Site icon سيريان تلغراف

روسيسكايا غازيتا : اثنان ضد كلينتون

صحيفة “روسيسكايا غازيتا” تتوقف عند كلمة مندوبة الولايات المتحدة  سوزان رايس في مجلس الأمن، عقب التصويت على مشروع القرار الخاص بسورية، التي جاء فيها: “إنه لَـمن المثير للاشمئزاز، أن يستمر عضوان في مجلس الأمنْ، في عرقلة جهودنا الرامية إلى تسوية الأزمة السورية، الآخذة في التفاقم”. وتعليقا على كلمة رايس تقول الصحيفة:

إن العضوين، اللذين أثارا اشمئزاز الدبلوماسية الأمريكية، وسمحا لنفسيهما باتخاذ موقف مستقل، على خلاف بقية أعضاء مجلس الأمن، الذين ارتضوا لانفسهم الدوران في الفلك الأمريكي؛ هما روسيا والصين ـ الدولتان النوويتان، اللتان لم تذعنا، في أي وقت من الأوقات، للإملاءات الأمريكية، ولم تستجيبا لا للترغيب ولا للترهيب الأمريكيين، لأنهما لم تقرا أبدا بالدور القيادي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.

إن الساسة الأمريكيين يتهمون روسيا زوراً وبهتاناً، بأن دفاعها عن سورية، ينطلق في حقيقة الأمر، من مصالح اقتصادية خاصة. وفي الوقت نفسه يحاولون إقناع الآخرين بأن واشنطن تنطلق في مواقفها من اعتبارات إنسانية صرفة، وتكرس كل أفعالها لخدمة المثل العليا. لكن هذه الادعاءات، لا يمكن أن تنطلي على أحد. لأن تصرفات الأمريكيين، وخاصة منتسبي الشركات الأمنية في أفغانستان والعراق وليبيا، تظهر بوضوح حقيقة الأفعال الأمريكية وأهدافها.

إن تجربة الربيع العربي الزاحف في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تبين أن أية دعوات للحلول السلمية والتهدئة، تؤدي إلى نتيجة عكسية. ففي أفضل الأحوال، تنتهي بثورات بيضاء (بدون دماء) تفتح الطريق أمام الاسلاميين الراديكاليين للوصول إلى السلطة. وفي أسوأ الأحوال، تنتهي بحرب أهلية طويلة، من الممكن أن تتطور في أية لحظة إلى صراع ديني أو عشائري. حيث أثبتت التجارب أن مثل هذه الصراعات تستمر في العادة لأعوام طويلة حاصدة المزيد والمزيد من الأرواح.

إن موسكو وبكين تـدركان أن بشار الأسد ارتكب الكثير من الأخطاء خلال فترة حكمة، وتدركان كذلك أن الاصلاحات في سورية أصبحت حتمية. لكنهما تقفان بحزم ضد أية محاولة تقوم بها أية قوى خارجية، لاستخدام قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بهدف إشعال نار الحروب الأهلية.

لا شك في أن الاضطرابات والحروب الأهلية، أمور يمكن تجنبها، في حال اتفقت جميع الأطراف والأطياف والقوى السياسية على إجراء الإصلاحات المطلوبة في وقتها، وبشكل سلمي. ومن المؤكد أن حصول ذلك يمثل أفضل وسيلة عملية لتجنيب المواطنين الويلات ونزيف الدماء.

Exit mobile version