كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية في تقرير نشرته ضمن عددها الصادر اليوم الأربعاء 17 تشرين الأول / أكتوبر أن أحد أثرياء الإمارات تسلل إلى سوريا للقتال تحت راية تنظيم «جبهة النصرة».
الصحيفة قالت أن النائب في تيار المستقبل اللبناني عقاب صقر عمل على إعادة الثري الإماراتي إلى بلاده. ولما فشلت الوساطة، طلب صقر من رجاله في سوريا خطف الإماراتي.
الصحيفة نقلت عن مصادر سورية قالت أنها رفيعة المستوى في صفوف عصابات «الجيش الحر». أن الثريّ الإماراتي دخل سوريا بقصد «الجهاد» تحت راية «جبهة النصرة»، التنظيم القريب من «القاعدة». وتشير المعلومات إلى أن الإماراتي ذو شأن في بلاده، إذ إن تحركات على مستويات رفيعة بدأت لمحاولة إعادته إلى بلاده.
وكشفت المصادر أن جهات إماراتية اتّصلت بالنائب اللبناني لطلب مساعدته في هذا الشأن، وأن صقر حاول التواصل مع عناصر في «جبهة النصرة» لحل الموضوع، إلا أنه جوبه بالرفض. وبعد وساطات عدّة، زوّد مسؤولون في «جبهة النصرة» الشاب الإماراتي ببطاقة هوية سورية مزوّرة، لإخفاء هويته.
وتابعت الصحيفة: لمّا لم تُفلح محاولة صقر مع «الجهاديين» الإسلاميين، اتصل بمعارض سوري ينشط في تركيا لمساعدته في هذا الشأن. وتوضح المعلومات أن صقر عرض على المعارض، الذي يملك مجموعات مقاتلة في مناطق حلب وإدلب، مبلغاً يتجاوز مليون ومئتي ألف دولار لقاء إحضار الشاب الإماراتي. إغراء المبلغ دفع بالقيادي السوري إلى فتح الموضوع مع قياديين من «جبهة النصرة»، لا سيما أن هناك قناة اتصال مفتوحة بينه وبينهم باعتبار أنهم ينشطون ميدانياً في بقع جغرافية متداخلة أحياناً، لكن ذلك لم يكن عاملاً مساعداً أبداً، إذ باءت محاولاته إقناعهم بتسليم الشاب بالفشل. فعاد المعارض ليُخبر صقر بوصول الوساطة إلى حائط مسدود. وبما أن صقر يُعتبر بمثابة وليّ نعمة المعارض، باعتبار أن أموال دعم المجموعات التابعة له مصدرها النائب اللبناني، استشاط الأخير غضباً مهدّداً القيادي بتصفيته في تركيا إن هو لم يحضر الشاب الإماراتي.
وأوعز إليه أن يطلب من إحدى مجموعاته خطف الشاب الإماراتي من عهدة «جبهة النصرة». وبما أن الدخول في مواجهة مع «الجبهة» ليس بالأمر السهل، لا سيما أنها تُعدّ الذراع الأقوى ميدانياً في صفوف عصابات «الجيش الحر»، اتصل القيادي السوري، وهو من منطقة الرستن، بأحد عناصر «جبهة النصرة» (يُدعى محمد ز. المعروف بـ«عميد الأحرار»)، الذي يعرف مكان الشاب الإماراتي وتحرّكاته، وتم الاتفاق على خطف الشاب الإماراتي.
يُذكر أن صقر صار «نجم الثورة السورية» الأبرز في الصحف الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، إذ ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن «رجل المملكة العربية السعودية في مركز تحكم إسطنبول الذي يُنسّق مع «الجيش الحر» هو سياسي لبناني من تيار المستقبل المعادي للنظام الحاكم في سوريا ويُدعى عقاب صقر». ولفتت الصحيفة إلى أن «الأخير يُشرف على توزيع كمية كبيرة من العتاد والسلاح والإمدادات على أربع مجموعات معارضة مسلحة، وهو موجود في تركيا».
كذلك نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسلّحين سوريين على الحدود السورية ــ التركية قولهم إن «المزوّد الرئيسي للأسلحة الآتية من الرياض هو النائب اللبناني عقاب صقر». وبحسب الصحيفة نفسها، أفاد أحد قادة المتمردين السوريين بأن «صقر سأله مرة عن اسم أحد تجار الأسلحة في يوغوسلافيا السابقة كان يأمل أن يلتقيه».
سيريان تلغراف