يرى الرئيس الشيشاني رمضان قادروف أن تصريحات رجل الدين القطري (من اصل مصري) يوسف القرضاوي، الذي صرح في وقت سابق بأن روسيا “عدوة للإسلام”، موجهة ضد ملايين المسلمين الروس.
وجاء في البيان الرسمي لقادروف الذي نشرته إدارته الصحافية يوم السبت 10 نوفمبر /تشرين الثاني:” قبل كل شيء هي (التصريحات) موجهة ضد مسلمي روسيا الذين يعتبرون مواطني هذه الدولة، فقد ولدوا هنا وهنا يعيشون ومصير هذا البلد يعنيهم”.
هذا، وينظر إلى رجل الدين الإسلامي يوسف القرضاوي ذي الـ 86 عاما كأحد الزعماء الروحيين لجماعة “الإخوان المسلمين” المصرية.
وقال قادروف في البيان :”إن مسلمي روسيا يعربون عن أملهم في ان يعيد القرضاوي النظر مرة أخرى في تصريحاته ويقيمها تقييما نقديا، وأن يعي الخطأ والضرر البالغ لمثل هذه التصريحات، وعلى وجه الخصوص والأهمية، أن يسأل نفسه سؤالا: من المستفيد من المواجهة بين العالم الإسلامي وروسيا، ونحن ندعوه لذلك”. واضاف :”يعيش في بلادنا حوالي 30 مليون مسلم، تبنى لهم كل عام المساجد، وآلاف المؤمنين يذهبون للحج، كما يكفل الدستور حرية الإعتقاد”.
وذكّر قادروف القرضاوي أن رئيس الدولة فلاديمير بوتين صرح على مرأى ومسمع من العالم أجمع أن “روسيا كانت وستظل أفضل شريك للدول الإسلامية”. وأضاف قادروف :” وبالنسبة لمسلمي روسيا الذين كانوا محرومين لسنوات طويلة من إمكانية الصلاة في الجوامع ودراسة وحفظ القرآن وزيارة الاماكن المقدسة في مكة والمدينة، هذا الأمر بالغ الأهمية. وفي ظل هذه الظروف تبدو دعوات القرضاوي العلنية تجديفية وغير منطقية”.
ويرى قادروف من الضروري تذكير القرضاوي بأنه “ليست روسيا من يزود ويمد بالمال والسلاح آلاف المأجورين من جميع أنحاء العالم، الذين غمروا سورية بالدم ويقومون بتفجيرات يومية ويهرقون دماء النساء والشيوخ والأطفال”.
قادروف: على القرضاوي التركيز على النشاط التنويري وليس على السياسة
وواصل قادروف في بيانه:” إذا كان القرضاوي يحاول ان يستفز ويتلاعب بالرأي العام للعالم الإسلامي، مبررا ذلك بالعلاقات بين سورية وروسيا، فإنه يتوجب عليه معرفة أن لبلدنا إلتزامات دولية أمام هذه الدولة(سورية) التي تعد حليفا لنا لسنوات طوال، وإذا كانت الأسلحة تورد إلى سورية، فإنها تباع كما تفعل ذلك أي دولة”.
وأضاف:” من وجهة نظرنا، كان من الأولى والاصوب، لو ان القرضاوي كعالم دين عمل بالنشاط التنويري ولم يحشر نفسه بالسياسة وتركها للمهنيين المحترفين”.
يذكر أن دار الإفتاء لمسلمي روسيا أصدرت في 31 أكتوبر/تشرين الأول بيانا دعت فيه المؤمنين المسلمين الى عدم سماع كلام القرضاوي.
وذكر بيان دار الإفتاء:” يُرسل إلى مسلمي روسيا الذين يعتبرون جزء من الأمة الاسلامية العالمية إشارة واضحة للوقف ضد السياسة الحالية التي تنتهجها دولتهم ، وإن هذا الأمر هو بمثابة دعوة صريحة لعدم الانصياع لقوانين بلادهم وإنتهاكها”.
سيريان تلغراف | وكالات