهم ويتعايشوا سلميا بدل أن يحكم بين العرب وعدوهم الرئيسي الذي يعتبر سبب كل المشاكل والصراعات الداخلية والخارجية التي ابتلي بها العرب ابتداءا من حرب العراق في عام 2003 وما لها من تأثيرات على دول المنطقة وخصوصا العربية منها مرورا بحرب لبنان عام 2006 وما خلفت من قتلى وتدمير لبناه التحتية والاستراتيجية حتى حرب غزة عام 2008 التي حصدت بالحد الادنى مئات القتلى المدنيين الى الربيع العربي الذي استغلته اسرائيل بشكل غير مباشر لتؤمن مستقبلها بتنصيب حكام فاسدين لا تهمهم مصالح شعوبهم , ناهيك عن ما ولده هذا الخريف في بعض الدول من تفتيت للمجتمعات وخلق حالة من الصراع الداخلي وصلت في بعض الأحيان الى الأقتتال ؟! , أم أن الكيان الغاصب بالنسبة لك ولأمثالك من اصنام الخليج أو عفوا من حكام الخليج هم اخوة وجزءا من المجتمع العربي او الاسلامي؟!

وهذا وارد عندك وعند أمثالك بالتأكيد, وها نحن اليوم نشهد له هذا الموقف الذي لا يختلف عن مواقفه السابقة بس هو مكمل لسلسلة المواقف المخزية التي غرست في تاريخ العرب صفحات سوداء لا يمكن ازالتها أو حرقها الا بتحريك عزة وكرامة العرب والمسلمين واقتناعهم أن العين بالعين والسن بالسن والبادىء أظلم وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وتصرفات المغتصبين منذ قيام كيانهم أثبتت أن فلسطين لا يمكن ان تعود للعرب بالخطب والدموع وأنما بالتضحيات على كافة المستويات والأصعدة التي تقع ضمن المزاج الذي يبحث عن حل حقيقي لقضية العرب والمسلمين المحورية يحتكم الى الواقعية التي معها يمكن الأخذ بالأسباب والسير باتزان وصبر وثبات يمكن أن يختم الله به نصرا مشرفا يعيد ليس فلسطين والقدس فقط وانما يعيد هيبة الأمة التي يجب أن تعود في نهاية المطاف .

هشام الشروفي

(المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version