يقولون أن الإعلام لديه الحرية في التعبير عن ارائه ونقل الرأي والرأي الأخر، ولكن في المقابل فإن الرأي العام ينتظر من وسائل الإعلام أن توصل له الحقيقة دون تشويه، وينتظر منها الخبر المؤكد بعيداً عن التعظيم، ولا يتوقع منها الكذب لأنه يعتبرها السلطة الرابعة في دولته، فهناك علاقة متبادلة بين كل من الرأي العام والإعلام، إذ يؤثر كل منهما على الآخر ويتأثر به، فالرأي العام يؤثر في محتوى الرسالة الاتصالية، ووسائل الإعلام تشارك في توجيه الفرد وتكوين ارائه ونظرياته.
ولكن عندما تتحول قناة إعلامية (كبيرة) مثل قناة “الجديد” إلى مروجة لمجموعة من الإرهابيين القتلة دون إظهار رأي الناس بهم، ولا حتى الرأي الأخر في نفس البلد حولهم، فماذا يمكن القول عنها؟
إن ما تقوم به قناة الجديد عبر نشر مسلسلها السوري “الجيش السوري الحر”، يأتي في مقدمة الهجوم على الدولة السورية وضرب إستقرارها، ويبدو أن وصول القناة إلى داخل هذه المجموعات لم يكن بمحض صدفة، أو من أجل أخذ سبق صحفي فقط، ولكن هناك خفايا وراء هذه الدعاية من قبل القناة للعناصر الإرهابية، وهي بعملها هذا تؤدي إلى إفتعال فتنة.
ويبدو أن لقناة الجديد إهداف مالية من وراء ما تنشره، قد يكون الحصول على مبالغ طائلة من قبل المجموعات الإرهابية واسيادهم من أجل التسويق لها، وبغض النظر عما إذا كان ما تقدمه قناة الجديد يصب في حرية الرأي والتعبير، ونقل الرسالة إلى المتلقي من وجهة نظر معينة، إلا أن هذا يعتبر ضرب لمحظورات عديدة، ليس أولها ضرب سيادة الدولة السورية من خلال الدخول إلى أراضيها واخذ مقابلات مع من يصنع المتفجرات ليقتل الابرياء بها، وتصوير مجموعات إرهابية ليبية تحضر لأعمال إجرامية بحق السوريين، والتورط في التسويق والدعاية لاستعطاف الناس لزيادة أنصار “الجيش الحر” والجماعات المسلحة.
وليس هذا فقط، فقناة الجديد هي تلفزيون لبناني، يخضع للقوانين اللبنانية والسيادة الوطنية، ولاتزال العلاقات اللبنانية ـ السورية تقوم على الصداقة والأخوة، وبهذا فإن قناة الجديد، تضرب اواصر العلاقات بين لبنان وسورية. وعلى ما يبدو فإن قناة الجديد، تسعى إلى زيادة مشاهديها بعدما فقدتهم نتيجة موقفها المعادي للنظام السوري، وكذلك فإنها تبحث عن ممول لبرامجها، بعدما فقدت الدعم الليبي بسقوط معمر القذافي، وعدم إعطائها أموال من قبل سورية، لذلك فيبدو أنها إنفتحت على الأتراك والقطريين للحصول على أموال طائلة تجعلها تنافس كبريات القنوات التلفزيونية.
لكن كل تسويق قناة الجديد للإرهابيين، لن يجدي نفعاً، فالناس لا تنشد إلى “السكوبات الإعلامية” هكذا، وقد سمعنا الكثيرين يشتمون القناة على المادة المبتذلة التي تقدمها، بدلاً من تقديم الرأي والرأي الاخر، فمن يجري تحقيقات عن الإرهابيين في هكذا مناطق صعبة وحساسة، باستطاعته الدخول إلى دمشق وغيرها باذن من السلطات السورية لإجراء تحقيقات عن الأوضاع الداخلية، وأخذ رأي النظام وأهل سورية الحقيقيين مما يجري في بلادهم، بدل من السماع لمرتزقة ليبيين وسعوديين مجرمين.
سيريان تلغراف | الخبر برس