حمل المعارض السوري هيثم مناع، رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر الدول الكبرى مسؤولية عدم ايجاد حل للازمة السورية، منتقدا بشدة كلا من قطر وتركيا والسعودية لمسؤوليتهم عن انتشار الجهاديين بكثرة في سورية.
ونقلت وكالة “يونايتد برس إنترناشونال” يوم الثلاثاء 23 اكتوبر/تشرين الاول عن مناع قوله ان “استمرار الوضع على هذه الشاكلة من الاستقالة الجماعية عن إيجاد حل منظور وممكن للأزمة السورية سيقود الى تدهور الأوضاع بصورة أكبر، لأنه لو كان الحل مستحيلا لسلمنا بأن هؤلاء الناس عجزوا وبذلوا كل ما يستطيعون ولم يتمكنوا من التوصل الى حل”.
واعتبر مناع من العاصمة البريطانية حيث يلقي محاضرة عن سورية في كلية لندن للاقتصاد، ان القوى الكبرى “لم تبذل شيئا وكل ما قدمته كان مؤتمرات استعراضية تحت اسم أصدقاء الشعب السوري لأغراض الاستعمال العام فقط ومن دون أي برنامج عملي يمكن أن يفيد الشعب السوري أو التغيير الديمقراطي المنشود، كما أن أي طرف من الشرق والغرب لم يبذل حتى الآن الجهد اللازم لوقف العنف من خلال المشاريع والمبادرات المتكررة”.
وحذر من أن الوضع في سورية “يتجه الى تكرار سيناريو الحرب العراقيةـالإيرانية”، قائلا ان “هذا يعني التدمير المتبادل والاحتقان المتبادل، وغياب القدرة بالمعنى العسكري لتحقيق الانتصار من قبل أحد الطرفين، الحكومة والمعارضة”.
وأضاف “لا أظن أن استمرار الوضع على حالته يمكن أن يفيدنا في مشروع ديمقراطي، لأن زيادة وتيرة العنف ستؤدي إلى بقاء الديكتاتورية الحالية أو ظهور ديكتاتورية مشابهة، وسيكون هناك تصعيد وتقسيم نفوذ، فريق قوي في هذه المنطقة وآخر ضعيف في منطقة أخرى”.
ورأى أن “الحل ممكن الآن في مجلس الأمن الدولي في حال بادرت الدول الخمس دائمة العضوية فيه إلى عقد مؤتمر دولي حول سورية ووضعت آلية قوية له لا تعني سيطرة جديدة على المنطقة”، مشيرا الى ان “التجربة الماضية أظهرت أن بلدانا إقليمية تصرفت بشكل غير مسؤول وتخبطت وقدمت وعودا وتراجعت، مما وضع المنطقة، وليس سورية وحدها، على كف عفريت وتحتاج الى تحرك دولي قوي وضمانات دولية لأي حل مقترح”.
وأكد مناع دعم هيئة التنسيق لمبادرة المبعوث الاممي الى سورية الأخضر الإبراهيمي وقف اطلاق النار خلال عيد الاضحى “لكي تكون فاتحة لوقف شامل لإطلاق النار”.
كما اشار الى أن دولا عربية وأجنبية عرضت على هيئة التنسيق فك العزلة الإعلامية عنها وتقديم دعم جيد لها في حال انضمت الى “المجلس الوطني السوري” المعارض في إطار مساعي توحيد المعارضة السورية.
واوضح ان “هذه الدول أبلغتنا بأن مشكلتها مع هيئة التنسيق هي أنها تريد هيكلة سيادية، ووجودها خارج المجلس الوطني حوله الى منظمة كغيره من المنظمات وليس هيكلة سيادية، وطلبت منا تقديم مطالبنا”.
ونوه قائلا: “أبلغنا هذه الدول أن المجلس لا يصلح لتمثيل المعارضة لأن تركيبته وأساساته بنيت بطريقة خاطئة، وأن عملية لملمة المعارضة السورية وإرضاء بعض أطرافها لا يمكن أن تكون عملية ديمقراطية صحيحة ولن تكون مقبولة شعبيا”.
وانتقد مناع المجلس الوطني السوري معتبرا انه “سقط في امتحانين: المال السياسي وفوضى التسلح، ولم تكن لديه استراتيجية عسكرية وسياسية واضحة، ونسي السياسة وركز على المطالبة بدعم الجيش السوري الحر والمقاومة المسلحة، وهذا ليس ببرنامج سياسي”.
وأكد مناع مع ذلك أن هيئة التنسيق “تقف مع وحدة البرنامج للمعارضة السورية من حيث المبدأ، ومع وضع هيكلية لها أو على الأقل أشكال للتنسيق بينها، لأنها مضطرة اليوم للقبول بأشكال وسيطة، مثل التنسيق في الميدان في وسائل الاغاثة والرعاية الطبية والدراسات وورشات العمل، والبحث في سبل الخروج من الحرب القذرة”، على حد قوله.
كما انتقد المعارض السوري المعروف الدول الاقليمية لدعمها التطرف في سورية قائلا أن “المحور القطري ـ السعودي ـ التركي متواطئ حتى الآن.. ومسؤول عن دخول الجهاديين الى سورية” ، مؤكدا أن هذا المحور “يستطيع أن يوقف تدفقهم ان أراد، لكنني لم أر مسؤولا عربيا واحدا يعتبر أن وجود هؤلاء يشكل خطرا، فيما يحاول الجميع التقليل من عددهم”.
واعلن ان “الدول الأقليمية، للأسف، تتعامل بلا مبالاة مع هذه المشكلة، في حين بدأت الدول الأوروبية تحديدا تفتح ملفات الجهاديين في سورية بعد أن شعرت بأن حجمهم صار أكبر من التقديرات السابقة”.
سيريان تلغراف | وكالات