نقلت صحيفة السفير اللبنانية عن تقرير نشرته صحيفة «طرف» التركية في عددها الصادر اليوم الخميس 25 تشرين الأول / أكتوبر وقائع تصعيدية في العلاقة بين حكومة العدالة والتنمية و«حزب العمال الكردستاني» قد تدخل رجب طيب أردوغان «في وضع لا يُحسَد عليه» كما قال التقرير.
الصحيفة كشفت عن أن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان قد التقى في 21 أيلول الماضي بشقيقه محمد الذي يبدو أنه مرسل من قبل الحكومة التركية، وهو ما جعل أوجلان يسأله مباشرة «أريد أن أعرف من أرسلك إليّ»، مضيفاً إن «مثل هذه المفاوضات لن توقف الدم الذي يُراق، ويتوجب على من يريدون وقف الدم أن يتجاوبوا مع بعض الحقوق الكردية، والسياسة الجيدة ممكنة فقط بأعمال جيدة».
وذكّرت الصحيفة بأن مطلب وضع أوجلان في إقامة جبرية في منزل، الذي اقترحه القيادي في «الكردستاني» مراد قره يلان، هو في الأساس من اقتراح أوجلان نفسه.
ويقول التقرير إن أوجلان أرسل عبر أخيه محمد، إلى زعيم «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين ديميرطاش، رسالة مفادها أن على ديميرطاش أن يلتقي بالجميع من الأكراد والحكومة، وأن «يفعل كل ما يلزم للحصول على نتيجة جيدة، حتى لو تتطلّب الأمر تجنيد خمسين ألف مقاتل، وليس كافياً أبداً أن يكون العدد كما هو الآن، عشرة آلاف في الداخل».
وفي أثر هذه الرسالة رأت الحكومة أن هناك أملاً بالوصول إلى حل، بالرغم من أن الرسالة نفسها تشير إلى تجنيد خمسين ألف مقاتل كردي استعداداً للمعركة. وفي الوقت ذاته عمل ديميرطاش على خطَّي: المفاوضات مع السلطة والبدء بتجنيد المقاتلين.
ويذكر التقرير إن أوجلان أبلغ ديميرطاش انه إذا كان لا بد من حرب، فلتكن حرباً بكل معنى الكلمة، وهي إذا جرت على هذا النحو فستنتهي خلال ثلاثة أشهر. ويعترف أوجلان أن الحرب التي خاضها «حزب العمال الكردستاني» على امتداد ثلاثين عاماً، لم تكن حرباً كما يجب ولم تسفر عن نتائج. ودعا أوجلان في الرسالة إلى أن تكون أعداد المقاتلين جاهزة بحلول الربيع المقبل.
وفي الرسالة أن أوجلان يرى أن حكومة أردوغان ليست صادقة في كلامها عن الحل، ويقول إن على الحكومة أن تثبت نيتها خلال ثلاثة أشهر على الأكثر، بل تستطيع ذلك في شهر واحد، إذا أرادت. وقال إن المشكلة لا تحلّ موسمياً أو ربطاً بانتخابات رئاسة الجمهورية.
وتذكر الصحيفة إن «حزب العمال الكردستاني»، الذي أشارت شبكة «إن تي في» التركية إلى أن أربعة من عناصره قتلوا في تونجلي، يهدف إلى أمرين: إخراج أوجلان من السجن ووضعه في إقامة جبرية في منزل، والثاني تصعيد الحرب ضد الدولة عبر تجنيد خمسين ألف مقاتل. وفي حال وضع أوجلان في منزل فليس من قوة في العالم تُعيده إلى السجن.
سيريان تلغراف