نقلت صحيفة السفير اللبنانية عن دبلوماسي عربي موجود ضمن فريق المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي الذي يعمل في سوريا أن “المشهد السوري يستضيف «قاعدة» من نوع مختلف عما خبره في أماكن أخرى كالعراق أو أفغانستان”.
وقال الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن “الطقس السائد عقب خطف الرهينة لدى القاعدة هو قتلها. أما «القاعدة» السورية استحدثت الخطف وطلب الفدى، وهذا يعود بشكل خاص إلى غلبة العناصر المحلية الجهادية على القادمين من الجهاد العراقي والأفغاني، مع خصوصيات نشوء اقتصاد الحرب المحلية”.
وأضاف الدبلوماسي “تقديري أن الاستخبارات السورية تعرف الكثير عن عناصر القاعدة وجبهة النصرة وتخترق صفوفها. وأكثر ما يخيفني هنا في سوريا، ويعقد مهمتنا ليس وجود جبهة النصرة في بلاد الشام فحسب، وإنما تكاثر المقاتلين في تنظيم قريب منها جدا هو كتائب أحرار الشام. وهؤلاء سلفيون سوريون. ومن اليسير على القاعدة أن تجند الكثير منهم، وهي المياه الأولى التي يصيدون فيها. رغم أني سمعت عن تردد زعمائهم في الالتحاق بالقاعدة. إلى أي حد ستغري جبهة النصرة مقاتلي كتائب أحرار الشام؟، بأي مبالغ وبأي تمويل ستعمل القاعدة في سوريا؟، أسئلة كثيرة لا تزال من دون إجابات”.
وأضاف الدبلوماسي «المتطوعون الجهاديون في سوريا مقتنعون أن أكثرية السوريين تقف إلى جانبهم، لذا يرفض الجهاديون الانضواء في صفوف «الجيش الحر» ويؤمنون أنهم يمثلون الأكثرية الإيديولوجية في سوريا.
الأخوان المسلمون؟ «الإخوان السوريون بخلاف أقرانهم المصريين يحتفظون بعلاقات جيدة مع السعودية التي لجأ كثر منهم إليها بعد محنتهم الكبرى في الثمانينات». ويتابع «في ليبيا مثلا مول القطريون الإخوان المسلمين، ومولت السعودية الجماعات السلفية. الوضع كما لمسناه في سوريا مختلف. السعودية تمول الإخوان المسلمين، ولكنها تقوم بتمويل الجماعات السلفية بشكل خاص، ويبدو لي أن هدفها الأول هو إضعاف إيران. لا يدفع السعوديون لأي جماعة علمانية. كل العمليات المسلحة التي يمولونها تحمل أسماء دينية، باستثناء كتائب أحرار الشام، ويمولون صقور الشام، وكتائب الفاروق وغيرها».
الدبلوماسي العربي التقى مسؤولين من الإخوان المسلمين، موضحا “التقيت في حلب بمسؤول من جماعة الإخوان المسلمين، اعترف لي بأن في صفوف المقاتلين في حلب من هو قريب من القاعدة. وهناك لصوص ينتهزون انتشار الفوضى للنهب. سألته بكم تقدر عدد القاعديين؟ قلة قد لا تتجاوز الـ300 مقاتل من أصل 16000 ينتشرون في حلب وريفها. لكنه رقم كبير. والمسؤول سلفي درس في المدينة المنورة، وسألت نفسي بعد المقابلة ما إذا كان هؤلاء سينقلبون إلى جماعات تسيطر عليها القاعدة كليا كما حدث في العراق؟. في العراق ما أن تجذرت القاعدة حتى اقامت مجلس شورى المجاهدين، وأقامت جماعتين، واحدة للعراقيين وأخرى للقاعدة في بلاد الرافدين ووضعت جميع العمليات تحت إمرتها، بعد أن وحدت مصادر التمويل”.
سيريان تلغراف