قللت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم السبت من جدوى أي تدخل عسكري في الأزمة السورية.
وذكرت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني، أن إجراء أى تدخل عسكري غربي في سوريا لن يؤتي ثماره كما هو متوقع. كما قالت إنه ليس من الصواب تسليح الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ثوار المعارضة السورية.
وأوضحت الصحيفة أن إجراء تدخل عسكري أمريكي من شأنه أن يغرق واشنطن في حرب أخرى مكلفة،الأمر الذي قد يصب في صالح إيران التي ترى الفوضى الدائرة في سوريا بمثابة أفضل شئ قادم لحليفها السوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن الثوار السوريين يقاتلون بالفعل من أجل “قضية نبيلة”، لكن من الصعب استبعادهم عن أولئك الذين يسعون إلى الاستفادة من الفوضى لتحويل سوريا إلى دولة أصولية.
ورأت الصحيفة أن كل ما يمكن أن يقوم به الغرب نحو حل الأزمة السورية هو فرض منطقة حظر جوى تحت رعاية حلف شمال الاطلسي “ناتو” لمنع النظام السوري من استخدام قواته الجوية،الأمر الذي من شأنه أن يضمن تكافؤ الفرص بين القوات النظامية وقوات المعارضة، وإعطاء مساحة للأخيرة لمحاولة تشكيل قيادة أكثر وحدة بالقرب من الحدود التركية لمنع ذبح المدنيين وتدمير المزيد من المدن كما حدث مع حلب.
ورجحت الصحيفة أن هذا الخيار يبدو الأكثر جدوى من أى وقت مضى، لاسيما عقب سيطرة قوات من المعارضة على قاعدة دفاع جوى بالقرب من مدينة حلب، موضحة أن هذا الأمر لن يكون من السهولة المتوقعة، نظرا لأن إقامة مناطق حظر جوى أمر مكلف ،إضافة إلى أن نظام الدفاع الجوي السوري أكثر تطورا من نظيره الليبي.
وتابعت أنه حتى مع وجود منطقة حظر جوى، فإنه من الصعب أن نرى مخرجا من “المستنقع”، في إشارة إلى أن تركيا أجرت مناقشات مع المعارضة والحكومة حول إمكانية بدء عملية سلام، ولكن يبدو من غير المحتمل في هذه المرحلة أن تتوقف المعارضة حتى تسيطر على دمشق وتتولى زمام الأمور فيها.
وخلصت الصحيفة إلى أنه بالنظر إلى جميع الأهوال التي تدور في سوريا والتي باتت تمتد عبر حدودها إلى دول الجوار، يبدو من المستحيل أن تؤتي أى مساعدة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا ثمارها في الوقت الذي يبدو فيه أن الوضع الحالي يلقى بظلال قاتمة على ملامح المستقبل.
سيريان تلغراف