Site icon سيريان تلغراف

السلطات الفرنسية وضعت ميشيل كيلو و “منبره” على “الرف” .. لا نريد لأحد التشويش على “الائتلاف”

“لا نريد لأحد التشويش على الائتلاف الوطني للثورة والمعارضة”، ربما هي الجملة الأكثر سماعا من قبل السوريين ( من خارج “الائتلاف”) حين يلتقون مسؤولين فرنسيين هذه الأيام .

وكانت هذه الجملة آخر ما سمعه سمير العيطة من الفرنسيين المعنيين حين تقدم مؤخرا ، مع ممول “المنبر الديمقراطي” فراس طلاس ، بطلب للحصول على تأشيرات من القنصلية الفرنسية في بيروت لعدد من السوريين ، المقيمين الآن في لبنان ، من أجل المشاركة في مؤتمر تأسيس “التحالف الوطني الديمقراطي السوري” الذي كان مخططا له أن يعقد في باريس في الخامس عشر من الشهر الجاري .

“العلاقة بيننا وبين المنبر الديمقراطي تكاد تكون مقطوعة”، تقول  ديبلوماسية فرنسية سبق لها أن عملت في السفارة الفرنسية بدمشق وحظيت بعلاقات واسعة مع طيف واسع من السياسيين والمثقفين السوريين المعارضين ، قبل أن تنتقل إلى وظيفة أخرى في الإدارة .

وتتابع القول “فاجأنا ميشيل كيلو ، لم نكن نعتقد أنه Vulgaire إلى هذا الحد (“شرشوح”) ويعبد المال ، كان الانطباع الذي شكلناه عنه شبيها بما ترسخ في أذهاننا عبر الأجيال عن مفهوم المثقف الذي يكاد يتطابق مع الصورة التي حفظناها عن جان بول سارتر وأندريه مالرو .

لكننا فوجئنا بأنه لا يتردد ، وهو العلماني، في التركيز على مسيحيته ومحاولة استثمارها في بورصة السياسة الفرنسية ، وفي طرق أكثر الأبواب قذارة وشبهة إذا كان خلف الباب ما يبحث عنه من أموال”. ولهذا ـ تتابع السيدة الفرنسية ـ “كانت علاقته بفراس طلاس وتبعيته العمياء له واحدة من المفاجآت الصادمة التي فتلت رؤوسنا، لاسيما وأن الأخير موضوع لدينا على القائمة الأخلاقية السوداء التي تضم أشخاصا يمارسون أنشطة مالية وتجارية مشبوهة ، مثل الاتجار بالسلاح وتبييض الأموال والاتجار بالرقيق الأبيض”. وتتابع بعد أن تشير بطريقة المزاح إلى أن “ميشيل كيلو نسي كما يبدو أن النقد الكاثوليكي هو العملة الوحيدة المتداولة في السوق السياسية الفرنسية ، وأنها لا تتعامل بالنقد الأرثوذوكسي الذي أصبحت موسكو مكانه الوحيد” ، لتقول باشمئزاز وقرف “لم نكن نتصور أن يكون  تلكؤ القطريين في تمويله سيدفعه إلى حد أن يدير لهم ظهره ويكتب عنهم مقالة نارية في لوموند ديبلوماتيك. إنها أخلاقية تاجر ، وليست أخلاقية مثقف”.

المسؤولة الفرنسية كشفت أن الإدارة الفرنسية ” لا تلتقي ميشيل كيلو ، ليس لهذه الأسباب فقط، بل لأننا كنا نجد صعوبة في التواصل معه لأنه لا يعرف الفرنسية. ولهذه الأسباب كلها ارتأت الكيدورسيه (الخارجية) والجهات الأخرى( المخابرات الفرنسية) أن تحدد علاقتها بالمنبر من خلال سمير العيطة وفراس طلاس، وأحيانا الضابط الفار مناف طلاس ، إذا كان هناك من ضرورة للتواصل مع هذه المجموعة، رغم محدودية ذلك”. وتكشف المسؤولة أيضا، في سياق التدليل على الحيز الهامشي الذي خصص للمنبر الديمقراطي بنظر الفرنسيين، عن أن الخارجية الفرنسية لم تعط إقامة حتى لوالدة سمير العيطة، رغم أنها تقدمت بها منذ أكثر من سبعة أشهر!

لا تكتفي المسؤولة بذلك، بل تصل حد الحديث عما تعتبره ” ممارسة مشينة” يقوم بها سمير العيطة وزميله ، حيث أقدموا على ما يشبه عملية “ابتزاز” لعدد كبير من الطلاب السوريين الموفدين لمتابعة دراستهم في فرنسا. فقد استغلوا انقطاع المنح السورية عن هؤلاء، إما لأسباب تتصل بالتعقيدات المالية أو لأن هؤلاء قرروا “الانشقاق” عن النظام السوري والعمل مع المعارضة، فقاموا بالاتصال بهم وتقديم وعود لهم بأنهم يستطيعون تأمين منح مالية لهم “مقابل انتمائهم للمنبر الديمقرطي (…) وقد اكتشفنا أنهما يزعمان أمام الطلاب الضحايا أن المنبر ذو حظوة كبيرة لدى الإدارة الفرنسية، وهذا كذب”. ومن أجل ذلك “يقوم السيد العيطة كل أحد باستقبال عدد من هؤلاء الطلاب الضحايا في منزله الكائن بشارع سان أوغستين ، تساعده في ذلك مساعدته الفرنسية ـ التونسية، خديجة، حيث يجمعان منهم الملفات لهذه الغاية”!!

وتختم المسؤولة بالقول” هذا الوضع، ورفض الإدارة الفرنسية أي تشويش على الائتلاف، دفع هؤلاء إلى التوجه لعقد مؤتمرهم في القاهرة في الفترة من 23 إلى 25 من الشهر الجاري، حيث من المنتظر أن يعلنوا عن التحالف الوطني الديمقراطي السوري ، بتمويل من فراس طلاس و جهات عربية أخرى من المرجح أن تكون السعودية ، بالنظر لأن هذه الأخيرة ليست سعيدة أبدا بتأسيس الإئتلاف  الذي احتكرته قطر. ويبدو أن السعوديين مستعدون الآن لتمويل كل من يشوش عليه ، حتى وإن كان اسمه … ميشيل”!

سيريان تلغراف

Exit mobile version