Site icon سيريان تلغراف

معاناة اللاجئين السوريين في الأردن

عشرون الف لاجئ سوري عبروا الحدود الاردنية منذ اندلاع الازمة في الجمهورية العربية السورية، آلاف منهم توزعوا بين مدينتي المفرق والرمثا المتاخمتان لسورية، أحوال معيشية صعبة وظروف حياة قاسية تعاني منها العائلات وهم بالاغلب من درعا وحمص .

فريق “عربي برس” اتجه شمالا وعلى بعد 450 كلم لمخيم الرباع الذي لازال قيد الانشاء، وقابل العديد من العائلات السورية التي روت قصص هروبها وكيفية مداهمات بيوتها على مدار عدة أشهر من قبل الاجهزة الأمنية السورية.

ففي مدينة الرمثا، يقبع حوالي 5 الاف لاجئ سوري تسلل معظمهم عبر الشريط الحدودي طلبا للأمن وراحة البال وخوفا على حياتهم.

طوابير السوريين تكاد تملأ كل جمعية خيرية، فالمئات منهم يصطفون لساعات من أجل حفنة طحين أو سكر وما شابه فالنساء والاطفال يملؤون الطرقات والاماكن العامة طلبا لسد حاجة، ناهيك عن عدم توفر المدارس التي تستوعب هذا العدد، بالاضافة الى الاجراءات القانونية التي تمنع عددا كبيرا من السوريين من الالتحاق بالمدارس فالكفالة الشخصية والاوراق الثبوتية تقف سدا امام هذا النوع من اللجوء.

“عربي برس” التقت السيدة ام صفوان وهي لاجئة سورية، تمكنت من دخول الاردن بعد ان فر زوجها قبل ثلاثة اشهر للرمثا، وتقول انها خرجت تحت القصف بمدينة حمص فهم غير قادرين على تحمل الرعب الذي يجتاح بلدتهم، اذ ان القصف طال المنازل وأودى بحياة الاطفال الأبرياء النيام في فراشهم.

وتضيف ام صفوان ان وضعهم الآن في الأردن أفضل بكثير وانها تتمنى العودة الى ديارها ولكن بعد سقوط النظام، لأن الظلم الذي وقع عليهم من قبل الاب والابن (الأسد) شديد وكبير حيث ان الكثير من الفتيات في بلدتها خرجن من بيوتهن ولم يعدن، واذا عدن فبعد قيام الشبيحة باغتصابهن، خاصة في المدارس حيث تقف الدبابات على الابواب ويقوم الجيش بغسل ملابسه بحمامات الفتيات من اجل استفزازهن .

ولم نكتفي بهذا القدر فتوجه فريقنا الى مدينة المفرق الأكثر فقرا في الأردن، غير ان الاحوال هناك اصعب نظرا للفقر الذي تعاني منه هذه المدينة فأغلب سكانها عسكر، اي ان مستوى الدخل لديهم محدود ونظرا لطبيعة المدينة الصحراوية فان الزراعة فيها تكون بشكل محدود جدا.

حوالي 13 الف لاجئ سوري وصلوا هذه المدينة، أغلبهم لايملك قرشا، يعيشون على التبرعات، خاصة القطرية منها، وهذا ما أكده ابو طلال الذي وصل قبل شهرين متسللا عبر الحدود هربا من المجازر التي وقعت بمدينته درعا.

وتحدث ابو طلال عن قمع الاجهزة الامنية، حيث قال انهم خرجوا في بداية الازمة، ليطالبوا باسقاط المحافظ ومدير الأمن الا انهم قمعوا وأطلق الرصاص الحي عليهم في أول أيام الثورة، مشيرا الى أن الاجهزة الأمنية تطلق الرصاص على المتظاهرين بشكل مباشر ثم تعود لتقول لهم ان العصابات المسلحة هي من اطلق النار وان هذا الكلام كذب وهم يستخفون بعقولنا.

والتقى”عربي برس” ايضا بزوجة ابو طلال التي أشارات صعوبة الظروف اليومية وعدم توفر الغذاء والماء وانهم يتسولون الخبز،  ولايوجد لديهم اي وسيلة من وسائل التدفئة، فالبرد شديد وتضطر ان تدفئ طفلها الرضيع بحضنه طوال الليل والنهار.

وأضافت ام طلال ان العناية الالهية هي التي مكنتها من الفرار وهي حامل بطفلها، وان الرصاص كان يمر من فوقها ومن جنبها لدى عبورها الشريط الحدودي مع الاردن الا ان اصرارها على اللحاق بزوجها مكنها من الثبات والوصول الى مكان أكثر أمنا حيث انها تعرضت لمضايقات بشكل يومي بعد فرار زوجها الى الاردن، فالاجهزة الامنية السورية داهمت بيتها على مدار شهرين وحاول البعض منهم التحرش بها، ما دفعها الى الهروب من هذا النظام الذي يطلب منهم ان يعبدوه عنوة ويقولون لهم ان ربنا هو بشار الاسد وعليكم ان تركعوا وتصلوا له، وروت ام طلال ان شقيقها تعرض للقتل الفوري عندما رفض ان يقول “لا اله الا بشار الأسد” هذه القصص وغيرها الكثير…

ومما يثير الاستغراب ان السلطات الاردنية، تمنع الصحافة والاعلام من تصوير وتغطية أخبار اللاجئين السوريين، فوزارة الداخلية ترفض اعطاء أي فريق صحفي تصريحا معللة ذلك باسباب خارجة عن ارادتها ناهيك عن عدم افصاح الداخلية عن امكان تواجد المصابين السوريين بالاردن وعددهم وأماكن اقامتهم.

ويذكر ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالامم المتحدة اضطرت لفتح ثالث أكبر مخيم في مدينة المفرق وهو مخيم الرباع والذي يبعد عن عمان العاصمة 450 كلم، وقد جهز بخيام ومطابخ ومراحيض من اجل استقبال أكثر من 4 آلاف لاجئ يتوقع دخولهم بشكل جماعي حيث تشير الارقام لليومين السابقين الى دخول اكثر من ثلاثة آلاف لاجئ عبر حدود جابر شمال الاردن.

معن ابو دلو – عربي برس

Exit mobile version