تتعمد حكومة حزب العدالة والتنمية التركي برئاسة رجب أردوغان تصعيد التوتر مع سوريا وشعبها من خلال افتعال “حوادث” أمنية وأزمات دبلوماسية، واطلاق تصريحات عدائية ضد القيادة السورية، وتوجيه اتهامات كاذبة ضد أبناء سوريا وقيادتهم، وترى دوائر دبلوماسية في اكثر من دولة أن هناك مسلسلا يجري تطبيق حلقاته من جانب حكومة اردوغان ضد سوريا، وأن هذا المسلسل الارهابي العدائي اعدته منظومة الدول التي تقود المؤامرة الارهابية ضد الشعب السوري، بشكل يسهل على حكومة اردوغان تبرير تآمرها في اطار المنظومة الارهابية الحاقدة ضد سوريا.
وذكرت الدوائر لـ (المنــار) أن القرصنة الجوية التي قامت بها تركيا ضد الطائرة المدنية السورية في الاجواء التركية يأتي في نفس السياق الهادف الى رفع مستوى التوتر بين أنقرة ودمشق والدفع باتجاه مواجهة عسكرية بين البلدين تنفيذا لمخططات أطراف التآمر على الشعب السوري بعد أن فشلت محاولاتها في اسقاط القيادة السورية عبر العصابات الارهابية تجنيدا وتسليحا وتمويلا التي يتم ضخها الى داخل الاراضي السورية ، كما أن الوثائق المفبركة التي نشرتها قناة العربية هي جزء من هذه الجهود الهادفة الى تهيئة الشعب التركي لامكانية اقدام حكومة اردوغان على عمليات عدوانية محدودة أو واسعة داخل الاراضي السورية، وهناك ايضا الحادث الامني الذي وقع على الحدود وأدى الى مقتل مدنيين أتراك واتهام الجيش السوري باطلاق القذيفة على الاراضي التركية، وهي حادثة أمنية تصر حكومة أنقرة وبتحكم منها على أن يتواصل تدحرجها من خلال عمليات قصف ضد مناطق سورية بحجة تعرض الاراضي التركية للقصف وتترافق هذه الحوادث الامنية والدبلوماسية العدائية من جانب حكومة اردوغان مع حملة تضليل اعلامي موجهة نحو الشارع التركي بهدف تبرير أعمال حكومته العدائية المنسق بشأنها مع أمريكا واسرائيل.
وتتوقع دوائر دبلوماسية أن تواصل حكومة اردوغان تلك المحاولات لانها تدرك بأن بقاء النظام السوري يعني سقوط حكومة اردوغان المشاركة في المؤامرة الارهابية وعدم قدرتها على الخروج بسلام من هذا النفق الذي أدخلت اليه تركيا.
مصادر مطلعة في اكثر من عاصمة تنظر الى هذه المسألة من زاوية اخرى وتقول أن تركيا تخشى الانزلاق نحو حرب ومواجهة عسكرية مع سوريا، وأن تصعيدها الكلامي والميداني يمكن النظر اليه في هذا الاطار، وهو يهدف الى شد الحبل الى اقصى ما يمكن، لكن، في نفس الوقت عدم السماح لهذا الحبل بالانقطاع، ومحاولة فتح الباب أمام أطراف دولية للعب دور ما في محاولة اعادة صيانة العلاقات التركية السورية، بعد أن اتضح للقيادة التركية بأن الامور لا تسير كما توقعتها، وكا صورها لها حلفاؤها في الغرب وفي اسرائيل ودول الخليج وتحديدا قطر والسعودية، بأن النظام السوري سيسقط خلال اشهر قليلة، وانما ستبقى في دائرة العنف، وهذا يعني أن استمرار العنف والنار المشتعلة في سوريا قد تمتد الى الاراضي التركية المليئة بالازمات الداخلية في ظل التنوع الطائفي والعرقي.
سيريان تلغراف