Site icon سيريان تلغراف

الجيش الحر يستفيد من تجربة منتخب قطر “الحر” لكرة القدم .. بقلم جواد الصايغ

نجح المنتخب القطري لكرة القدم في الفوز على نظيره اللبناني في مباراتي الذهاب والإياب اللتان جمعتهما ضمن إطار تصفيات كأس العالم عن قارة اسيا المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، ويحسب للقطريين أنهم إنتزعوا نقاط المبارتين كاملة بفضل لاعبهم الأورغوياني الأصل سيباستيان سوريا الذي سجل هدفا في كل مباراة ليمنح ابناء الإمارة النفطية ست نقاط قد تساعدهم في إكمال المشوار نحو بلاد السامبا.

اثناء متابعة اللقاء الأخير بين المنتخبين القطري، واللبناني تفاجا أحد مشجعي الأخير عندما اشار معلق المباراة إلى هجمة قطرية يقودها اللاعب فابيو سيزار، إلتفت المشجع اللبناني يمنة، ويسرى (وهو غير المتابع لشؤون، وشجون كرة القدم في العادة إنما أبدى رغبة في مشاهدتها نظراً لوصول منتخب بلاده إلى الأدوار المتقدمة في التصفيات المونديالية) ليسأل من هو جالس بجانبه من اي بلدة قطرية ينحدر فابيو سيزار هل هو من ( الريان، الدوحة، الخور، الوكرة، الشمال، أم صلال،)، ولكن صدمة المشجع اتت بعدما تمكن سيباستيان سوريا من تسجيل هدف الفوز ليسخر قائلاً “سوريا هذا من دون ادنى شك ينتمي إلى بلدة الضعاين”.

المنتخب القطري لكرة القدم وضع نصب عينيه التأهل إلى بطولة كاس العالم المقبلة في البرازيل، لا سيما وان بطولة عام 2022 ستستضيف فعالياتها العاصمة القطرية الدوحة، لهذا السبب لا يريد القطريون ان يدخلوا التاريخ من اوسع ابوابه بكونهم لم ينجحوا في التأهل إلى العرس الكروي العالمي إلا بواسطة إستضافتهم له، لذلك عمدوا إلى سياسة تجنيس اللاعبين، وبالمناسبة سياسة التجنيس في قطر لا تقتصر على لعبة كرة القدم، بل تتعداها إلى العديد من الالعاب الأخرى.

على المقلب الآخر، وتحديدا في الشق السياسي تدعم إمارة قطر ميليشيا الجيش السوري الحر، والتي تضع نصب عينيها محاربة الجيش العربي السوري، وعلى خطى حليفتها أخذت هذه الميليشيات تستعين بالمقاتلين العرب، والأجانب من شتى اصقاع الأرض لتحقيق حلمها الأوحد، فأخذ هؤلاء المقاتلين بالتوافد رافعين شعار “نصرة الجيش الحر” كلٌ منهم بلغته.

العنابي القطري كما يطلق عليه لم يكتف بتجنيس الأورغوياني سوريا، والبرازيلي سيزار بل وصلت مآثره إلى غانا، هناك تمت “قطرنة” لورنس كوايي، ومن غانا إنطلقت قافلة التجنيس نحو السنغال حيث إستعان العنابي بالحارس قاسم عبد الحميد برهان، لتحط المسيرة رحالها في كينيا التي قدمت للقطريين محمد كاسولا، ثم شكل بعض اللاعبين العرب اهدافا مشروعة للقطريين، فجنّس وسام رزق الفلسطيني، ولم يتخلف المصري حسين ياسر عن ركوب الحافلة القطرية، لتكتمل الفرحة بإختراق الدول الخليجية مع إنضمام الكويتي المولد طلال البلوشي إلى العنابيين.

في المقابل تزخر صفوف ميليشيات الجيش السوري الحر بالمقاتلين العرب والأجانب، فتونس التي لم تبخل على “الجيش الثائر” قدمت عددا من أبنائها ابرزهم: عبد الهادي القديري، وليد هلال، حسين مارس، بسام الجراي قرابين على مذبح الثورة السورية، اما ليبيا الجديدة فدفعت بأبرز قادتها المهدي الحاراتي الذي شكل لواء الأمة في ريف إدلب، وسقط لها ايضا عدد كبير من المقاتلين الذين سبق لهم، وأن شاركوا في المعارك التي دارت رحاها في بلادهم بين قوات الناتو، والثوار الليبيين من جهة، ومقاتلي العقيد الراحل معمر القذافي”.

مقاتلون من مصر، لبنان، الأردن، وفلسطين ينتمون بأغلبهم إلى التيارت السلفية، شاركوا إلى جانب ميليشيا الحر في قتال الجيش السوري، وصولا إلى الكويت، والسعودية اللتان اوفدتا ايضا بعضا من ابنائهما ليقاتلوا إلى جانب المعارضة، بينما ضاع أحد ابناء العائلات الحاكمة في الإمارات العربية المتحدة وسط زحام القتال.

تركيا لم تكتف بتوفير الملاذات الآمنة للمسلحين السوريين، والمنشقين بل ارسلت رجالها ايضا ليشاركوا في معارك حلب، الشيشان كانت حاضرة ايضا عبر رستم غلاييف نجل رسلان غلاييف الذي يعد أحد ابرز قادة المسلحين في القوقاز، بينما شاركت أذربيجان بالقناص خاصين كازلي الذي كر صريعا في منطقة الأتارب بريف حلب، كما لا يمكن إخفاء مشاركة باكستانيين، وأفغان في معارك سورية.

يذكر ان التجنيس، والإستعانة بالخبرات الأجنبية ليس حكراً على إمارة قطر، وميليشيا الجيش الحر، فمملكة البحرين كانت سباقة في إستمالة الوافدين إليها لتجنيسهم، لكن أهدافها تختلف عن اهداف نظرائها، فملكها ساءه ان يكون رفيقي دربه ملك المغرب، وملك الأردن أعلى منه شأناً، فقرر الإنتقال بالإمارة نحو الملكية الدستورية، ولذلك عمد إلى التجنيس لزيادة عدد السكان، قبل ان تروق هذه الخطوة له، وليشرع بتنفيذها على مستويات اوسع لإحداث تغييرات ديمغرافية في البحرين.

جواد الصايغ | عربي برس

Exit mobile version