سيناريو “القتال على عدة جبهات في وقت واحد” هو اخطر السيناريوهات التي تحاول اسرائيل الاستعداد له عسكريا وسياسيا وايضا تنسيقيا وتحالفيا مع دول في المنطقة وخليجية بشكل خاص.
وكشفت مصادر مطلعة لـ (المنـــار) نقلا عن مصادر أمنية اوروبية أن الجهات العسكرية المعنية في اسرائيل تتعامل مع هذا السيناريو باهتمام كبير وتعتبره سيناريو واقعيا ومحتمل الوقوع في اية لحظة.
وتنقل المصادر عن دوائر خاصة أن اسرائيل تخشى اندلاعا مفاجئا لحرب اقليمية تضطر فيها اسرائيل الى القتال على جبهات مختلفة في توقيت واحد وهو تحد صعب وغير بسيط، في ظل العمق الجغرافي المحدود لاسرائيل.
ويعتبر التوتر الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط من العوامل الرئيسية التي قد تؤدي الى اندلاع حرب اقليمية مفاجئة، لأن لا احد يستطيع اعطاء تقديرات دقيقة لما يمكن أن يحدث خلال الاشهر القادمة ، وسقف هذه التقديرات حاليا لا يتجاوز الاسابيع القليلة.
واهم ما في هذه المناورات العسكرية الحالية هو تقوية القدرة على القيادة المشتركة للعمليات العسكرية ورفع مستوى التنسيق بين الجيشين، وهو عامل مهم في الادارة الناجحة لأية عمليات عسكرية قد يضطر البلدان الى القيام بها في المستقبل القريب.
وفي اطار الاستعدادات الاسرائيلية لمواجهة أي مفاجآت مستقبلية، وهي استعدادات لا تقتصر فقط على الدفاعات الجوية وتعزيز التنسيق المشترك مع الجيش الامريكي، يستعد سلاح البحرية الاسرائيلي لتركيب انظمة رادارات جديدة من نوع “الفا” ومن تصنيع الصناعات الجوية الاسرائيلية على سفن حربية من نوع “ساعر 4.5” وهذه الرادارات المتطورة لديها القدرة على اعطاء صورة دقيقة للمقاتل على متن السفينة حتى في الاحوال الجوية الصعبة، كما يستطيع نظام الرادار الجديد اكتشاف الاجسام الغريبة والعمل على تحليلها وتحديد هويتها بصورة دقيقة للغاية، كما يستطيع هذا النظام التعامل مع عدة اهداف والعمل على تحليلها في وقت واحد.
اسرائيل تواصل مناوراتها
في هذا السياق تواصل اسرائيل مناوراتها على الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان، هذه المناورات التي تشمل العديد من الوحدات العسكرية تهدف بشكل اساسي الى التعامل مع اية تطورات امنية في المناطق الحدودية المذكورة، ومن بين السيناريوهات التي تم التدرب عليها في الاسابيع والاشهر الاخيرة ، امكانية تعرض المواقع الاسرائيلية لقصف مفاجىء من داخل الاراضي السورية، وكان الجيش الاسرائيلي قد قام قبل اشهر وعلى خلفية الاوضاع الامنية في سوريا بصيانة التحصينات والمواقع العسكرية على طول الحدود المشتركة بين البلدين ، بالاضافة الى انتشار كمائن للجيش على طول الحدود للتعامل مع أية محاولات للتسلل الى داخل الاراضي الاسرائيلية.
وعلى الحدود اللبنانية، يمكن ملاحظة حالة التأهب غير المعلن باشكال عديدة من خلال الانتشار الكبير لوحدات المراقبة الاسرائيلية على طول الحدود بالاضافة الى الكمائن والدوريات العسكرية الاسرائيلية على طول السياج الحدودي التي تعمل بصورة مستمرة على تغيير أوقات دورياتها وتحركاتها من أجل منع الطرف الاخر من تعلم خطط التحرك الاسرائيلي في المنطقة الحدودية.
سيريان تلغراف