حذر موقع غلوبال ريسيرش الكندي من خطورة السياسة التي تتبعها واشنطن في الشرق الأوسط وخاصة لجهة ارتباطها بعلاقات مع “جهاديين” وتنظيمات تابعة للقاعدة تسخرهم لاستهداف أنظمة الحكم المعارضة للسياسة الأمريكية كما فعلت في ليبيا سابقا وتحاول اليوم في سورية مشيرا إلى أن السفارة الأمريكية في ليبيا وقنصليتها في بنغازي تشكلان مركزين للارتباط بين واشنطن والعناصر الجهادية وتنسقان عمليات نقل السلاح الثقيل والمسلحين من ليبيا إلى سورية.
وأشار الموقع إلى قصة خفية تربط بين مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز في ليبيا والدعم الأمريكي للمعارضة الليبية التي تتألف في معظمها من إرهابيين متصلين بتنظيم القاعدة يتولون عمليات نقل السلاح والمسلحين من ليبيا إلى سورية.
وقال الموقع إن الولايات المتحدة كانت تعمل على تسليح المعارضة السورية منذ عام 2006 أما الحكومة التي خلفت القذافي في ليبيا فهي نفسها الممول والمورد الأكبر لأسلحة هذه المعارضة وهذا يقود مباشرة إلى مقتل السفير ستيفنز والاستقالة المفاجئة لمدير الاستخبارات الأمريكية ديفيد بترايوس.
وبحسب تقارير اخبارية كثيرة ومصادر دبلوماسية أخرى فإن القنصلية الأمريكية في بنغازي كانت تستخدم وبشكل حصري لعملية سرية تقودها الاستخبارات الأمريكية ووفقا لوكالة رويترز كانت بعثة الـ سي آي ايه تشمل إيجاد وإعادة شراء الأسلحة الثقيلة التي نهبت من ترسانات الحكومة الليبية.
وفي دليل على التورط الأمريكي السري في الأحداث الجارية في سورية أظهرت تقارير أمريكية داخلية أن ستيفنز مرتبط مع الإرهابيين في سورية وهناك أدلة متزايدة على أن عناصر أمريكيين وأبرزهم السفير الأمريكي على علم بالأسلحة الثقيلة المتجهة من ليبيا إلى المقاتلين “الجهاديين” في سورية.
وكشف الموقع معلومات تفيد بأن ستيفنز أصبح في عام 2011 صلة الوصل الرسمية التي تربط واشنطن بالمعارضة الليبية المتصلة بتنظيم القاعدة وبدأ بالعمل بشكل مباشر مع عبد الحكيم بلحاج أحد أبرز العناصر المتشددة في ليبيا مشيرا إلى أن حقيقة وجود إرهابيين في ليبيا تكشفت في تقرير صدر عام 2007 عن مركز ويست بوينت لمكافحة الإرهاب الأمريكي الذي أكد أن مدينة بنغازي الليبية هي أحد المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة وواحدة من القواعد الأساسية المسؤولة عن إرسال مقاتلين إلى العراق.
واعتبر الموقع أن الإدارة الأمريكية تعمل وتخطط منذ عشرين عاما لتغيير النظامين الحاكمين في سورية وليبيا مؤكدا أن السياسة الخارجية الأمريكية تقف وراء الاضطرابات المفاجئة التي يشهدها العالم.
وفي تشرين الثاني من العام الماضي ذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن بلحاج وبصفته رئيس المجلس العسكري في طرابلس اجتمع مع قادة المعارضة المسلحة في سورية التي تطلق على نفسها اسم الجيش الحر في اسطنبول وذلك في محاولة من جانب الحكومة الليبية الجديدة لتوفير المال والسلاح للمسلحين المتزايدة أعدادهم في سورية.
واستند الموقع إلى تأكيدات مصادر إعلامية بريطانية وأمريكية عدة بينها واشنطن تايمز وديلي تلغراف وسي ان ان وغيرها بأن الإرهابيين التابعين لتنظيم القاعدة يتدفقون من ليبيا إلى سورية لمحاربة الحكومة السورية وأن المعارضة السورية تتألف في جلها من هؤلاء الإرهابيين.
واعتبر الموقع أنه من المعروف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تنقل الأسلحة إلى المسلحين السوريين في جنوب تركيا وبعبارة أخرى فإن ستيفنز كان لاعبا رئيسيا في نشر الإرهابيين والأسلحة الليبية لمحاربة الحكومة السورية في حين تؤكد مصادر أخرى أن القنصلية الأمريكية في بنغازي تستخدم من قبل وكالة سي آي ايه لشحن الأسلحة والمقاتلين إلى سورية.
وتأكيدا على هذه المعلومات أفادت صحيفة التايمز اللندنية الشهر الماضي أن سفينة ليبية تحمل شحنة كبيرة من الأسلحة إلى سورية رست في تركيا وعلى متنها حمولة يصل وزنها إلى 400 طن وتشمل صواريخ أرض جو مضادة للطائرات وغيرها الكثير.
وأوضح الموقع أن قبطان السفينة الليبية كان من مدينة بنغازي ورئيس منظمة تدعى المجلس الوطني الليبي للاغاثة والدعم الذي تأسس كما يزعم من قبل الحكومة الجديدة وهذا يعني أن السفير الأمريكي ستيفنز كان ومن خلال بلحاج على اتصال مع القبطان الذي جلب الأسلحة الثقيلة إلى سورية.
وقال الموقع إن الجميع يعلم أن “الجهاديين” هم المقاتلون الأقوى في سورية وبحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي تلغراف البريطانية الأسبوع الماضي فإن هؤلاء المقاتلين أتوا من ليبيا وفي حال كانت الحكومة الليبية الجديدة تقوم على إرسال مقاتلين محنكين وأسلحة ثقيلة إلى سورية عبر منفذ في جنوب تركيا وبموجب اتفاق عقده ستيفنز مع أحد الأطراف الليبية خلال الأحداث هناك فإنه من المؤكد أن الحكومتين التركية والأمريكية كانتا على علم بهذا الموضوع.
وأضاف الموقع انه إلى جانب كل هذه الحقائق كان هناك موقع تابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية في بنغازي يقع على بعد 2ر1 كيلومتر من القنصلية الأمريكية ويستخدم من بين أمور كثيرة كقاعدة لجمع المعلومات بشأن انتشار الأسلحة المنهوبة من ترسانة الحكومة الليبية بما فيها صواريخ أرض جو.
وحسب الموقع فان السبب الرئيسي في عدم اتخاذ اجراءات أمنية شديدة لحماية القنصلية الأمريكية في بنغازي او انقاذ السفير ستيفنز هو رغبة وكالة الاستخبارات الأمريكية باخفاء حقيقة وجودها والعمليات السرية التي تنفذها تحت غطاء دبلوماسي.
أما عن علاقة كل هذا مع استقالة بترايوس المفاجئة فاوضح الموقع ان توقيت هذه الخطوة يثير الاهتمام أكثر فأكثر ولاسيما مع اقتراب موعد جلسة استماع مقررة الأسبوع الماضي سيشهد فيها هذا الاخير بشأن القنصلية الأمريكية في بنغازي.
ويرى البعض أن ادعاءه إقامة علاقة خارج إطار الزواج ليست إلا ذريعة استخدمها بترايوس في محاولة للتنصل من الإدلاء بشهادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي.
وقال الموقع إنه مهما كان نطاق العمليات السرية التي تنفذها وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي ايه في انحاء متفرقة من العالم ومهما كان السبب الحقيقي وراء الاضطرابات المفاجئة في ظاهرها احيانا والمتوقعة احيانا اخرى يبدو ان السياسة الامريكية الخارجية هي المفتاح الرئيسي لكل ما يجري.
وبات معلوما ان الولايات المتحدة طلبت من الإرهابيين في سورية عدم تسليم اسلحتهم واعلنت انها تزود من تسميهم “مقاتلي المعارضة” بمعدات اتصال خاصة وأجهزة رؤية كما دخلت بازار تقديم الدعم المالي المباشر للارهابيين حتى باتت حقيقة دعم واشنطن للإرهابيين لأغراض جيوسياسية حقيقة واضحة وجلية يحاول البعض التغاضي عنها وتناسيها لتحقيق مآرب خفية.
وقال الموقع إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قام بكل بساطة بتغيير الغلاف الخارجي لما يسمى الحرب على الإرهاب التي اطلقها سلفه جورج بوش على شكل سلسلة من الحروب الانسانية وان الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون لفعل أي شيء لزعزعة ايران ويحاولون وبشكل منهجي القضاء على حلفائها ومنهم سورية.
سيريان تلغراف | سانا