كشفت صحيفة الغارديان في تحقيق لها من داخل سورية ان مسؤولين أمريكيين يلتقون قيادات المجموعات المسلحة في سورية ويعطونها التعليمات ويشرحون لها ما يجب ان تفعله لتحصل على السلاح الأمريكي.
ونقلت الصحيفة عن شخص مدني يقوم بتامين شحنات السلاح للمجموعات المسلحة قوله انه التقى في انطاكية باثنين من الأمريكيين قالا له “لن يكون هناك أسلحة متطورة مالم تتوحدوا تحت قيادة المجلس العسكري المحلي” مايعني ضمنا ان السلاح التقليدي متوفر ومسموح به والشروط توضع على السلاح المتطور فقط.
وأوضح مراسل الغارديان غيث عبد الاحد انه شاهد داخل فيلا اثنين من قادة ما يسمى “الجيش الحر” ومعهم المدني نفسه وكانوا يتبادلون الأوراق التي وقعها المدني واصدر بعدها سلسلة من التعليمات لمجموعة من الرجال في الخارج الذين كانون يقومون بنقل صناديق ذخيرة إلى شاحنة تويوتا بيضاء ويقول لهم “كل ما اريده منكم هو تصوير شريط فيديو صغير ووضعه على يوتيوب تعلنون فيه أسماءكم واسم وحدتكم وتقولون فيه بأنكم جزء من المجلس العسكري في حلب وبعدها تستطيعون فعل أي شيء تريدونه”.
وأوضح المدني للمراسل ان هذه الخطوة جاءت بناء على نصيحة الأمريكيين اذ قالوا له لتحصلوا على السلاح “قوموا بتصوير الشريط ونحن نعالج الباقي” لان كل ما نحتاجه هو أن اظهر للأمريكيين أن الوحدات تنضم إلى المجلس العسكري.
وقال المراسل “إنه عند النظر إلى الصناديق يتضح ان الذخيرة حديثة وان قذائف الأر بي جي لا تزال ملفوفة بالبلاستيك” مشيرا إلى انه التقى في حلب بمن يقال بانهما من القادة العسكريين ويطلق عليهما قادة ميليشيا ما يسمى “الجيش الحر”.
وتحدث المراسل في تقاريره من داخل سورية عن قياديين فيما يسمى بمليشيات “الجيش الحر” قالوا له بانهم ينفقون من الشيء الوحيد الذي يملكونه وهو الرجال “الرجال يموتون”.
ونقل المراسل ادعاءهم بأنه وبعد ثلاثة اسابيع من دخولهم مدينة حلب انخفض مخزون الذخيرة لديهم إلى 600 طلقة فقط و6 صواريخ ما أدى إلى حالة جمود دموية في مواجهة الجيش السوري النظامي ولكن الامدادات ورغم ما يصفه بعضهم بالعملية العفنة التي تتم من خلالها قد بدأت بالوصول اخيرا.
ويصف عبد الأحد احدى عمليات نقل السلاح والذخيرة التي شهدها بنفسه بالقول بأن شاحنة مرسيدس خضراء صدئة كانت متوقفة في شارع ضيق امام فيلا فاخرة على مسافة قصيرة من الحدود التركية وكانت محملة بـ 450 ألف طلقة ومئات من القذائف الصاروخية تغطيها قطع الأثاث ومن المقرر ارسالها إلى حلب.
اسماء مستعارة أبو محمد وأبو حسين اللذان قالا ان ممولين مختلفين من السعودية يقومون بارسال الأموال إلى سياسي لبناني نافذ في اسطنبول والذي يقوم بعدها بالتنسيق مع الاستخبارات التركية لترتيب وصول الامدادات عبر ما يسمى “المجلس العسكري” في حلب.
وفي تقرير منفصل يتحدث عبد الأحد عن عملية تعذيب لاحد المواطنين من قبل المسلحين في احدى مناطق حلب لمجرد معرفتهم بانه ضد ما يقومون به ويدعم ما تقوم به الدولة لضبط الأمن.
وقال المراسل ان المواطن تعرض للتعذيب الوحشي وطلبوا منه اسماء من يعرف انهم موالون للدولة موضحا انه التقى في اليوم التالي بأحد أولئك الذين قاموا بتعذيب الرجل وأنهم اخبروه بأنه تبين بأن كل الأسماء التي قدمها لهم الرجل تحت التعذيب كانت وهمية وأنهم سلموا الشاب إلى “الاسلاميين” الذين يمنعون أي شخص من رؤيته.
سيريان تلغراف