Site icon سيريان تلغراف

عقاب صقر.. وقاحة نادرة في زمن الثورة السورية ان لم تستحي فافعل ما شئت .. بقلم جواد الصايغ

اذا كنت من رجال المخابرات السعودية وخزمتشيا عند سعد الحريري ومحصنا بعضوية مجلس نواب لبنان فما همك ان اتهموك بالعمالة لاسرائيل وبالعمالة للمخابرات الاميركية وبالمشاركة في تهريب السلاح وادارة المجوعات المسلجة من تركيا الى سورية ؟
هو عقاب لنفسه اولا وعقاب لمن يأتمرون بامره المشفوع بالمال السعودي المرصود في يده لتمويل القتلة والمجرمين لا لتقوية ثوار يريدون الحرية لانفسهم وبلدهم والا اي حرّ هو الذي يقبض المال الحرام من خزمشتي الحرامي سعد الحريري؟
في الليلة الليلاء، وفي الإستديو المتشح بالسواد من كل جنباته أطل نائب تكتل “لبنان اولا” عقاب صقر على الإعلام بعد فترة غياب طويلة، كان خلالها مادة دسمة تتناقلها وسائل الإعلام الاميركية وتلك المحلية التي اثارت أخبارا تتعلق بإصابته عند الحدود التركية السورية، ورغم مضي فترة طويلة نسبيا على إطلاق تلك الأخبار أصر النائب على الظهور بمظهر الرجل المعافي الذي لم يصب كما قيل.
آبى عقاب صقر ان تلتقط الكاميرا وجهه بداية، مفضلاً إعطاء قدميه فرصة الظهور قبل ان يطل برأسه لتوجيه رسالة إلى المتابعين فحواها لم اصب كما يقولون، ويمكنكم ان تتأكدوا، صال الرجل، وجال في المقابلة المعدة مسبقاً، شوّه تاريخاً، وزوّر آخر، وإبتدع ثالث، مهما يكن ما قاله عقاب هو ماركة مسجلة في إسمه لم ولن يقدر أحد على إنتزاعها منه، مهما بلغ فجوره، وغيّه.
البداية كانت من الهدنة طاللب النائب اللبناني عقاب صقر النظام السوري بهدنة إنسانية معيدا التذكير بما جرى في حرب تموز 2006 بين الكيان الصهيوني، وحزب الله، لكن أحدا لم يخبر النائب اللبناني ان هدنة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي معروف من خرقها، كما هو معروف ايضا كيف تواصل الإبراهيمي عبر السكايب مع قادة ميليشيا الجيش الحر الذين وجدوا ان لا مصلحة لهم في الهدنة لأنهم كانوا يعتقدون أن النظام السوري سيعمل على إعادة حشد قواته، فمن يكون يا سيد عقاب خرق الهدنة، ابطال العالم الإفتراضي أم غيرهم.
صقر العرب في المغترب، لم يجد حرجاً في وصف الجيش الصهيوني ب”جيش الدفاع الإسرائيلي” ما جعل الكثير من المتابعين محتارين في امرهم، فهل المتكلم نائب لبناني، أم زئيف شيف، ام الناطق الرسمي بإسم الجيش الصهيوني إبان حرب تموز 2006.
هي ليلة عقاب صقر، ولذلك اراد ان ينفي عنه كل ما سيق بحقه من إتهامات، لذلك إعتبر ان مراسلي كبريات صحف العالم وقعوا ضحية بعض الثوار، وبأن من عمل على زج إسمه كمهرب سلاح إلى سورية هو كاذب، ومكلف من قبل النظام بذلك، وبأن علاقته مع الكتائب المسلحة هي علاقة بحت إنسانية، ولكنه لم يشرح عن شكل علاقته الإنسانية بكتائب الفاروق، هل هي علاقة إنسانية مع قادتها عمل الرجل على بنائها طويلاً بواسطة السكايب أيضاً.
خلية حزب الله في مصر إعتبرها صقر تدخلاً في شأن دولة أخرى، ولكن سامي شهاب، ورفاقه لم يكونوا في القاهرة، ولا في اسيوط، ولا في الإسكندرية، بل كانوا على الحدود التي تربط مصر بقطاع غزة، وإتهام صقر لحزب الله بالتدخل في شؤون مصر يشبه إلى حد بعيد قول النظام المخلوع بأن الإيرانيين هم من إفترشوا ميدان التحرير، وعملوا على إثارة الإضطرابات بعد تناولهم الغداء في مطعم “كنتاكي”.
صقر كان اشبه بعقاب للشعب الفلسطيني ايضاً فهو راى أن إدخال السلاح إلى قطاع غزة يعتبر تدخلا في الشؤون الفلسطينية، ولكنه لم يبتكر لنا طريقة في مد الفلسطينيين بالسلاح لكي يدافعوا عن أنفسهم، فهل أراد الصقر أن تلجأ المقاومة الفلسطينية إلى متابعة الإستراتيجية الدفاعية التي يبتكرها الشيخ سعد على تويتر، أم يدورون خلف صقر نفسه بين تركيا، وبلجيكا، وفرنسا.
وكأنه لا يكفي الثورة السورية الإشكالات التي تواجهها حتى اتاها العقاب صارخاً، فصقر بدلا من ان يكحلها عماها، اراد ان يخرج من عنق الزجاجة، وتبرئة نفسه مما ينسب إليه، فإذ به يعترف عن دون قصد أن “علاقته الإنسانية” تجعله يملك فرصة فرض رأيه على السوريين من اقصى ريف إدلب حتى درعا، فكل ما يطلبه الرجل ينفذ، فهل اصبح عقاب صقر مراقب عام الثوار، وراعي الثورة، أم ان غرور الرجل، وبساطة من يتعاطى معهم دفعه إلى القول بأن طلباته أوامر، وممنوع على المعارضين السوريين مناقشته بإستثناء موضوع المختطفين اللبنانيين في إعزاز!

جواد الصايغ

(المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version