يقع مسرح سويتو (Soweto) في قلب ضاحية سويتو جابولاني سيبيدي ( (Jabulani CBDالغنية ثقافياً في جوهانيسبيرغ في جنوب إفريقيا.
وقد تم تطوير الضاحية من قبل مدينة جوهانيسبيرغ وشركة الأراضي SOC (JPC) إلى حيٍّ عالي الكثافة ومتعدد الاستخدامات ونابض بالحياة, يضم أكثر من 200 ألف متر مربع من مشاريع التطوير السكنية والتجارية الجديدة.
كانت أهداف هذا المشروع خلق مكانٍ متعدد الأغراض وملائم لتطوير ومشاركة الفنون والثقافة في المنطقة, والمساعدة في زيادة التطورات الاقتصادية والاجتماعية للفنون والثقافة في سويتو كمكوّن أساسي في خطة ضاحية جابولاني سيبيدي.
يتطلب المسرح الأداء مع حالةٍ من الانفصال عن العالم الخارجي, صندوقٌ مقفل ومعزول يضم الجمهور والمؤديين.
يُعرف هذا الفراغ بالصندوق الأسود في عالم المسارح.
لقد كانت فراغات الأداء المسرحي في سويتو المناهضة للتمييز العنصري بدوية تاريخياً.
ففي حالة تفرض عدم وجود أي مسارح مخصصة كان يجب لأي “صندوق” مؤقت أن يفي بالغرض.
وفي غياب فراغ مسرح شكلي, كان المطلوب جوٌّ أدائي مسترخي, وسهل الوصول, و unintimidating مع التركيز على أن يكون مسلياً: بالتحديد المخرج المرغوب أو الملاذ المطلوب من الواقع ومعايير الزمن.
حيث سيخدم فراغ مسرح شكلي مع فعاليات متخصصة مجتمعاً كبيراً من محبي المسرح في سويتو, إضافةً إلى أنه سيؤمّن الفرصة للمؤديين لعرض مواهبهم بشكلٍ كامل.
ومع أن الحاجة لهكذا مسرح كانت واضحة, إلا أن الاستجابة لهذا المقترح كانت غير ممكنة.
فتأمين بنىً تحتية شاملة دون دراسة ثقافة المسرح الموجودة في سويتو (بغض النظر فيما إذا كانت قد تشكلت مسبقاً بفراغٍ مخصص أم لا), لن تتجاوب مع توقعات هذه المجتمعات لما يجب أن يكون عليه المسرح, وفي النهاية لن يكون فراغاً ممكن أن يتبناه المجتمع وأن يشعر بأنه جديرٌ بالاستخدام والاستمتاع, خصوصاً مجتمع جابولاني سويتو حيث يقع المسرح.
كان من المطلوب من مفهوم المبنى أن يسمح لفعاليات ذات حالة فنية تلائم النسق الدراماتيكي لسويتو, في حين تبقي على حرية الروح التي جعلت الأداء المسرحي في سويتو مثيراً لهذه الدرجة في المقام الأول. لقد كان المطلوب ابتكار نوعٍ جديد من المسارح الجديدة.
فالإيحاء الرمزي الذي يقدمه المسرح الموجود أصلاً في سويتو بكتلته الكتومة المتحفظة والمنغلقة على ذاتها باستثناء البادرة العامة المترددة الوحيدة تقريباً وهي الباب الأمامي, كل هذا يقوم باستثناء وإبعاد المجتمع بدلاً من احتوائه وضمه.
فكانت النية إزالة الغموض وجذب المجتمع إلى هذه المنشأة الجديدة.
حيث أصبح صندوق الأداء المتواضع مركز التركيز؛ فقد كان من المفترض أن يصبح مرئياً تماماً من داخل وخارج المبنى في آنٍ معاً.
وحالما دعى مسرح سويتو لمجموعة من ثلاث فراغات أداء (بسعة 430, و180, و90 مقعد تقريباً), تم جعل كل من تلك الفراغات صارخاً وظاهراً للعيان من خارج المبنى.
أما الأعمال على الفراغ الداخلي للمبنى فقد عبرت عن نفسها إلى الخارج نحو المجتمع كمنارات مرئية في الموقع الطبيعي جاذبةً الزوار إلى الداخل.
كما طرح فصل وإعطاء كل فراغ من الفراغات الثلاث لصناديق الأداء هذه هويةً خاصةً بها, تحدياً تصميمياً.
حيث توجب أن يتم إدراج وسيلة معمارية لفصل هذه العناصر الثلاث في مبنىً يضم فراغات خدمة؛ حيث تتميز المسارح عموماً بأنها فراغاتٌ مخدمة للغاية.
وهكذا كان الحل أن تحتوي جدران على هيئة أجنحة تحيط بالمبنى, فراغات خدمات المبنى وأن تؤطر المسارح الثلاث.
ثم تم إعطاء كل صندوق هويته الخاصة بألوان مختلفة باستخدام درجات مختلفة من السيراميك الأحمر والأزرق والأصفر.
وهكذا عبرت هذه الألوان الصارخة عن الحيوية والشخصية والبهجة المرتبطة بالمسرح في سويتو.
وقد تم استخدام 200 ألف قطعة سيراميك على جدران صناديق الأداء, تم وضع كل منها على حدى على يد حرفيين من المجتمع المحلي.
غالباً ما يطغى على صوت المجتمع أصوات أفرادٍ أكثر قوة وأكثر تأثيراً في مشروعٍ بهذه الجاذبية وهذا التاريخ.
لكن المقصود هنا ليس أن صوت المجتمع قد سُمع, وإنما أنه بمثابة دليلٍ على ماذا خلق هذا الصوت.
إن مسرح سويتو هو مسرح احترافي لا مثيل له بين أقرانه؛ فهو راقٍ وحالة فنية؛ ومع ذلك قريب من الناس ومرحب بمجتمعه الذي ينتمي إليه.
سيريان تلغراف