قالت صحيفة السفير اللبنانية في عددها الصادر اليوم أن المعارضة السورية المفتتة انقسمت في مواقفها حول هدنة عيد الأضحى التي يعمل عليها المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي.
الصحيفة نقلت عن أمين سر «هيئة التنسيق» المعارضة وعضو «مؤتمر الإنقاذ الوطني» رجاء الناصر أن «مسألة الهدنة تتماشى مع ما طرحته الهيئة سابقاً»، موضحاً «لقد طرحنا منذ ثلاثة أشهر مبادرة لوقف إطلاق النار وإعلان هدنة تبدأ مع عيد الفطر ولا تتوقف عنده، وكانت الفكرة محاولة لإيقاف القتل والتدمير الذي أثقل كاهل المواطنين، خصوصاً بعد تحول القتل اليومي إلى عملية تدمير منهجي ومجازر يومية، فكان من الضروري البحث عن آلية لوقف القتل».
ويتابع الناصر في حديثه للصحيفة أن «قراءتنا في هيئة التنسيق بأن الحل الأمني لم يعد مجدياً في ظل توازنات القوى وانسداد الموقف الدولي، بحيث لا يسمح بحسم الصراع عسكرياً لمصلحة أي طرف بل يسير باتجاه تدمير قوى المجتمع وإنهاك الدولة والشعب السوري وإدخاله في نفق لا نهاية له، دفعتنا إلى طرح هدنة يبقى كل طرف فيها في موقعه ومكانه من دون أي متغير على الأرض في محاولة لإيجاد مناخ يسمح بالعمل السياسي وإيجاد حلول سياسية تحقق الهدف العام «للثورة» أي تغيير النظام وبناء نظام جديد».
ويوضح أنه انطلاقاً من ذلك «نرى اليوم أن ما يطرح لهدنة مؤقتة هي خطوة صغيرة في المشروع الذي قدمناه وطرحناه مباشرة على الأخضر الابراهيمي، وعملنا على إقناعه به».
ويضيف «نعتقد أن التمسك بطرح الهدنة برغم حجم الطرح الجزئي والبسيط، قد يفتح المجال أمام زحزحة الجمود في العمل السياسي وتخفيف المعاناة عن الشعب»، مشيراً إلى أن «ما تغير منذ طرح الهدنة هو أننا في البدء تعرضنا لهجوم وانتقاد شديدين من أطراف عدة وهناك من قال إن هذا يخدم السلطة، فيما رأى آخرون انه يخدم قوى «الثورة الحقيقية»، وبعد مرور شهرين ونصف على المبادرة ثبتت صحة قراءتنا أن كلا الطرفين في ظل التوازنات الدولية الحالية غير قادر على الحسم وإنهاء الوضع المتدهور».
ويرى الناصر أن «الجميع بات يدرك ضرورة العمل السياسي، وان هناك مخرجاً لا بد من البحث عنه، كما أن الأطراف الدولية باتت تعتقد أن تطور الأزمة قد لا يكون لمصلحتها… لذا حدث تغيير ايجابي أدى لإيجاد أطراف كثيرة عارضت الهدنة في البداية، لكنها اليوم تقبل بها أو تستخدمها كمناورة».
في المقابل، يعتبر الكاتب والصحافي والعضو السابق في «هيئة التنسيق» حسين العودات أن الهدنة المقترحة «لن تحصل».
ويوضح العودات «لا اعتقد أن النظام سيقبل بها، برغم إعلان (وزارة) الخارجية الذي يوحي بالقبول، فالنظام سيراهن على اختراقات من هنا وهناك، يلصقها «بالجيش الحر»، ولن تنفذ الهدنة ولو لساعة واحدة».
ويشدد على أن «كل ما في الأمر أن الأطراف المعنية بالشأن السوري تحاول إعلان التزامها بالهدنة حتى لا تتم إدانتها، ولكن الحقيقة أن أحداً لن يلتزم، وإذا قبل بها النظام فالهدف أن يأخذ فرصة لترتيب مواقعه العسكرية، فالحقيقة أن لا نية لديه في المهادنة».
ورداً على سؤال حول موقف «هيئة التنسيق» من فكرة تشكيل «مجلس حكماء الثورة»، يقول الناصر إن «إيجاد مجلس حكماء الثورة هو تسمية جديدة لا اعتقد أنها ستؤثر على المنحى العام، ولكنها قد تكون جسر تواصل أو قناة بين مختلف القوى، وأتمنى أن يحصل ذلك، لا أن يتحول (المجلس) إلى فريق جديد في المعارضة فنحن اليوم بأمس الحاجة للتوحد»، معتبراً أنً «الإشكالية هي اعتقاد البعض أن العمل السياسي قائم على قواعد شخصية، وليس على أسس حزبية أو عمل مؤسساتي».
ويتابع «نعتقد أن أهمية أي شخصية عامة تكمن في قدرتها على التأثير ضمن اطر ومؤسسات العمل وليس بالقيمة الذاتية، مع تقديرنا لكل الشخصيات وأملنا أن يكون دورها جسر تواصل، لا أن تفرض نفسها باعتبارها فوق هذه الأطر والتجمعات، لأن هذا لا يفرز النهج الديموقراطي الذي نريده للحياة السياسية».
سيريان تلغراف