كشفت صحيفة الديار عن كواليس الزيارة السرية التي قام بها رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن الى واشنطن واجتماعه مع الجنرال بترايوس مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية، وقد قام مسؤول خليجي كبير وبارز بالطلب من الجنرال بترايوس استقبال العميد وسام الحسن، وعلى اثر ذلك جاء وسام الحسن الى واشنطن واجتمع مع مدير المخابرات المركزية الاميركية واركانها.
وقد اطلع الطرف الاميركي الحسن على المرحلة المقبلة وان اميركا ستعمل بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية وخاصة وكالة المخابرات المركزية الاميركية على تسليح المعارضة السورية لاسقاط النظام السوري، بعد انتخاب اوباما او خصمه، وان واشنطن ترى ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد سيسقط، وقد وافق العميد الحسن المخابرات الاميركية على هذا الرأي.
وأشارت الى ان الجلسة امتدت لمدة ساعة ونصف الساعة بين العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات وضابط معه والجنرال بترايوس وضابطين من المخابرات المركزية الاميركية، وجرى التركيز على دور لبنان بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، هذا اذا سقط النظام وفق ما تراه واشنطن وما يراه فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي.
وجرت مفاوضات بين الطرفين الاميركي واللبناني على ان يقوم فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي بدور لمساعدة المعارضة السورية المسلحة والجيش السوري الحر بشكل يساعد على التحضير لاسقاط النظام السوري.
ثم جرى البحث بين الطرفين في المساعدات التقنية والمالية، ولم تعرف «الديار» كم هو المبلغ الذي دفعته وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية لفرع المعلومات من اجل تنفيذ مهمات له. اما بالنسبة للشؤون التقنية، فسيتم تزويد فرع المعلومات بأجهزة رصد وتنصت ومراقبة، وسوف يتم ارسالها الى مطار بيروت الدولي وتدخل المطار دون تفتيش من احد لانها ستوضع تحت خانة «مهمة» لمصلحة فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي.
السؤال هو: 1 – إذا كانت الحكومة اللبنانية قررت النأي بالنفس عن الازمة السورية، هل يحق لفرع المعلومات عبر رئيسه العميد الحسن ان يكون طرفا في الصراع السوري الداخلي وجعل لبنان طرفا مع المعارضة السورية ضد النظام؟
2 – هل أخذ العميد وسام الحسن موافقة الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل على المهمة التي جاء من اجلها الى واشنطن، مع العلم ان الزيارة تمت بواسطة دولة خليجية كبرى وليس بواسطة المسؤولين اللبنانيين؟
3 – إن التحضير على اساس ان النظام السوري سيسقط بعد الانتخابات الاميركية ويتم تسليح المعارضة، يعني ان فرع المعلومات سيقوم بتزويد المعارضة السورية من خلال لبنان بأسلحة ومعدات ستصل إليه من الولايات المتحدة الاميركية وبالتحديد من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.
هذا الطرح هو في غاية الخطورة، فزيارة العميد وسام الحسن تمت من خارج إطار الدولة اللبنانية وجاءت نتيجة تحرك خليجي تم بموجبه الطلب من الجنرال بترايوس مدير المخابرات المركزية الاميركية استقبال العميد وسام الحسن، وعلى هذا الاساس تمت الزيارة خارج اطار الدولة اللبنانية. فمن يتحمل مسؤولية ما يجري، من يتحمل مسؤولية إدخال لبنان طرفا في الصراع داخل سوريا، ومن يتحمل مسؤولية انعكاسات تدخل لبنان في الحرب السورية خاصة على صعيد الوضع الداخلي في لبنان في ظل الصراع بين 8 و14 اذار ؟
سيريان تلغراف