في أيار 2012 ستكون عاصمة أذربيجان؛ باكو، شاهداً على أحداث مسابقة يوروفيجن الغنائية؛ فاستجابةً لهذا الحدث الضخم صمم فريق gmp المعماري مشروعه الخاص تحت اسم “القاعة الكريستالية”.
ستكون هذه القاعة عبارة عن قاعة متعدد الأغراض، من شأنها أن تتسع لحوالي 25 ألف متفرج، وقد تم تولي شؤون هذه المهمة الصعبة من قِبل عدة جهات تعاونت معاً؛ هم أفراد gmp المعمارية وشركة ألباين باو دويتشلاند المقاولة العامة للمشروع إلى جانب شركة Nüssli الدولية.
وبما أن فعاليات مسابقة يوروفيجن الغنائية تتم سنوياً، توجب على القائمين على المشروع تنفيذ مهامهم خلال بضعة أشهر، مع أن كتلةً بهذه الضخامة كالاستادات الرياضية تتطلب من 4 إلى 5 سنوا ت ما بين تصميم وإنشاء.
تم تحديد الموقع على مقربةٍ من مركز المدينة، أما عن المبنى فقد تم تصوره ليكون أكثر من مجرد قاعة احتفالات بالمعنى التقليدي؛ ولكن مساحة مغلقة متعددة الوظائف من المأمول أن تتحول إلى مرفقٍ دائم.
وعوضاً عن استخدام كتلةٍ من الاسمنت المسلح، تم تصميم المبنى بكتلةٍ خالصةٍ من الفولاذ المؤلف من ثلاثة أقسام مستقلة؛ واجهة غشائية واستاد وحدوي وأخيراً السقف الداخلي.
أما نظراً لضيق الوقت والحاجة للانتهاء من العمليات الإنشائية خلال بضعة أشهر فقد تم تصميم وإنشاء الموقع بشكلٍ متوازٍ، وقد جسد التصوّر المفصّل أداةً هامة من أدوات خطة العمل الكاملة.
حيث ساهم ذلك في تغطية وعرض كل مرحلة ضمن تسلسلها الزمني أسبوعياً، وقد جسدت عملية التجريب الموسعة شرطاً أساسياً لنجاح هذه المنهجية الجديدة كلياً، إلى جانب الإدارة والتخطيط الجماعي لعمليات الإنشاء، هذا عدا طبعاً عن التواصل الأكثر من جيد بين فريق التصميم والشركات الإنشائية.
الجدير بالذكر هنا أن شكل القاعة الكريستالي وواجهتها المنارة ما هما إلا استجابة لطلب أذربيجان الخاص في خلق معلمٍ واضحٍ وبارزٍ بصرياً، يشكّل جسراً بين آسيا وأوروبا، ويحتل مكانه الخاص في السياق العالمي.
كما أن المصممين قد درسوا سيناريوهات إنارة متعددة للقاعة، حيث تم تزويدها بحوالي 9500 ضوء LED، الهدف منها التأكيد والتركيز على الواجهة الغشائية وخلق أمزجة ملائمة لمراحل الحدث المختلفة.