اشارت افتتاحية صحيفة “البعث” السورية الى انه “حذرهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مغبة عرض مشروع القرار كما هو، ودون أخذ التعديلات الروسية في الاعتبار، على التصويت ودعاهم الى “تغليب المنطق على التحامل”.
لكن تصميمهم المشبوه صمّ آذانهم عن سماع التحذير، فكان أن تلقوا صفعة قوية، كان بإمكانهم تجنبها، لو أنهم كانوا صادقي النية وراغبين حقاً في المساعدة على حل الأزمة السورية بيد السوريين حلاً سياسياً يحفظ للبلاد سيادتها ووحدتها وسلامتها، وليس صب الزيت على نارها المشتعلة خدمة لأهدافهم ومخططاتهم الاستعمارية”.
واضافت انه “لم يكن ردهم على الصفعة أقل سوءاً من سوء نيتهم وفساد طويتهم، فقد أسهبوا في الكلمات التي ألقوها بُعيْد التصويت الذي خيبت نتيجته آملهم وأثارت حفيظتهم، في الحديث زوراً وبهتاناً عن فشل مجلس الأمن محمّلين روسيا والصين المسؤولية عن ذلك الفشل المزعوم، مع أن مافعله الفيتو المزدوج في حقيقة الأمر أمس هو أنه منع صدور قرار جائر، كان تطبيقه سيؤدي الى نتائج كارثية على سورية والمنطقة والعالم، أي الى عكس الهدف الأساسي الذي وجد المجلس من أجله وهو الحفاظ على السلم والأمن الدوليين”.
وتابعت “نعم لقد عاد مجلس الأمن بفضل هذا “الفيتو” و”الفيتو” الذي سبقه منذ أشهر الى مهمته الحقيقية ودوره الطبيعي، وكفّ عن كونه خاتماً في إصبعهم وأداة لتحقيق أهدافهم وأطماعهم وشرْعنة حروبهم وعقوباتهم”.
واوضحت انه “نجح مجلس الأمن الدولي وفشل مجلسهم – الأداة الذي انتهت صلاحيته مع تصدع نظام القطب الأوحد، واستعادة بعض القوى الدولية الوازنة زمام المبادرة، وبزوغ شمس قوى دولية صاعدة أخرى”.
واعتبرت ان “ذلك هو في الحقيقة ما أثار كل هذا الغيظ الذي عبّرت عنه كلماتهم، فها هو المجلس الذي امتطوه طويلاً وقادوه على هواهم يثور عليهم ويخرج من أيديهم، وهاهما “العملاقان” الروسي والصيني يعيدان للعالم توازنه المفقود، ويضعان حداً للغطرسة الأميركية الأوروبية التي عانت الشعوب الآسيوية والإفريقية منها الأمرين، وكان العرب ومازالوا أول ضحاياها”.
ولفتت الى إنه “فيتو” تاريخي جنّب سوريا ويلات التدخل الدولي، وجنّب العالم شظايا الانفجار الكبير الذي كان مخططاً لذلك التدخل أن يحدثه في المنطقة”، واوضحت انه “إذا كان “الفيتو” الروسي الصيني قد أثار اشمئزاز المندوبة الأميركية، فهذا دليل على أنه قد أصاب هدفه النبيل، وأما غضبها الشديد من روسيا والصين لأنهما “لم تسمعا صوت الشعب السوري” فنهاية في الوقاحة، لأن مافعله البلدان الصديقان هو بالضبط أنهما سمعا صوت الشعب السوري وليس صوت أميركا و”الجزيرة” وأخواتها”.
وختمت افتتاحية “البعث” انه “بقي أن نتقدم بالتعازي الحارة للمتآمرين على سوريا من الحكام العرب وخاصة ملوك وأمراء وشيوخ النفط على المصيبة الكبرى التي أصابتهم جراء فشل المشروع الذين كلفوا بتنفيذه”، آملين أن “يتعظوا ويعودوا الى رشدهم، وألا تدفعهم قوة الصدمة الى المضي في سلوكهم الهستيري العدائي الى حد الجنون”.