ذكرت صحيفة “الأخبار” ان جهات رسمية لبنانية تقدر عدد اللاجئين السوريين في لبنان بأكثر من مئة الف، وعدد المدربين منهم في خدمة العلم والعسكريين بأكثر من ربع هؤلاء، وتالياً، فإن احتمالات تورط هؤلاء في تحضير جبهة خلفية لـ”الجيش السوري الحر” تبدو مرتفعة بحكم الأمر الواقع، وبحكم انفلات الشارع اللبناني على بيع السلاح والاتجار به، والأهم بحكم دعم سياسي يلقاه هؤلاء من بعض الأفرقاء اللبنانيين.
وكشفت “الأخبار” ان احد الاسئلة التي طرحها مسؤول اوروبي من الصف الاول على مسؤول لبناني: إلى أي حد يمكن الجيش الحر ان يربح المعركة اذا زودته الدول الغربية المعنية بالسلاح، وهي التي اكتفت حتى الآن بالمناظير وبأجهزة الاتصالات؟ كان جواب المسؤول اللبناني: “انتم تزودونه بالسلاح وروسيا والصين تزود النظام أيضاً بالسلاح، والمعركة ستطول على هذا المنوال”.
وبحسب “الأخبار”، فهاجس الأوروبيين والأميركيين، في اللقاءات الخاصة، وضعية “الجيش السوري الحر” وإمكان دعم لبنان لهم وتسهيل مهمتهم اذا اقتضت الحاجة، في حين أن الاحاديث الدبلوماسية العامة والاعلامية لا تزال تركز على دعم الحاجات الاجتماعية والإنسانية للاجئين السوريين.
ورأت الصحيفة ان “لبنان بين هذين الحدين مضطر، عاجلاً أو آجلاً، لمواجهة هذا الاستحقاق، فقبل اشهر من الآن، طرحت على الاوساط المعنية جملة اسئلة ومخاوف بشأن كيفية تعامل لبنان مع احتمال سيطرة المعارضة السورية على معبر المصنع من الجهة السورية. لكن السؤال بقي من دون أجوبة رسمية حاسمة، إلى ان جاءت التطورات العسكرية في جرود عرسال في ايلول الفائت لتعيد التذكير بأن ثمة استحقاقات داهمة تتعدى إطار النأي بالنفس، ولا سيما أن رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أكد أن الحدود تحت سيطرته، من حمص إلى الزبداني”.
وذكرت الصحيفة ان الاتصال يقتصر حالياً بين الجيشين اللبناني والسوري على ضابط الارتباط المكلف “حلحلة الأمور على الحدود لا اكثر ولا اقل”، مع العلم ان بين البلدين معاهدات امنية، ولدى البلدين سفيرين يفترض ان يتوليا تنسيق الامور المشتركة، وخصوصاً الأمنية فيها.
واشارت الى ان “تقرير تلفزيون “العربية” عن حادثة الكويخات، الذي لم يكن تقريراً إعلامياً فحسب، بحسب الأوساط المعنية، بل كان رسالة سياسية على مستوى عالٍ، من قناة عربية سعودية فضائية تلقّفها رئيس الحكومة حين ردّ في مجلس الوزراء على الحملة التي تستهدف الجيش”.
ونقلت “الأخبار” عن أحد المسؤولين قوله ان “عدم اعطاء الحكومة الاوامر للجيش هو نوع من غضّ النظر وتتمة لسياسة النأي بالنفس”.
سيريان تلغراف