نريد إسقاط النظام السوري لأننا نريد” كسر العمود الفقري للهلال الشيعي”، وكنا مسرورين للقاءات أردوغان بالأسد لأنه كان يحمينا ويطرح قضيتنا معه ..
أجرت صحيفة “جمهورييت” التركية في الثامن عشر من الشهر الجاري مقابلة مع زعيم جماعة الأخوان المسلمين السورية ، رياض الشقفة، لم يحظ بالاهتمام الكافي، رغم أنها المقابلة الأكثر أهمية وخطورة له منذ بداية الأحداث في سوريا.
فقد كشف الشقفة في مقابلته هذه عن وجهه الحقيقي كأداة في مشروع مذهبي وطائفي إقليمي تديره السعودية ، وأنه معني بأن يكون هراوة في أيدي أصحاب المشروع المذهبي والطائفي للسعودية، ومن ورائها الولايات المتحدة وإسرائيل، أكثر من كونه معنيا بأي شيء آخر.
فقد توعد في مقابلته ، التي أجراها معه أوتكو تشاكير أوزير، بـ”كسر العمود الفقري للهلال الشيعي” في المنطقة ، مدعيا أن الأسد لم يعد يمارس سلطته إلا على 25 بالمئة من سوريا، فيما يسيطر المسلحون على 75 بالمئة منها.
وقال الشقفة إن المشكلة لدى المسلحين هي في نقص الصواريخ المضادة للطائرات ، وبتوفرها في أيديهم لن يكون بإمكان الأسد الصمود لأكثر من شهر !
الشقفة، وفيما يتعلق بالقضية الكردية في سوريا، رفض نشوء أي “كيان كردي”، مدعيا أن الأكراد في شمال سورية “قلة ، والمنطقة مختلطة ، وهم لا يشكلون أكثر من 5 بالمئة من إجمالي السكان هناك”.
وبشأن “المجلس الوطني”، ورغم أنه أنكر ـ كاذبا ـ أن يكون لجماعته الثقل الأساسي فيه، اعترف بأن نفوذه داخل سوريا “ضعيف”. لكنه ندد بتوجيه الانتقادات له، باعتبار أن ذلك” يهدف إلى خدمة نظام الأسد”!
وفيما يتعلق بالآثار المترتبة على سقوط نظام الأسد، قال الشقفة ” إن النظام أنشأ تحالفا مع حزب الله وإيران ، وشارك في التحالف الشيعي الذي ولد في العراق بعد سقوط (نظام الرئيس العراقي) صدام حسين. وقد شكل الثلاثة الهلال الشيعي”.
وأما بشأن لواء اسكندرونة المحتل ، الذي سبق وأنكر في مقابلة سابقة سوريته وعروبة أهله، فقد اتهم النظام السوري بأنه هو من يثير الاضطرابات بين سكانه من العلويين والسنة فيه عبر عملائه ، بهدف تحويل الأنظار عما يجري في الداخل السوري ، وهم (الهلال الشيعي) يريدون فعل الشيء نفسه في العراق ولبنان”.
النقطة الأخرى التي فاجأ فيها الشقفة قراء الصحيفة والمراقبين ، هو تأكيده أن جماعة الأخوان المسلمين “لم تكن منزعجة من تقارب أردوغان ووزير خارجيته مع الأسد ، لأن الجماعة كانت تثق بأن أردوغان ، الذي كان يحمي الجماعة، كان يطرح ملفها في اجتماعاته مع الأسد”. وقال الشقفة” إن تركيا أمنت لنا الحماية والأمن اللذين لم تؤمنهما دولة أخرى “، معربا عن إعجابه بالنموذج التركي “الذي نريد أن نبني مثله” في سوريا.
من ناحية أخرى، كشف الشقفة عن أن الأخوان المسلمين كانوا ينتظرون من تركيا “إنشاء منطقة عازلة والتدخل العسكري في سوريا، لكن المجتمع الدولي عارض ذلك”، مشيرا إلى جماعته تريد الآن “إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا كلها ، ليس من جانب تركيا فقط، بل المجتمع الدولي كله أيضا”.
سيريان تلغراف