تجاوز الاهتمام بقضية الفتاة التونسية التي تعرضت للاغتصاب من قبل رجلي أمن الحدود التونسية، ليصل الى فتيات أوكرانيات. فقد لجأت فتيات من أوكرانيا الى التعري في متحف اللوفر الباريسي، في إطار حملة تضامن مع الفتاة التي أُحيلت للقضاء، بتهمة “التجاهر بالعمل الفاحش” مع صديقها.
وعلى الرغم من أن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي قدم اعتذار الدولة رسمياً إلى الفتاة ضحية الاغتصاب، وذلك على إثر رد فعل المجتمع التونسي والجمعيات الأهلية الناشطة فيه، إلا ان ذلك لم يُثن الناشطات الأوكرانيات عن القيام بهذه الفعالية.
ووصفت المشاركات في الحملة وهن من جمعية “فيمن” المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة اغتصاب الفتاة التونسية التي ذكرت وسائل إعلام ان اسمها مريم، بأنه “مذبحة بطيئة” تُرتكب في حق النساء، وشددن على ان توجيه التهمة للفتاة الضحية “انتهاك لحقوق الإنسان”.
ورأت الناشطات الأوكرانيات ان “تعامل السلطات التونسية مع القضية يُظهر ان الإسلاميين وإدراج الشريعة وأحكامها التي تميز على أساس الجنس، كارثة للمجتمع”، كما طالبن بمحاكمة الفتاة محاكمة عادلة “بصفتها ضحية اغتصاب جماعي”، مع التنويه بأهمية ان يُعاقب مرتكبو هذه الجريمة.
ووقع اختيار ناشطات حركة “فيمن” على تمثال “فينوس دي ميلو” بحسب رئيس الحركة إينا شيفتشينكو، لأن القطعة الفنية التي تُظهر آلهة الجمال أفروديت بحسب الأسطورة اليونانية مبتورة اليدين ترمز الى “غياب العدالة” من وجهة نظرها، مشيرة الى “العزم على الكفاح ضد انتهاك حقوق المرأة”.
وقامت النساء المشاركات في فعالية التضامن بحمل لافتة كُتبت عليها عبارات منها “اغتصبني فأنا فاسقة”، تم رفعها على تمثال “فينوس دي ميلو”، فيما وقفت الفتيات عاريات الصدر وقد كتبن على أجسادهن شعارات تندد بالاغتصاب، ورددن على مرأى ومسمع من السياح والصحفيين الذين رصدوا الحدث عبارة “لدينا سواعد .. فلنوقف الاغتصاب”.
يُذكر ان وزير العدل التونسي، القيادي في حركة “النهضة” الإسلامية نور الدين البحيري تفاعل مع القضية وسجل فيديو نُشر على صفحة الوزارة في موقع “فيس بوك”، جاء فيه انه “ليس صحيحا ان المتضررة في قضية الاغتصاب تحولت الى متهمة، فالمتهمون ما زالوا موقوفين. ولو كانت المتضررة تحولت إلى متهمة لتم إطلاق سراح المتهمين الذين ما زالوا موقوفين”.
سيريان تلغراف | وكالات