أورد موقع قناة المنار اللبنانية تقريرا ميدانيا أشار للأسباب التي دفعت قيادة الجيش العربي السوري لاتخاذ قرار الحسم في حمص وريفها والتي تسما بعملية «كماشة القصير» قبل أيام والذي أفرز نتائج إيجابية بسرعة قياسية تمثلت بتطهير الجيش لعدد من شوارع الخالدية والقصور وعشيرة بحمص القديمة وتطهير ريف القصير التي لطالما اعتبرت المقر الأكبر لعصابات «الجيش الحر» في سوريا.
التقرير أشار إلى أن “الجيش العربي السوري بدأ هجومه بغارات جوية ضد مقر قيادة لعصابات الحر شكلت عنصر مفاجأة كبيرة لهم، عندما دمر مقرهم في المدرسة الرسمية لقرية الزراعة والتي تبعد 7 كلم من القصير وقتل فيها 65 مقاتلا، كما تم ضرب منازل اتخذتها بعض القيادات المعروفة للمسلحين قد استهدفت مباشرة وقتل فيها العشرات من المسلحين وقياداتهم”.
وتابع التقرير الذي عدّه الصحفي نضال حمادة، “خلال ساعات قليلة كانت مواقع المسلحين تنهار مثل بيت من الورق، وفقد هؤلاء خلال يوم واحد السيطرة عل مناطق وقرى بنوا فيها خلال عام بنية تحتية عسكرية، ومنها قرى تعتبر قلاعاً حصينة للمقاتلين الأجانب مثل قرية الزراعة التي سقطت في بداية الهجوم العسكري. وما أن حل مساء يوم الاثنين حتى سقطت غالبية قرى شرق حوض العاصي التي كانت مرتعاً للمسلحين الذين بدأو بالفرار الى قرى غرب العاصي مشتتين بينما دخل المئات منهم الى لبنان عبر سهل القاع. أما القرى التي سيطر عليها الجيش العربي السوري فهي: النزارية، العاطفية، ربلة، أبو حوري، جسر الدف، إضافة الى قرية جوسية الحدودية القريبة إلى معبر القاع. وحالياً يحاصر الجيش مئات المسلحين في قرية الحسيبية الواقعة على الطريق الدولية بين بعلبك وحمص ويتوقع ان تتم السيطرة عليها خلال أيام قليلة، ومن ثم يتم تأمين الطريق الدولية بين لبنان وسوريا من جهة البقاع عند استعادة حمص ومنطقتها.
وقال التقرير: “في السياق تعيش مدينة حمص أجواء شبه طبيعية حيث فتحت المدارس أبوابها وبدأت الدراسة في جامعة البعث بشكل طبيعي بينما يضيق الخناق على المسلحين في حي الخالدية الذي دخل الجيش السوري الجزء الأكبر منه خلال الأسبوع الماضي. كما ان مدينة القصير قد وقعت بين فكي كماشة ويتوقع سقوطها خلال فترة وجيزة”.
التقرير نقل عن «مصادر سورية عليمة» أن “الهجوم العسكري للجيش العربي السوري حالياً يعود الى عدة أسباب، منها ما هو متعلق بمعركة الحسم في ريف دمشق التي قاربت على نهايتها على الرغم من بعض التفجيرات والهجمات العنيفة، لكن الريف الدمشقي بغالبيته أصبح خارج منطق الجبهة العسكرية ولم يعد للمسلحين سيطرة على أية بقعة مستقرة أو ثابتة”، وتشير المصادر إلى أن “الجيش يرى ان حسم معركة المنطقة الوسطى سوف يسهل عملية الحسم في حلب”. وقال التقرير أن الأسباب الاستراتيجية لعملية الحسم في المنطقة الوسطى تتلخص بـ:
1ـ تأمين خط الإمداد والتواصل بين شمال سوريا وجنوبها وفتح طريق حلب الشام.
2ـ وقف تهريب الأسلحة والمقاتلين من لبنان الى سوريا والذي يمر عبر بقعة الجورة في سهل القاع الى جوسيه فحمص، أو عبر عرسال، النبك والمنطقة السهلية المؤدية الى دمشق.
3ـ تأمين السيطرة على المعابر الحدودية مع لبنان بعد فقدان المعابر على الحدود مع تركيا بسبب تدخلات الجيش التركي المباشرة في الأزمة وفي هذا دلالة سيادية للدولة السورية.
4ـ حصر العمل المسلح المعارض من الجهة اللبنانية في منطقة الشمال وبالتالي التحضير لوضع آخر في تلك المنطقة خصوصاً أنها تعتبر بيئة حاضنة للجماعات التكفيرية الغريبة عن منطقة الشرق الأوسط.
5ـ التفرغ لمعركة حلب بعد تأمين دمشق والمنطقة الوسطى مع ملاحظة أن مدينة حماه وريفها تعتبر من أهدأ المناطق السورية حالياً وهذا ما يجعل خط دمشق حلب سالكاً.
سيريان تلغراف | المنار