لعلكم تذكرون تلك الهبة الإعلامية الفاسقة المأجورة التي تبعت تصريح الرئيس بشار الأسد و تشبيهه حكام العرب بأشباه أو أنصاف الرجال عندها رأى منهم من رأى أن ذلك يعد خروجا عن التقاليد الدبلوماسية و فيهم من رأى أن ذلك التشبيه مبالغ فيه بعض الشيء و أن التعميم لا يصلح دائما و فيهم من رأى أن هذا الوصف سيدفع الأسد فاتورته و لو بعد حين.
لعلكم تذكرون أيضا عبارة “أمير التوسل” التي أصبحت تعريفا للأمير القطري حمد بن جاسم و منه سحبت على محمود عباس و على هذا النظام العربي الرسمي المتخاذل الذي لا يرى حلا للقضية الفلسطينية إلا بالتوسل من الإدارة الأمريكية ومزيد من التنازلات لفائدة الصهاينة…
بالأمس خرج علينا أمير التوسل هذا بتعريف مبتكر و معبر بحثنا عند دائما في قواميس لغتنا الثرية و لم ننتبه إليه مع الأسف و هو تعريف يحسب لسموه و سنسعى قريبا لتسجيل براءة الاختراع باسمه في جامعة النعاج العربية التي أخطأ في وصفها الكثيرون دائما و كانت العبارة الشائعة دوما هي عبارة الجامعة العبرية في حين أن جامعة النعاج العربية هي الأنسب و الأكثر تماشيا مع طبيعة الدور النعاجى الذي تقوم به و مع الأنظمة النعجة التي تجتمع تحت قبتها و مع القرارات المتنعجة إن صح التعبير التي يتلوها نبيل العربي بصوت نعاجى متلعثم.
إذن نطق أحد النعاج ليريحنا من عناء البحث و مزيد التنقيب و لان المفردة في حد ذاتها جديدة على القاموس الديبلوماسى العربي فقد تداولها الإعلام بكثير من الدهشة خاصة أنها تصدر من أمير التوسل المتعود دائما على توصيف الواقع العربي المزري كأسلوب قطري خبيث للنأي بنفسه منه بمعنى أن يفهم أن قطر ليست جزءا متسببا أو مسئولا عن الوضع العربي و أن قطر تقول للعرب هذا وضعكم و ما فعلتم و ما وصلتم إليه و أنا من ذلك براء أي أن النعاج هم هؤلاء الأنظمة العربية و سموه قد أخذ بوزر هم في حين أن قطر كانت دائما كبشا في زريبة نعاج.
نحن نعاج قالها سموه بصيغة الجمع و لذلك فلن نرفض مستقبلا أن نضيف هذه المفردة في خطابنا لهذا النظام العربي الذي أتعبنا دائما توصيفه لكثرة علله و خطاياه و مصائبه و خفاياه بل أننا ندعو كافة الأقلام لتحافظ على هذا التوصيف كوجه من وجوه المحافظة على التراث و أن يفرد يوم عربي للنعاج و أن نعيد التفكير في إطلاق هذا الوصف على بعض الساحات العامة و بعض الرموز الفكرية و الثقافية و السياسية كأن نقول مثلا شارع النعجة حسنى مبارك أو حزب النعجة سعد الحريري .
الذئاب تأكل النعاج… يسلم فمك يا سمو النعجة على هذا الاكتشاف السلوكي الحيواني المبهر الذي لم نكن نعرفه رغم مواظبتنا على ناسيونال جيوغرافيك واكتشافات الكومندان كوستو و لكن نطمع في أن تدلنا لماذا تقترب النعاج أصلا من الذئاب و هي تعرف طبيعتها العدوانية و لماذا تضعون يدكم يا نظام النعجة القطري في يد نظام الذئاب الصهيوني الأمريكي و هل عندكم مضاد يمنع الذئاب من أكلكم؟
طبعا لسنا بهذا الغباء حتى لا نفهم أنكم من أتى بالذئاب إلى زريبة النعاج و لسنا بهذا العته حتى لا نفهم أنكم جزء من لعبة الرقص مع الذئاب التي تدور في سوريا و في غزة و في تونس و مصر و ليبيا و السودان و العراق و لسنا نهاية غافلين عن سقوط قطر في بئر الخيانة حتى تذهب النعاج لقمة سائغة في فم مشروع الذئاب السعرانة الجائعة الصهيونية و الصليبية العالمية.
من غرائب الصدف و محاسنها أن هذا الاكتشاف اللغوي القطري قد جاء ليصف الجامعة النعجوية العربية التي أبعدت كما نعلم النظام العربي المقاوم الوحيد في المنطقة و هي سوريا بعد أن اكتشفت زريبة النعاج أن هذا النظام لا تنطبق عليه مواصفات النعاج بل تنطبق عليه مواصفات عكسية أخرى ما زال أصدقاء سوريا من الذئاب الحقيقية مثل تركيا و ألمانيا و فرنسا و بريطانية و إسرائيل و أمريكا حائرين في توصيفها بعد ما يقارب من عامين من الصمود الأسطوري السوري و طبعا لم نعلم للنعاج صمودا في وجه الذئاب.
لا بأس أن نعيد أن لهذا الهجوم الإرهابي السلفي على سوريا مزايا كثيرة لأنه كشف عيوبا كثيرة في هذا النظام العربي النعجوى بل أن ما نطق به أمير النعاج القطري هو كشف حساب أولى سيلجم ألسنة كثيرة تزعم أن هذه النعاج قادرة على استرجاع الحقوق العربية المسلوبة سواء بالتوسل أو بتبويس اللحى أو ببعرة النعاج و لعل ما خرجت به جامعة النعاج العربية من “قرارات” أسرع بعض إعلام النعاج الخليجي إلى وصفها بالقرارات الغير مسبوقة التي تدل على تغيير في لهجة الخطاب النعاجى العربي هو خير دليل على أن بيت النعاج لن يخرج منه كبش مهما حدث و مهما حاول البعض من استنسال أو استنساخ لان الكباش تولد كباشا و النعاج تولد نعاجا.
سيبقى مؤتمر الأمس تاريخيا لان البعض أكتشف للمرة الأولى معنى أن تكون أنظمة نعجة و معنى أن تكون مهددا بالذئاب و معنى أن تكون لك بندقية تحمى النعاج و معنى أن تكون عاريا في مواجهة ذئاب…معي تذكروا مؤتمر النعاج العربي لأنكم قريبا جدا لن تجدوا نعاجا بعد أن يمر الذئاب.
أحمد الحباسي | بانوراما الشرق الأوسط