بعد هجوم ميليشيات «الجيش الحر» على حي الأشرفية بحلب والانفراج الذي حدث لاحقا، ساد الهدوء بين المسلحين والمجموعات الكردية المتواجدة في الحي، ولكن إعلان مقتل الناشطة شاهة جاء ليعيد خلط الأوراق وسط اتهامات لجهات كردية ممن لها علاقة مع تركيا بالوقوف وراء الهجوم ولم ينته التوتر بين مسلحي الجيش الحر واللجان الشعبية الكردية في حلب بعدما امتدت الاشتباكات إلى مناطق حدودية سورية – تركية.
قرية قسطل جندو قرب أعزاز، شهدت هجمات من لواء «عاصفة الشمال» التابع لميليشات «الجيش الحر»، الذي يقوده عمار داديخي الملقب بأبي إبراهيم، وارتفعت وتيرة الاشتباكات مجدداً نتيجة الأخبار المسربة، التي لم تؤكّد، عن تصفية الناشطة الكردية في صفوف قوات الحماية الشعبية شاهة علي عبدو، المعروفة باسم نوجين ديريكي التي خطفت أثناء محاولتها تسليم جثتي مقاتلين من الجيش الحر في بلدة حيان.
صلاح احمد المصدر الاعلامي لصحيفة «الأخبار» والمقرب من الجان الشعبية الكردية، قال بأن عمار داديخي لا يعدو كونه مهرب سابق، وهو الآن هو يعمل مع الاستخبارات التركية، ومدينة أعزاز ضاقت ذرعاً بتصرفاته قبل قسطل جندو، مضيفا: “اليوم أصبح إسلامياً ويريد فرض الأسلمة على الطائفة الايزيدية بالقوة، فجرى التصدي لهجوم أتباعه عدة مرات”.
السيطرة على الحي الكردي ذي الأهمية الاستراتيجية يُعَدّ هدفاً هاماً لمسلحي الميليشيات، فهو يطل على مدينة حلب ويمكّنهم من الوصول إلى مناطق أمنية محصنة. وإثر الانكفاء عنه، ظهرت آراء متباينة في خلفية ما جرى، فالعقيد الفار مالك الكردي، نائب قائد ميليشيات«الجيش الحر»، زعم بأن جهات كردية وقفت خلف تحريض كتائب الجيش الحر لاقتحام الحي وخص بالاسم كتيبة «صلاح الدين» التي تتألف من مقاتلين معظمهم أكراد، ويسود الاعتقاد بتلقيها دعماً مالياً وعسكرياً من تركيا.
هذا الاتهام لم يمنع البعض من اتهام اللجان الشعبية بالتواطؤ مع مسلحي «الحر» وتمكينهم من دخول الحي وزرع خلايا نائمة فيه، الأمر الذي نفاه لـ«الأخبار» صلاح أحمد، بتأكيده أن الجان الشعبية موقفها واضح منذ البداية وهي تهدف فقط لحماية نفسها، مشددا على أنه «ليس هنالك أي اتفاق مع ميليشيات الحر لأنهم بالأصل لا يعترفون بالأكراد في سوريا، فكيف يجري اتفاق بين أطراف لا تعترف ببعضها.
وأكد أحمد أن اللجان الشعبية قادرة على حماية مناطقها، رغم التسليح الأقوى لمسلحي الجيش الحر، لأنها تستند إلى قوة الشعب الكردي ووقوفه معها.
ورأى أحمد أن الهجوم على الحي الكردي «هو باعتراف الجيش الحر نتيجة تحريض من جهات سياسية كردية»، مشيراً إلى أنّ «بين القتلى الأكراد الذين هاجموا الحي أعضاءً في حزب آزادي الكردي»، لافتا إلى أن «قيادة الحزب الموجودة في شمال العراق اعترفت بأنهم أعضاء في الحزب، مبررةً ذلك بأنّهم شاركوا في القتال بصفتهم الفردية لا الحزبية».
أما كتيبة صلاح الدين، فقالت، رداً على تصريحات الكردي: «كل ما قاله مالك الكردي عن أن كتيبة صلاح الدين الأيوبي هي التي روجت بين عناصر «الحر» ضرورة إنهاء سيطرة عناصر حزب العمال الكردستاني على الحي عار من الصحة ومجرد كلام تنظيري، لأنه لا يعرف ماذا يوجد على الأرض بشكل واقعي، وكل الجيش الحر الموجود على الأرض لا يعترف بمنشقي المخيمات وتنظيراتهم أمثال مالك الكردي.
ويخشى الأكراد من سعي تركيا إلى تسليح جماعات تركية مناوئة لحزب الاتحاد الديموقراطي، وبوادر هذا القلق جاءت مع ظهور مسلحين أكراد في كتيبة «صلاح الدين» التي يسود الاعتقاد أنها تابعة للسياسي الكردي صلاح بدر الدين، والتي شاركت في الهجوم على حي الأشرفية، في مؤشر استشعر الأكراد معه خطر خلق اقتتال كردي – كردي.
وحول هذا الوضع، قال صلاح أحمد: «نحن لا ندعي تمثيل الشعب الكردي كله، بل غالبيته، ويوجد أيضاً المجلس الوطني الكردي. أما صلاح بدر الدين، فهو يتعامل مع الاستخبارات التركية.
خالد محمد عضو المجلس الوطني الكردي نفى للصحيفة بشكل قاطع أي تحريض للمجلس في الهجوم على حي الأشرفية، وقال: «نحن لا علاقة لنا، ولا يجد أي اتصال مع مسلحي «الحر»، وقال «قيادة الحزب نفت أن يكون وجود مقاتلين من حزب أزادي الكري بين صفوفهم ذلك بقرار رسمي منها، وهي تصرفات فردية من أعضاء أو متعاطفين سابقين مع الحزب».
سيريان تلغراف