رغم كل المحاولات التي تبذل لإظهار المعارضة السورية بصورة بعيدة عن التشدد الاسلامي التكفيري والجماعات الوهابية، الا ان ما تكشفه الصحافة الأجنبية تدحض كل تلك المزاعم، فقد كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن التمويل القطري والسعودي للمجموعات الأكثر تشددا ضمن المعارضة السورية المسلحة، وفي سياق متصل كشفت صحيفة نيويورك تايمز” الأميركية عن وصول الأسلحة الى الجهاديين في سوريا.
وفي تقرير للكاتب ديفيد سانغر تحت عنوان “تدفق الأسلحة إلى سوريا يعزز الجهاديين”، يكشف أن معظم الأسلحة إلى الجماعات المتمردة التي تقاتل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تصل إلى الجهاديين الإسلاميين المتشددين، وليس إلى جماعات المعارضة العلمانية التي يريد الغرب تمكينها.
ويثير هذا الاستنتاج، الذي يعلمه الرئيس الأميركي باراك أوباما وغيره من كبار المسؤولين من خلال التقييمات السرية للصراع السوري الذي أسفر حتى الآن عن سقوط أكثر من 25 ألف قتيل، الشكوك حول ما إذا كانت إستراتيجية البيت الأبيض للحد من التدخل في الصراع قد حققت الغرض المقصود منها في مساعدة المعارضة “الديمقراطية” أم أنها زرعت عوضاً عن ذلك بذور التمرد المعادي للولايات المتحدة في مستقبل سوريا.
واوضح التقرير أن الولايات المتحدة لا ترسل الأسلحة بشكل مباشر إلى المعارضة السورية، ولكنها توفر المعلومات الاستخباراتية وغيرها من أنواع الدعم لشحنات الأسلحة الخفيفة.
واشارت التقارير السرية إلى أن شحنات الأسلحة تذهب على نحو كبير إلى الإسلاميين المتشددين، وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين الأميركيين يحاولون فهم السبب الذي جعل الإسلاميين المتشددين يحصلون على النصيب الأكبر من الأسلحة المقدمة إلى المعارضة السورية من خلال ممرات غامضة دون وجود وسيلة فعالة لفحص المجموعات التي تتلقى هذه الأسلحة.
سيريان تلغراف